المؤشر يهوي ومكررات الأرباح مغرية.. وسابك لم تعلن عن مدى تأثرها بالأزمة الاقتصادية العالمية

* استهل السوق تعاملاته بعد العيد بترحيب دموي بالمتداولين ليواصل هبوطه ومشوار التصحيح والذي تحدثنا عنه سابقا .
وكان للهلع الذي دب في قلوب المتداولين والمستثمرين السبب الرئيسي لهذا التهاوي ذلك خوفا من المشاكل الاقتصادية العالمية الا ان دخول قناصي الفرص كان مشاهدا بارتفاع حجم التداول مع الهبوط .
ونبدأ التحليل بسهم سابك والذي تحدثنا عنه في الأسبوع الماضي وقلنا انه يستهدف مابين 83ريالا إلى 60ريالا، ذلك بناء على نموذج متكون على الرسم البياني الأسبوعي بسبب أن السهم يعتبر من اكبر الأسهم تأثرا بالمشاكل العالمية حاليا، فأسعار المواد البتروكيميائية تواصل انخفاضها كذلك الحديد واهم المواد البتروكيميائية التي ساندت الوضع المالي سابقا الا وهي الأسمدة قد واصلت انخفاضها بالاضافة إلى شركة سابك المبتكرة في الولايات المتحدة الامريكية - ولم توضح سابك مدى تأثرها بالمشاكل المالية التي تضرب الاقتصاد الامريكي - والتي قد تتحمل سابك على اثرها مبالغ تخصم من ارباحها - بسبب اولا اعادة تقييم الشهرة ثانيا الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة الامريكية ومدى تأثر هذه الشركة بالمشاكل الاقتصادية وكما تعلم عزيزي القارئ فإن حجم استثمار سابك في هذه الشركة قارب 11مليار دولار أي اكثر من 41مليار ريال سعودي، لهذا لا عجب ان نرى هذه البيوع الكبيرة على سابك في ظل غياب الشفافية عن تأثر مركزها المالي مع هذه المشاكل العالمية .
وكان هناك دعم على السهم بعد ان وصل قاعا جديدا ليوم الاربعاء فإن كان هذا الدعم جاء من قبل المؤسسات الحكومية فنقول ان لدى سابك المزيد من الهبوط لان حجم التداول كبير - وان كان هذا التداول بيوعا بدون شراء فهذه مشكلة وان كانت قوى السوق هي من اشترت فهي اشارة ايجابية - وكان الدعم لسهمي سابك والراجحي، عموما وضع السوق مازال مقلقا واغلب الشركات اقفلت بالنسب الدنيا أو حولها ولم يكن هذا الارتداد الا من شركات محدودة .
اما عن اسعار المواد البتروكيميائية فمازالت تتهاوى بشدة لسببين الأول الكساد الاقتصادي العالمي المتوقع والذي سوف يؤثر على الطلب مما سيؤدي إلى تراكم في العرض لهذا الاسعار مازالت تهوي وبشدة وان ثبت دخول العالم في كساد فسنشاهد اسعارا تاريخية جديدة ولكن بقيعان وليست قمما السبب الاخر انخفاض اسعار النفط والذي تأثر بعاملين الأول ارتفاع قيمة الدولار عالميا ثانيا الكساد المتوقع عالميا .
اما أسعار الامونيا واليوريا فقد هوت بشدة خلال هذه الفترة حيث قل الطلب مع بيع المستثمرين المخزون المتراكم لديهم خوفا من الكساد لهذا وصلت أسعار الامونيا إلى 835دولاراً فاقده 25دولاراً اما أسعار اليوريا فقد هوت إلى مستوى 590دولاراً بفقده 55دولاراً وكانت اسعار اليوريا في الاسبوع الماضي فقدت 125دولاراً من سعرها لتخسر 180دولاراً في اسبوعين .
اما الدولار فقد حقق مكاسب تاريخية خلال هذا الاسبوع ليصل إلى 1.35لليورو ومع القرار الفدرالي والذي صدر بتخفيض الفائدة بمقدار نصف نقطة تخلى الدولار عن بعض مكاسبه،
التحليل الفني للسوق:
في البداية نذكر أنه لا توجد نماذج ايجابية أو سلبية تساعد على قراءة السوق بل ان السوق في الفترة الحالية في قناة بل قنوات هابطة وكل فترة يدخل في قناة جديدة .
وكنا في الاسبوع الماضي تحدثنا عن ان كسر مستويات 6670نقطة في استمرار لهدف السوق الذي تحدثنا عنه سابقا عند مستويات متدنية يمكن الرجوع للتحليل السابق لمعرفتها .
كذلك قلنا ان عودة سابك لمستويات دون 104ريالات فهي تأكيد لانزلاق السهم دون المئة ريال ويستهدف مستويات تبدأ من 83ريالاً ثم إلى 60ريالاً لا قدر الله .
