بقدم واحدة وقلب مكلوم وفرح بذات الوقت، قدم علي سعد الخضمي، ثمانيني من محافظة ريمة في اليمن الشقيق، وقد بترت رجله في إحدى المسيرات السلمية المعارضة لعلي عبدالله صالح رئيس اليمن السابق المخلوع، وأثناء تقدم المسيرة إلى صنعاء ومع هتافات المحتشدين للمطالبة بالدولة الديموقراطية، فتحت فوهات الرشاشات باتجاه المتظاهرين، وأصيب الخضمي بعدة رصاصات في رجله اليسرى أسقطته أرضاً، وتم نقله لأحد مستشفيات صنعاء، وتم بتر رجله على الفور قبل سبع سنوات، ليكمل ما تبقى من حياته برجل واحدة في مواجهة، وصفها الخضمي بأنها من أقوى المواجهات التي اعترضت طريقهم للمطالبة بصفة أساسية بإصلاح أحوالهم ومعالجة البطالة، والظروف الاقتصادية والفساد، إضافة إلى قيام الحكومة بتغيير الدستور اليمني، ومطالبة المحتجين ل"صالح" بالتنحي عن منصبه. ويتابع الخضمي قصته ويقول: أتيحت لي الفرصة لأداء فريضة الحج، بقدم واحدة، إذ إن المملكة بلاد مسالمة تسعى إلى توحيد الصف، وعدم التفرقة، وما لمسه الشعب اليمني أثناء وقوف دول التحالف بقيادة المملكة إلى جانب الشرعية اليمنية أثلج صدورنا من جهة، والخدمات التي تقدم للحجيج من جهة أخرى. الخضمي الذي يروي قصته بثبات يحكي كيف أن الجميع في المراحل الأولى من الثورة اليمنية ضاقوا ذرعاً بالضائقة المادية، وكيف أنها دفعت جميع اليمنيين على مختلف أعمارهم للخروج في مواجهات سلمية ضد سوء الأوضاع السياسية، والمطالبة بالإصلاح السياسي والدستوري وتحقيق الديموقراطية، وعلى الرغم من وقع فقدان الابن الأكبر للخضمي، مؤكداً حق اليمنيين في تحقيق كرامتهم والذود عن يمن العروبة ضد الاحتلال الفارسي البغيض الذي ليس له هدف عدا أنه يريد تمزيق صفوف العروبة، وتفتيت جهود المقاتلين والمقاومة، وإرساء المد الفارسي في عمق الجزيرة العربية، لتبدأ المواجهة الكبرى ضد المملكة، وهو أمر لا يقبله اليمنيون الشرفاء بأن يكون لطهران أو جماعاتها موضع قدم في الجزيرة العربية، بل ستدحر على يد قوات التحالف واليمنيين الغيورين على وطنهم ووحدتهم. Your browser does not support the video tag.