ما إن أصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم قرار السماح للأندية بالتعاقد مع ثمانية لاعبين غير سعوديين إلا وتسابقت أندية الدوري السعودي للمحترفين على التعاقد مع الأجنبي تلو الآخر دون النظر لمصالحها الأخرى أو قياس الفائدة المرجوة من التعاقد مع هذا الكم الكبير من اللاعبين. لم نرَ أندية تحسب حساب مشاركتها الآسيوية التي لا يسمح فيها إلا بإشراك أربعة لاعبين أجانب أحدهم لاعب آسيوي بل كدست الأجانب في خارطة الفريق ضاربة مصلحة الفريق الآسيوية عرض الحائط وكأنها قادرة على المنافسة على الجبهة القارية بتشكيلة نصفها من اللاعبين الاحتياطيين بينما ستبقى قوة الفريق الضاربة أسيرة المنافسات المحلية. على الجانب الآخر تلك الأندية التي لديها عدد من النجوم الشبان في معظم الخانات لكنها أصرت على التعاقد مع لاعبين أجانب ستكون لهم الفرصة الأكبر في المشاركة في المباريات على حساب اللاعبين المحليين الذين يخدمون المنتخب في المقام الأول والأهم. ولم نر حتى الآن أحد الأندية يكتفي بنصف العدد من اللاعبين لأن لديهم لاعبين سعوديين يرتبط معهم بعقود طويلة وسيكون بقاؤهم مكلفاً على خزانة النادي دون الاستفادة الكاملة من خدماتهم، علاوة على أن بقاء اللاعب على دكة البدلاء يفقده حساسية المباريات ولا يعطيه الفرصة لكي يحاول رفع رتمه والبروز الذي يأتي مع كثرة المشاركات. كان من الأولى على الأندية أن تكون تعاقداتها مقننة ووفق احتياجها وقدرتها المالية، وأن ينصب جل اهتمامها على الكيف والجودة وليس الكم، فالأسماء التي كدستها الأندية اليوم ليست كلها أبرز من تلك التي شاركت في كأس العالم التي أقيمت مؤخراً في روسيا، وليست كلها بجودة وتميز عدد من النجوم الذين قادوا أنديتهم في وقت مضى إلى صعود المنصات وحصد الذهب. ولعل الإطلالة الأولى لبعض الأندية السعودية في بطولتي السوبر ودوري أبطال العرب كانت كفيلة بحسرة جماهيرية على نجوم بقوا على دكة البدلاء وكانوا سيحدثون الفارق لو شاركوا مع فرقهم على حساب بعض الأجانب الذين كان حضورهم شكليا فقط ولم يقدموا أي ملامح للتميز. الحكم مبكر جداً على اللاعبين الأجانب ولكن حتماً لن ينجح الجميع ولن ينجح الكثير وسيتحسر الشارع الرياضي السعودي على الكثير والكثير من النجوم السابقين الذين كانوا يصنعون الفارق. Your browser does not support the video tag.