تروي طرفة شعبية أنّ ثوراً هائلاً هاج وماج في مضارب بني عبس! وفرّ منه الرجال وذُعرت النساء والأطفال ! فصرخوا بفارس العصر والأوان وأعجوبة الزمان عنتر بن شداد: اهجم على الثور ياعنتر! لكنه لم يهجم بل وجم وظهر عليه الخوف وتقهقهر! فصاحوا: كيف تخاف من الثور وأنت عنتر؟! فقال حكمته المشهورة (وشّ يدرِّي الثور أنّي عنتر)؟! وكما هو معروف يُلقِّبون المشترين في أسواق الأسهم بالثيران! والبائعين بالدببة! فأسواق الأسهم في معركة وصراع أبدي بين ثور ودب! ولم تُحسم المعركة حتى الآن! ولن تُحسم على مدى الزمان! لأنّ الأسواق كرٌّّ وفرّ! صعود ونزول! عراك يطول بين الدببة والثيران! إذا مات ثور خرج ألف ثور! وإذا مات دُبٌّ خلفه ألفُ دُبّ! رحى المعركة تدور أبداً.. لا تعترف بانهزام دُبّ.. أو موت ثور! السوق مفتوحة والرحى تدور! وإذا قفل السوق اليوم فتح غداً! عمره أطول من الجميع! وصبره بلا حدود! .. حسناً! .. من الشجاع في هذه المعركة الضروس التي هي أعتى من حروب داعس والغبراء وحروب البسوس؟!.. الشجاع من يُقدم وقت الإقدام ويُحجم وقت الإحجام! ليس الشراء بقوة واندفاع دليل شجاعة محمودة من الثيران في كل الأحوال! وليس البيع بكثافة واندفاع دليل جُبن صحيح من الدببة في كل الأحوال! الشجاع من يملك الحكمة والتمييز! ويجري مع السوق كما تجري! حين تكون صاعدة ينضم إلى عسكر الثيران! ولا يبيع ولو كان من الرابحين! لأن السوق مُقبل! والثيران في أوج الحماسة! وحين تُصبح السوق هابطة يصف في معسكر الدببة! ليس الشراء وحده شجاعة! البيع أيضاً شجاعة ولو بخسارة.. وقف الخسارة شجاعة! والعناد حماقة! (يا معاند بحر!) الذين لا يضعون حدّاً للخسارة يذهبون في (خبر كان).. إذا كشّرت الأسواق عن أنيابها وصارت هابطة كجلمود صخر حطّه السيلُ من عل! .. هنا ينفع المثل الشعبي (من يرد السيل بعباته)! وإن أقبلت السوق وصعدت فالذي يبيع بربح ضئيل يكتشف بعد قليل أن ربحه يشبه الخسارة لأن أسهمه ارتفعت مع السوق الصاعدة.. مراقبة الاتجاه وحُسن التوقيت في غاية الأهمية، وقبل ذلك وبعده توفيق الله عز وجل. Your browser does not support the video tag.