كتابات القرضاوي تتماهى مع الأطروحات التكفيرية للجماعات الإرهابية المخلفات التكفيرية والعقيدة الدموية تجرعها القرضاوي من شيوخ التكفير فتاوى القتل والتكفير واستباحة دماء ملايين المسلمين صدرت بتوجيهات قطرية «القاعدة» و «داعش» استندوا على فتاوى القرضاوي فى تنفيذ عمليات إرهابية كبرى في سورية والعراق ومصر تنظيم (الإخوان) يمكن اعتباره أخطر حتى من الجماعات الإرهابية، لقدرته على الانتقال بين طرفي النقيض مؤلفات القرضاوي مدججة بالتنظيرات العنيفة المسيئة للمسلمين (الشيخ الضال) يسترخص دماء المسلمين.. ويدافع عن أرواح غير المسلمين "الأصل أن الإنسان يقاتل فيُقتل، إنما أن يُفجر نفسه، هذا لابد أن الجماعة ترى أنه في حاجة إلى هذا الأمر. إذا الجماعة رأت أنها في حاجة لمن يفجر نفسه في الآخرين، ويكون هذا أمرا مطلوبا، وتدبر الجماعة كيف يفعل هذا.. أنت لا تتصرف لوحدك، لازم تتصرف في حدود ما تريده الجماعة، تسلم نفسك للجماعة والجماعة هي التي تصرف في الأفراد حسب حاجاتها" (يوسف القرضاوي) المتابع لسيرة يوسف القرضاوي لا يمكنه أن يقف على بناء فقهي ثابت عند هذا "الشيخ" الذي وصفناه في حلقات سابقة بأنه شخصية "قلقة"، بالنظر إلى كثرة انتقالاته بين المواقف والفتاوى حسب البيئة الاستراتيجية لكل مرحلة وحسب طبيعة الإملاءات السياسية لتنظيم الحمدين. وفي الوقت الذي كان يُسوق فيه القرضاوي نفسه على أنه "شيخ الاعتدال"، إلى حد وصف أحدهم لموسوعته الشهيرة "الحلال والحرام" بموسوعة "الحلال والحلال"، وتساهله في العديد من القضايا الخلافية (الربا، الانضمام إلى جيوش غير المسلمين، الممارسات الجنسية الشاذة داخل مؤسسة الزواج..)، سيتحول هذا "الداعية" بين عشية وضحاها إلى تنين على هيئة فقيه، تلفح من فمه فتاوى القتل والتكفير، ويلهج لسانه باستباحة دماء ملايين من المسلمين، لا لشيء إلا أنهم لم ينضبطوا للطرح السياسي لإمارة قطر. ولعل جزءا ليس بالهين من المسلمين البسطاء تم خداعهم بالمظهر المعتدل الذي أبداه القرضاوي في بدايات ظهوره على قناة الجزيرة القطرية، حين قدم نفسه على أساس أنه من أشد المتحرصين في أحكام التكفير، كما أنه خط بيديه ما نصه: "وهذه الأحكام الخطيرة توجب على من يتصدى للحكم بتكفير خلق الله أن يتريث مرات ومرات قبل أن يقول ما يقول". ويضيف القرضاوي أن دخول الإسلام يكون ب"شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فمن أقر بالشهادتين بلسانه فقد دخل في الإسلام، وأجريت عليه أحكام المسلمين، وإن كان كافرا بقلبه، لأنا أمرنا أن نحكم بالظاهر، وأن نكل إلى الله السرائر". غير أن المطالع لمؤلفات القرضاوي وخصوصا كتبه "فقه الجهاد" و "فتاوى معاصرة"، و "الإسلام والعنف" و "فتاوى من أجل فلسطين"، و "نحن والغرب"، يقف على بعض التنظيرات العنيفة التي لا يمكن أن تخطئها العين. في هذا السياق، نسجل (للشيخ) قوله في مقدمة كتابه "الإسلام والعنف" وهو يجيب على السؤال الجوهري: هل العنف طبيعة عند المسلمين؟ فيجيب: "هذه هي طبيعة الإسلام، وموقف المسلمين، ولكننا، للأسف، نرى الغربيين يصورون المسلمين كأنما هم سباع مفترسة، وأن هذا ليس أمرا طارئا عليهم، وإنما هو كامن في ثقافتهم المتوارثة، التي يشب عليها الصغير، ويهرم عليها الكبير، والمستمدة من عقيدتهم.. فعقيدة المسلمين تقوم على الإيمان بإله جبار قهار منتقم، والمسلمون مطالبون أن يتخلقوا بأخلاق الله، فيتشبهوا به في جبروته وقهره وانتقامه، ولهذا لم تأخذ المسلمين في أعدائهم رأفة في دين الله، وقد أمر الله رسولهم بقوله:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} (التوبة: 73). إن هذا الربط بين بعض التمظهرات العنيفة لبعض المحسوبين على زمرة المسلمين، يُضر ولا شك بالصورة التي أراد القرضاوي أن يُسوقها عن نفسه كداعية معتدل ينبذ العنف ويكره الدماء. ولعل المثير في فكر هذا (الشيخ الضال) المضل أنه يسترخص دماء المسلمين في الوقت الذي يدافع فيه عن أرواح غير المسلمين إرضاء منه لبعض القوى العظمى التي احتضنت التنظيم وراهنت عليه لسنوات. في هذا الصدد، نجد القرضاوي يقول في نفس الكتاب ما نصه "أفتيت بتحريم حجز الرهائن والتهديد بقتلهم، إنكارا على ما اقترفته جماعة (أبو سياف) في الفلبين، فهؤلاء الرهائن لا جرم لهم، إلا أن القدر أوقعهم في أيديهم. وكذلك أصدرت بيانا عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، دِنْتُ فيه هذا العمل ومقترفيه، أيا كان دينهم، أو جنسهم أو وطنهم". أما عندما يتعلق الأمر بجنود مسلمين نجده يشهر سلاح التكفير والتهييج على قتلهم خدمة لأجندة سياسية بغيضة. وكما أشرنا إلى ذلك في مستهل هذه المقالة، فقد أصدر القرضاوي فتوى أباح من خلالها تنفيذ الشخص عمليات انتحارية إذا كان قرار جماعته هو تنفيذ هذا الأمر، واعتبره من الواجبات بل من الجهاد، وهي الفتوى التي كانت سندًا للتنظيمات الإرهابية، على غرار "القاعدة" و "داعش"، فى تنفيذ عمليات إرهابية كبرى في سورية والعراق ومصر، وغيرها من العمليات الإرهابية التي اهتزت على وقعها ضمائر الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء. ومن المثير في كتابات القرضاوي أننا نجد أنها تتماهى مع الأطروحات التكفيرية التي ترتكن إليها الجماعات الإرهابية لقتل المسلمين المسالمين. وهنا نجد القرضاوي ينضبط للطرح القطبي وطرح منظري التنظيمات التكفيرية من أمثال سيد إمام الشريف وأبو عبدالله المهاجر وأبي بكر ناجي حيث يفتي فيقول: "يؤكِّد ذلك أن فقهاء المسلمين: اتفقوا - أو اتفق جمهورهم - على جواز قتل المسلمين إذا تترَّس بهم الجيش المهاجم للمسلمين، أي اتَّخذ العدو منهم تروسا ودروعا بشرية يحتمي بها، ويضعها في المقدِّمة، ليكونوا أول مَن تصيبهم نيران المسلمين أو سهامهم وحرابهم، فأجاز الفقهاء للمسلمين المدافعين أن يقتلوا هؤلاء المسلمين البُرآء، الذين أُكرهوا على أن يوضعوا في مقدِّمة جيش عدوهم - لأنهم أسرى عنده، أو أقلية ضعيفة، أو غير ذلك - إذ لم يكن لهم بد من ذلك، وإلا دخل عليهم الجيش الغازي، وأهلك حرثهم ونسلهم. فكان لا بد من التضحية بالبعض، مقابل المحافظة على الكلِّ، وهو من باب (فقه الموازنات) بين المصالح والمفاسد بعضها وبعض. فإذا جاز