وخلال تداولات هذا الاسبوع ومع اغلاق الاربعاء كون المؤشر العام شمعة عاكسة تحتاج لتأكيد فيجب ان تكون تداولات السبت خضراء حتى تتأكد، ومن المتوقع فنيا ان نعود ونلامس 6044نقطة ثم نرتد، ولدينا مستوى مهم عند 5895نقطة امل عدم كسره مرة أخرى وخاصة عدم الاقفال دونه أو حوله لان بكسره مع الاقفال دونه قد نشاهد 5225نقطة .
ومن الملاحظ من خلال تداولات الاربعاء ان الدعم كان محدودا لبعض الشركات القيادية التي استردت جزءا من خسائرها ولكن كان اداء اغلب الشركات الاستثمارية سلبيا بل اقفل بعضها على النسب الدنيا وعلى رأسها سافكو وبترورابغ أي ان شركات البتروكيماويات غير سابك لم تستطع حتى استرداد جزء من خسائرها .
ومن خلال قراءة حركة السوق فإن بوادر دخول اموال استثمارية كانت مشاهدة خاصة ان بعض مكررات الارباح للشركات هبطت إلى مستويات تقارب 7مرات وهناك بعض الشركات توزع أرباحا بنسب 8بالمئة واقول توزيع أرباح وليست أرباحا محققة، لهذا فان السوق اصبح مغريا ولكن بعيدا عن الشركات البتروكيميائية والتي قد تعاني مستقبلا من الركود الاقتصادي العالمي. اننا نتحدث عن الشركات التي مازالت تعيش الوضع الاقتصادي المزدهر داخليا والتي سيكون تأثر ارباحها انخفاضا بمستوى اقل، ويمكن الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي لن تتضرر بسبب الركود الاقتصادي بل بالعكس قد تستفيد بسبب انخفاض مصروفاتها وعلى رأسهم شركات الكهرباء وشركات الاتصالات والشركات العقارية التي مازلت تحت الانشاء واغلب شركات قطاع الاسمنت في وضع استثماري جيد بمكرر أرباح ممتاز .
وكنت قد اشرت إلى ان انخفاض اسعار النفط مع ارتفاع الدولار سيؤدي إلى تقليص أرباح الشركات السعودية بسبب انخفاض اسعار السلع عالميا مما سيؤدي إلى ارتفاع تدريجي لمكررات الارباح حتى ولو لم نشاهد ذلك خلال الايام القريبة القادمة، ولكن من المتوقع ان تبدأ الشركات باعلان تراجع اسعار بيع منتجاتها خلال الربع الرابع من هذا العام اوالربع الأول من العام القادم .
ويتوقع ان تعلن الشركات السعودية ارباحا ممتازة خلال هذا الربع وعلى رئسها سابك - بعد ان قامت الشركة بإنشاء مخصص للشهرة أو لانخفاض استثماراتها عالميا - والتي استفادت من ارتفاع اسعار البتروكيماويات خلال الربع الماضي وللعلم فإن أسعار بيع المنتجات للشهر الأخير من الربع الثالث يدخل ضمن الربع الرابع وليس الربع الثالث لهذا سنجد أرباحا ممتازة لاغلب الشركات المدرجة في السوق السعودي وقد بدأت الشركات والبنوك فعلا باعلان نتائجها والتي كانت في اغلبها ممتازة،
المؤشرات الفنية :
مؤشر القوة النسبية (RSI ):
مازال يعطي قيعانا عاكسة وممكن ملاحظة ذلك بان قاع يوم 10اغسطس 2008م بإقفال المؤشر على مستوى 7884كان الار اس أي عند 16.8وحدة، بينما في 8اكتوبر 2008بإقفال المؤشر على مستوى 6160نقطة نجد ان الار اس أي عند 26.3وحدة وهذا انفراج ايجابي مابين المؤشر العام وهذا المؤشر .
مؤشر تدفقات
السيولة (MFI) :
كذلك هذا المؤشر في مساره العام صاعدا وكون قيعانا صاعدة رغم اتجاهه الهابط ويعكس هذا المؤشر التدفقات النقدية الداخلة للسوق ومن الملاحظ دخول بسيط للسيولة في السوق وهي والله اعلم اقتناص لفرص استثمارية باتت تلوح عند بعض الشركات، كذلك اسبوعيا نلاحظ ان هذا المؤشر اخذ مسارا صاعدا قيمة هذا المؤشر اسبوعيا قرابة 30.5اما يوميا 23وهي قيمة متدنية .
مؤشر (Stochastic) :
يتحرك هذا المؤشر بمؤشريه عند قيم متدنية حيث بلغ (K) السريع 17% وبلغ (D) البطيء 18% وقد تقاطع سلبيا متفاعلا والانخفاضات السابقة الا ان المؤشر السريع ولكن مازال في قناة هابطة حتى الان ولم يتقاطع ايجابيا مع المؤشر البطيء .
