علي سعد الخضمي ثمانيني من محافظة ريمه بترت قدمه في إحدى المسيرات السلمية المعارضة للرئيس علي عبد الله صالح، وأثناء تقدم المسيرة إلى صنعاء ومع هتافات المحتشدين للمطالبة بالدولة الديمقراطية، فتحت فوهات الرشاشات باتجاه المتظاهرين وأصيب بعدة رصاصات في رجله اليسرى. الرصاصات التي أصيب بها الخضمي أسقطته أرضاً واضطرت الإسعافات إلى نقله لأحد مستشفيات العاصمة صنعاء وتم بتر رجله على الفور في 2011، ليكمل ما تبقى من حياته برجل واحدة في مواجهة وصفها الخضمي بأنها من أقوى المواجهات التي اعترضت طريقهم للمطالبة بصفة أساسية بإصلاح أحوالهم ومعالجة البطالة، والظروف الاقتصادية والفساد، إضافة إلى قيام الحكومة بتغيير الدستور اليمني، ومطالبة المحتجين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالتنحي عن منصبه. وعلى الرغم من إصابته فإن الفرصة أتيحت له لأداء فريضة الحج، بقدم واحدة، «إذ إن السعودية، بلاد مسالمة تسعى إلى توحيد الصف وعدم التفرقة وما لمسه الشعب اليمني أثناء وقوف دول التحالف بقيادة السعودية إلى جانب الشرعية اليمنية أثلج صدورنا من جهة والخدمات التي تقدم للحجيج من جهة أخرى». الخضمي الذي يروي قصته بثبات يحكي كيف أن الجميع في المراحل الأولى من الثورة اليمنية ضاقوا ذرعاً بالضائقة المادية، وكيف أنها دفعت جميع اليمنيين على مختلف أعمارهم للخروج في مواجهات سلمية ضد سوء الأوضاع السياسية، والمطالبة بالإصلاح السياسي والدستوري وتحقيق الديمقراطية. وقال الخضمي إن محافظات ومدن اليمن دون استثناء تحملت سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية كانتشار الفساد والبطالة والفقر، خصوصاً بعد جهود قمع التمرد في الجنوب، مبيناً أن اليمنيين في غالبهم يعيشون تحت خط الفقر ومستائين من تشبث الحزب الحاكم في السلطة، فالرئيس علي عبد الله صالح يحكم البلاد منذ عام 1978 وكانت هناك مخاوف التوريث فيما بعد. ويستطرد الخضمي في معاناته بالقول: «إن المواجهات الدامية التي حدثت في محافظة مأرب زادت وتيرتها، وانضم المقاتلون اليمنيون وهبوا في نصرة إخوانهم في هذه الجبهة المهمة»، مؤكداً أن كثيراً من الأسر اليمنية دفعت بأبنائها نحو تحقيق الانتصارات في الجبهات الاستراتيجية والمصيرية، وهو الأمر الذي دفعه على نحو شخصي بالزج بابنه الأكبر الذي تزوج للتو في مواجهات مأرب ليلقى حتفه بعد سيل من المواجهات ضد الحوثيين وأنصار صالح في 2016. وعلى الرغم من وقع فقدان الابن الأكبر للخضمي، فإنه بدا قوي الشكيمة معتزاً بما فقد، ومؤكداً في السياق ذاته أنها مواجهات من أجل الذود عن الوطن وفي سبيل تحقيق كرامته والذود عن يمن العروبة ضد الاحتلال الفارسي البغيض الذي ليس له هدف عدا أنه يريد تمزيق صفوف العروبة وتفتيت جهود المقاتلين والمقاومة وإرساء المد الفارسي في عمق الجزيرة العربية، لتبدأ المواجهة الكبرى ضد السعودية، وهو أمر لا يقبله اليمنيون الشرفاء بأن يكون لطهران أو جماعاتها موضع قدم في الجزيرة العربية، بل ستدحر على يد قوات التحالف واليمنيين الغيورين على وطنهم ووحدتهم.