قتل المسلمين الأبرياء المكرَهين للحفاظ على جماعة المسلمين الكبرى، فأن يجوز قتل غير المسلمين، لتحرير أرض المسلمين من محتلِّيها الظالمين: أحقُّ وأولى". (مقتطف من كتاب الإسلام والعنف) هذه المخلفات التكفيرية والعقيدة الدموية تجرعها القرضاوي من شيوخ التكفير من أمثال أبي الأعلى المودودي وسيد قطب، والذين، ورغم انتقاده المحتشم لهم، إلا أنه يرفعهم إلى أعلى الدرجات ويعتبر أن ما وصلوا إليه من استنتاجات فقهية استحلوا من خلالها دماء المسلمين، تبقى في حدود الاجتهادات المأجورين عليها. ولقد وقفنا على هذا التبجيل في كتاب القرضاوي الموسوعة "فقه الجهاد" حيث يقول في الصفحة 31 من المجلد الأول ما نصه: "وهذا ما رأيته في تناول المفكرين الكبيرين: أبي الأعلى المودودي وسيد قطب، لقضية الجهاد، برغم حبي واحترامي الكبيرين لكليهما، لما بذلاه في سبيل الإسلام، لكنهما إذا تبينا قضية، تحمسا تحمس المحامين الكبار للدفاع في القضايا الشهيرة، وصالا وجالا، بكل ما يملكان من قدرة وبيان. وهما على كل حال مأجوران في اجتهادهما، أصابا أم أخطآ، وهذه من روائع الإسلام حقا". وهكذا أصبح استحلال دماء المسلمين وتكفير الأمة الإسلامية ووصمها بالردة والجاهلية في خانة الاجتهادات التي يؤجر المرء عليها. ولابأس أن نذكر القرضاوي بشيء مما قاله سيد قطب، ليكتشف القارئ مجالات الاجتهاد عند هذا الشيخ، حيث يقول: "لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله . فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله ، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: "لا إله إلا الله "... إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية، وارتدت عن لا إله إلا الله". (سيد قطب: في ظلال القرآن، تفسير سورة الأنعام) إن محاولة القرضاوي التملص من التكفير والظهور بمظهر الاعتدال والوسطية تصطدم بفتاواه الشاذة والتي استهدف من خلالها جيوش مجموعة من الدول العربية في ليبيا وسورية ومصر والعراق، حين دعا الشعوب إلى قتل جيوش الأنظمة واستباحة دمائها. ونُسجل عليه ما قاله في إحدى خرجاته على قناة الجزيرة جوابا على سؤال أحد المتصلين السوريين الذي تساءل بالقول: هل يجوز استهداف من يؤيد النظام وعلى رأسهم علماء السلطة؟ وهل يجوز قتل عامة العسكريين الذين ما زالوا واقفين مع النظام مع العلم أن فيهم من ينوي على الانشقاق ولا يقدر على ذلك؟. فما كان جواب القرضاوي إلا أن قال: "ايش عرفنا؟؟ من أين أعلم؟ الذين يعملون مع السلطة يجب أن نقاتلهم جميعا، عسكريين مدنيين، علماء، جاهلين، كل من يكون مع هذه السلطة هو ظالم مثلها يأخذ حكمها.. وإذا كان هناك واحد مظلوم فإن الله سيأخذ حقه". انتهى كلام القرضاوي. ولنا أن نتساءل عن أوجه الاختلاف بين ما يطرحه القرضاوي وما تطرحه التنظيمات الإرهابية من وجوب استهداف الجميع من رأس الأنظمة التي تصنفها في خانة "الطواغيت" و"أنظمة الردة" إلى غاية المواطن العادي الذي لا يملك أدنى مقومات المواجهة. هكذا إذا نرى كيف أن القرضاوي سعى لنشر سمومه التكفيرية من خلال التحريض على