يواجه المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية تاسي باباً مفتوحاً على كل الاحتمالات، وذلك بعد أن أشرفت التعاملات الأخيرة على وفاة موجة الصعود التي لم يكتب لها تجاوز سقف التسعة آلاف نقطة الشهر الماضي. وفي ظل الظروف الراهنة، فإن أفضل ما يتمناه أهل السوق هو تماسك قيمة المؤشر العام فوق مستوى 7090 نقطة، على اعتبار أن كسر هذا المستوى هبوطاً سيقود للبحث عن قاع، قد لا يتأكد الوصول إليه قبل الارتداد من مستوى 5700 نقطة. وفي هذا الخصوص، اعتبر محلل لتعاملات سوق الأسهم، أن اللون الأحمر الذي غطى المؤشر في جلسات التداول الأخيرة طبيعي مع نهاية إعلان نتائج أرباح الربع الأول، معللاً ذلك بأن السوق أنهت مسيرة الموجة الصاعدة، لتدخل من جديد في دوامة موجات جديدة هابطة. وقال محلل الأسواق المالية الدكتور أيمن سمان، إن أرباح الربع الأول للشركات السعودية أنهت مسيرة الموجة الصاعدة لتبدأ في موجة هابطة جديدة، عكستها أرباح البنوك المتراجعة، نتيجة كون الأرباح المحققة في السنوات الماضية هي أرباح غير متكررة، بمعنى أنها ليست من نشاط بنكي أو نشاط موقت، إضافة إلى أن غالبية شركات السوق عدا القطاع الصناعي"الذي حقق نمواً في الأرباح"، واجه الموجة الهابطة بارتداد صعودي طفيف لم يصمد، بسبب رغبة السوق في العودة لسيناريو الموجة الهابطة والممتدة منذ بداية الانهيار حتى الآن، مشيراً إلى أن الخسائر المحققة في قوائم الشركات تتوافق مع عدم وجود بداية لظواهر النمو العمراني والتجاري المنتظر، في ظل طفرة أسعار النفط. وأكد سمان أنه عادةً في جميع الأسواق العالمية يعتبر المضاربون أن نهاية الربع الرابع وبداية الأول فرصة للخروج بتدرج، واستغلال الأحداث لجني أرباح تتراوح بين 30 و40 في المئة بشكل مفاجئ وسريع، بسبب غياب الاستقرار في السوق من ناحية التوجه العام، مع تنامي أرباح غالبية أسهم السوق، وبخاصة أسهم الشركات القيادية. وحذر سمان من كسر الموجة الهابطة للقاع السابق والمسجل عند مستوى 6797 نقطة، على رغم تفضيله الارتداد من هذا القاع، لكونه يعطي مؤشر دعم يصعب كسره في ما بعد، وهو الأمر الذي يصعب توقعه، لأن السوق في انتظار نتائج الربع الثاني، التي ستحدد ما إذا كانت مكررات الربحية مغرية ومماثلة لأرباح الربع الأول أو أعلى منها، نظراً إلى دخول الأموال الاستثمارية مرةً أخرى والبقاء فترة أطول في السوق، وتحجيم دور المضاربة بجني الأرباح للدخول بسيولة أكبر في عمليات الشراء المستقبلية. وأشار السمان إلى أن بداية صعود السوق ستأتي بفضل ارتفاع قطاع الأسمنت، لأنه القطاع الوحيد الذي يصعب على صناعة المضاربة اللعب بأسعاره، فضلاً عن أن هذا القطاع لم يأخذ نصيبه من الارتفاع، على رغم تعاقب موجات صاعدة عدة على السوق منذ انهيار شباط فبراير 2006. وقال إن ارتفاع أسعار أسهم الأسمنت تباعاً وفي أوقات غير متزامنة، دليل على بداية مرحلة استقرار مهم للسوق المالية في الفترة الحالية.