مؤشر( ROC) :
هوى هذا المؤشر إلى مستويات متدنية بقيعان وقمم هابطة لتبلغ قيمته عند اغلاق يوم الاربعاء سالب 27وهي دلالة على السلبية العامة لهذا المؤشر، ولم يعط أي اشارة ايجابية حتى الان، واعتقد ان الوضع العام مازال سلبيا حسب قراءة هذا المؤشر.
مؤشر الماكد (MACD):
مازال على تقاطعه السلبي ودون مستوى الصفر قراءته سلبية.والماكد انعطف بقوة للاسفل دلالته المستنتجة سلبية للغاية .
مؤشر (Aroon) :
في قمة السلبية هذا المؤشر فالمؤشر الصاعد يقبع في الاسفل بمسار افقي عند مستوى الصفر اما المؤشر الهابط فيقع في القمة وبمسار افقي عند مستوى المئة ليزيد من القراءة السلبية للسوق ، متى يكون ايجابيا ؟، يكون هذا المؤشر ايجابيا بكسر المؤشر الهابط لمستوى 70ويؤكده بكسره لمستوى 50، اما المؤشر الصاعد بان نراه يخترق مستوى 50ثم السبعين،
مؤشر السيولة الداخلة والخارجة :
كذلك هذا المؤشر سلبي وتفوقت قوى البيع على الشراء، كذلك في مساراتها كقوى شراء فهي سلبية وقوى بيع فهي ايجابية بازديادها، لذلك نشهد الشركات بالنسب الحمراء وعروضا دون مشتريين.
أولا / المتوسطات المتحركة الآسية قصيرة الآجل :
المتوسطات المتحركة الآسية لل 8و13و 23و 30يوما قصيرة الأجل مازالت بتقاطعات سلبية وانحنت للاتجاه الرأسي الهابط نأمل ان يتعدل هذا الاتجاه خلال الفترة القادمة .ثانيا / المتوسطات المتحركة طويلة الأجل الخاصة بالمستثمرين :
جميع هذه المتوسطات سلبية بتقاطعاتها وفوق المؤشر، وان أقيامها هي مستويات مقاومة للمؤشر .
ملخص التحليل الفني وبعض الملاحظات :
1- التأثر بالأسواق العالمية مازال على أشده ورغم انعكاس اغلب الاسواق العالمية بعد القرارات العالمية المتوالية لخفض اسعار الفائدة وكان السوق السعودي لحظتها يعمل الا ان السوق اقفل احمر، مع هذا فان الإعلان الأخير عن وجود منشأة مالية أمريكية قد تعلن إفلاسها نقول قد يلقي بظلاله على الاسوق التي تغلق يوم الجمعة .
2- ومن المتوقع فنيا ان نلامس 6044نقطة ثم نرتد، ولدينا مستوى مهم عند 5895نقطة آمل عدم كسره مرة اخرى أو الاقفال دونه وان حدث ذلك فقد نشاهد 5225نقطة.
3- أصبحت المؤشرات الفنية في اغلبها لا تعطي دلالات ايجابية بسبب التأثيرات الخارجية على السوق مما يعني ان الصبر وعدم الاندفاع أفضل الطرق للتعامل مع السوق مع الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي لن تتضرر بسبب الركود الاقتصادي بل بالعكس قد تستفيد بسبب انخفاض مصروفاتها.
4- انخفاض قيمة اليورو وارتفاع قيمة الدولار سيؤدي لقتل التضخم قريبا وسينعكس على اسعار السلع ومن بينها الأسهم التي تراجعت ومن المعروف ان سوق المال اول واسرع من يتجاوب مع التوقعات المستقبلية للانخفاض لهذا نشاهده يهرول لقيعان جديدة .
5- بلغ مكرر أرباح السوق 12.87مرة كذلك بلغت الشركات مكررات أرباح منخفضة منها مثلا - اقل الشركات مكررا - البحري 9.2مرات، طيبة 6.7مرات (ضمنها أرباح غير تشغيلية )، شركة دار الاركان 9.7مرات، شركة الكابلات 9.1مرات، استرا الصناعية 9.8مرات، الاتصالات السعودية 8.8مرات، الغاز 8.7مرات، اغلب شركات الاسمنت وعلى رأسهم شركة اسمنت القصيم وشركة اليمامة بمكرر حول 7مرات، واخيرا سابك 9.4مرات، ولكن يجب النظر إلى مكرر الربح المستقبلي وليس الحالي فمثلا سابك مكرر الربح المستقبلي قد يكون اعلى من 12مرة بسبب تراجع اسعار البتروكيماويات والحديد وغيرة وهكذا يقاس .
6- اعتقد ان نتائج اغلب الشركات القيادية ستكون ممتازة بإذن الله بسبب الطفرة التي شملت الربع الثالث عدا بعض الشركات التي تأثرت بتضخم مصروفاتها وستكون الفترة القادمة بعد انتهاء التضخم بروزا لنتائجها وننوه ان سابك قد تقوم بإنشاء مخصص للشهرة أو لانخفاض استثماراتها عالميا - وهذا توقّع ليس إلا، والله ولي التوفيق .