إن المصداقية والشفافية والحياد من أهم الصفات الواجب توفرها في أي قناة بشكل عام والقنوات الإخبارية بشكل خاص؛ لما لها من دور كبير في التأثير على المتلقين وتشكيل آرائهم وميولهم وتوجيههم لقضايا معينة وصرف أنظارهم عن أخرى، حيث ينجذب غالبية المشاهدين إلى متابعة القنوات المتخصصة بالأخبار والتقارير المصورة من موقع الحدث وبشكل مباشر. وإلى وقت قريب كان المشاهد العربي يتابع إحدى القنوات المتخصصة بالأخبار والتي تدعي المصداقية والحيادية وتبث من دولة خليجية حتى ظهرت أخيراً على حقيقتها، وأن كل ما تدعيه من مصداقية وشفافية ما هو إلا خداع ومكر وكذب وتدليس لأغراض ومآرب وأجندات خبيثة منذ بداية بثها قبل أكثر من عقدين من الزمن، بل إنها زادت من الكذب والتضليل والافتراء وخاصة بعد الدعوة العربية لمواجهة الإرهاب، ومقاطعة تلك الدولة التي تموله والتي تبث منها هذه القنوات، كما اعتادت هذه الشبكة الإخبارية على أسلوب المخادعة والأكاذيب في طرق طرحها للأحداث والتقارير الإخبارية سعياً منها لجذب المشاهدين السذج والبسطاء بأساليب جاذبة لعواطفهم بطرق وشعارات وخطابات حماسية واستضافة المرتزقة وأصحاب المصالح فيتعلق المشاهدون بها فترة من الزمن ليكتشفوا فيما بعد أنهم تعرضوا للمخادعة والكذب والتدليس والتلبيس. كما أن قنوات تلك الشبكة لم تكتف بنشر الأخبار المغلوطة والكاذبة بل مارست نوعاً من الاحتكار في نقل أهم الأحداث الرياضية العالمية المهمة، ومنها بطولة كأس العالم وبطولات عالمية أخرى، واستغلت الاحتكار من جهتين: الأولى عن طريق فرض مبالغ مالية كبيرة وتعجيزية لمشاهدة الأحداث الرياضية المهمة، والتي قد تفوق القدرة المالية للعديد من المشاهدين أصحاب الدخل المنخفض في كثير من الدول العربية ذات الدخل القومي المنخفض. ومن جهة ثانية استغلت الاحتكار لأغراض سياسية وعدائية لبعض الدول التي قاطعت الدولة التي تبث منها، أي بمعنى آخر إقحام السياسة في الرياضة بشكل غبي وغير منطقي، أي أن الهدف ليس تجارياً بالدرجة الأولى بقدر ما هو سياسي من خلال السعي لتوجيه المواطن العربي كيفما تريد تلك القناة، وكيفما تريد تلك الدولة، لكن المتلقي الواعي لا تنطلي عليه هذه الأمور لأنه أصبح أكثر وعياً وأكثر إدراكاً. Your browser does not support the video tag.