تبدأ اليوم الحادي عشر من ذي الحجة أيام التشريق الثلاث التي تنتهي بمغيب شمس يوم الثالث عشر، وقد سميت بالتشريق لأن الحجاج كانوا يشرقون فيها لحوم الهدي والأضاحي وكلمة التشريق في اللغة تعني تقديد اللحم، حيث إن اللحم يقطع لأجزاء صغيرة، ويوضع في الشمس لتجفيفه، وفي هذه الحالة يصبح اسم اللحم القديد، ويمنع ذلك تعفن اللحم وفساده، حتى يمكن الحجاج من الرجوع به معهم إلى بلدانهم، واختفت عادة تشريق لحوم الأضاحي في مشعر منى بعد ظهور أجهزة التبريد التي تجمد اللحوم وتحفظها من التعفن والفساد، ثم تم في العام 1403 إطلاق مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي وأسندت مهمة إدارته إلى البنك الإسلامي للتنمية، وتشرف على أعمال المشروع لجنة الإفادة من الهدي والأضاحي المشكلة من عدد من الجهات الحكومية الذي قضى على الذبح العشوائي، ويهدف المشروع إلى التسهيل على حجاج بيت الله الحرام لأداء نسك الهدي والفدية، وكذلك أداء نسك الأضحية والصدقة والعقيقة، نيابة عنهم لمن يرغب من عموم المسلمين وتوزيع اللحوم على مستحقيها. وأوضح المشرف العام على المشروع رحيمي أحمد رحيمي، أن إدارة المشروع حرصت خلال الشهور القليلة الماضية على تنفيذ عدد من أعمال التطوير والصيانة للمجازر التابعة للمشروع، بهدف رفع كفاءة العمل وتوفير المزيد من التسهيلات لحجاج بيت الله الحرام، ومن ضمن هذه الأعمال، استبدال المحولات الكهربائية بمجزرتي المعيصم وعزل أرضية الثلاجات، وإنشاء غرف تبريد «ثلاجات» وتحديث أجهزة الحماية بوحدات المجزرة الحديثة. وبين رحيمي أن مجازر المشروع تعمل بنظام آلي «للسلخ والتقطيع والنقل والتنظيف والحفظ والتوزيع»، إذ يتم استخدام أفضل وسائل التبريد للحفاظ على صلاحية اللحوم لفترة لاتقل عن 12 شهرا مشيراً إلى أن إجمالي العاملين في المشروع من إداريين وأطباء بيطريين يبلغ نحو 40 ألفا، منهم الجزارون ومساعدوهم العاملون بالمجازر التابعة للمشروع الذين يتجاوزعددهم 18 ألفا، حيث تم عمل الاختبارات اللازمة لهم للتأكد من الكفاءة ومستوى سرعة الانجاز. Your browser does not support the video tag.