قتال المسلمين بعضهم البعض، ووثقنا له وقوفه فوق المنابر القطرية يحرض الشعب على قتل الجيش المصري، بل أصدر فتوى بتحريم الانتماء للجيش المصري وطالب الجنود بالهروب من مراكز التدريب في الجيش، كما قام بتحريض عناصر جماعة الإخوان المسلمين بالخروج والتظاهر ضد الجيش المصري والشرطة وذلك في ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير، وطالبهم بإحداث حالة من الفوضى والعنف وترويع المواطنين كما حرم المشاركة في الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على الدستور المصري بدعوى أن ما بني على باطل فهو باطل. إن مراجعة كتب القرضاوي تعطينا فكرة على حجم التماهي مع أطروحات التنظيمات التكفيرية إلى حد التطابق. وهنا استوقفنا مقتطف من كتابه "فقه الجهاد" (وهو إجمالا لا يختلف في مضمونه عن كتاب "من فقه الجهاد" للتكفيري أبو عبدالله المهاجر) والذي يقول فيه: "إخلاء جزيرة العرب من الشرك المحارب المتجبر في الأرض، واعتبار الجزيرة وطناً خالصا للإسلام وأهله، وبهذا يكون للإسلام معقله الخاص، وحماه الذي لا يشاركه فيه أحد. ولله حكمه في ذلك: أن يكون الحجاز وما حوله من أرض الجزيرة هو الملاذ والمحضن لهذا الدين، الذي يأزر إليه الإسلام كلما نزلت المحن والشدائد بأطرافه المختلفة. وهذا ما أثبت لنا التاريخ جدواه وأهميته خلال العصور والأزمات التي مر بها تاريخ الأمة" (فقه الجهاد ص 260). هذا المقتطف يحيلنا مباشرة على الفتوى الشهيرة التي أصدرها تنظيم القاعدة بناء على تأويل شاذ للحديث النبوي "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب"، واعتمدوه في العمليات إرهابية ما زالت آثارها الدموية ماثلة في مخيلة المواطن السعودي إلى الآن. وهنا نسأل القرضاوي عن موقع هذه الفتوى من القواعد العسكرية الأميركية في العديد والسيلية والتي تحتضن الجنود الأميركيين منذ سنة 2003، وتستميت الدوحة لضمان وجودها واستمرارها إلى الآن؟ كانت هذه بعض الشذرات من البناءات الفقهية للقرضاوي والتي، وكما رأينا، ترشح بالتكفير وتتماهى شكلا ومضمونا مع التأصيلات المتطرفة للتنظيمات التكفيرية. هذا المعطى يوضح كيف أن تنظيم الإخوان المسلمين، يمكن اعتباره أخطر حتى من الجماعات الإرهابية، على اعتبار أن له القدرة على الانتقال بين طرفي النقيض، ومن خطاب الاعتدال إلى لغة الدماء والجثث والأشلاء، وذلك حسب البيئة الاستراتيجية والتوجيهات السياسية التي تتحكم في صياغتهم لمنظومة الفتوى. ولا شك أن ما وصلت إليه التنظيمات الإرهابية من تفنن في أدوات القتل والتفجير، قد سبقتهم إليه جماعة الإخوان المسلمين، خصوصا إذا ما علمنا أن أول من ابتدع فكرة السيارات المفخخة والأحزمة كان هو تنظيم الإخوان المسلمين منذ أربعينات القرن الماضي وذلك بشهادات قيادات إخوانية عاصرت تلك الحقبة المظلمة من التاريخ الدموي للتنظيم. أبو عبدالله المهاجر إرهابي يتماهى مع القرضاوي في فكره أبو الأعلى المودودي أحد شيوخ القرضاوي أبو بكر ناجي مؤلف كتاب (إدارة التوحش) المحرض على الإرهاب Your browser does not support the video tag.