يجدد نظام الملالي مرة أخرى، حديث التهديد بإغلاق مضيق هرمز، في وجه الملاحة الدولية. الحديث هذه المرة جاء، وعبر تصريحات الحرس الثوري الإيراني، بإحكام السيطرة على الخليج، ومضيق هرمز، بعد دخول العقوبات الاقتصادية الأميركية على طهران حيز التنفيذ في مرحلتها الأولى، والتي بدأت تظهر آثارها السلبية، بعد نحو قرابة الشهر على تطبيقها، على الاقتصاد الإيراني، منذ مطلع أغسطس الجاري، وفي ظل الخوف والرعب الإيراني من نتائج العقوبات الاقتصادية الأميركية، داخليا وخارجيا، استند نظام الملالي لتفسيرات للخطوات التصعيدية لتلك العقوبات، على أنها تحرم إيران، وبشكل كامل من صادرتها للخارج، وهو ما دفع الحرس الثوري للتهديد مجددا بإغلاق مضيق هرمز، كإجراء وقائي، في حين أنه مجرد تهديدات، ونغمة تصدر عن أسطوانة مشروخة، طالما رددها النظام الإيراني، دون أن يفهم معانيها، أو يعي عواقبها. وأمام حالة التهديد بإغلاق المضيق، لم تقف الدول مكتوفة الأيدي أمامها، بل اتخذت عدتها سواء من الناحية العملية، أو من الناحية القانونية. فمن جانبها اتخذت دول الخليج استعدادها، وردت بقوة على تلك التهديدات غير المسؤولة، وبدا ذلك واضحا في تأكيدات الخبراء بأن إيران لا تقدر على إغلاق المضيق كليا أو جزئيا. وأكد معنيون أميركيون، أن إقدام طهران على فكرة إغلاق مضيق هرمز، يكون أكبر خطأ ترتكبه إيران، وذلك حسبما أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، الذي شدد، وفقا لقناة «الحرة» على ضرورة قبول طهران، التخلي عن برامج تطوير الأسلحة النووية، والباليستية، والقبول بالمفاوضات لتجنب العقوبات، التي يتعرض نظام الملالي لمزيد منها خلال الفترة القادمة. وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن مضيق هرمز يخضع لنظام الملاحة الدولية، وأن إيران لا تسيطر عليه، كما تردد وتزعم. وقال بومبيو، في تغريدة عبر «تويتر» إن المضيق يعد ممرا دوليا، وليس من حق جانب فرض سيطرته عليه، وأشار إلى أن واشنطن تعمل مع حلفائها، من أجل ضمان حرية الملاحة والتجارة الدوليتين، عبر المضايق والمياه الدولية، دون قيود. وتغلف تلك الاستعدادت والتصريحات، عربيا ودوليا، إجراءات حمائية كفلها القانون الدولي، الذي لا يمنح طهران حق إغلاق مضيق هرمز، أو باب المندب، لا بشكل كلي ولا حتى بشكل جزئي نظرا لأنه يخضع لقوانين الملاحة الدولية، وأي تصرف خارج الإطار القانوني من الممكن أن يجلب الدمار لإيران، ويمنح المتضررين حق الدفاع العسكري، بعد اللجوء إلى مجلس الأمن واستصدار قرار منه، وفي هذه الحالة لن تقف خسائر طهران على الناحية الاقتصادية فقط، بل تمتد إلى ما هو أخطر من ذلك. لغة التهديد بإغلاق مضيق هرمز، التي اعتادها نظام الملالي مع تضييق الخناق عليه، لم تعد سوى نغمة يرددها الحرس الثورى، كلما وقع في مزيد من الأزمات، التي خلفتها سياساته، ذات الأطماع في المنطقة، وأعلن إصرارا في استمرار اتباعها. Your browser does not support the video tag.