عينانِ خضراوانِ تمتلكانِ ما أُخفي من النّهوَنْد/ قلبٌ موجَعٌ بالحبِّ يأخذني لذاكرةِ «العشيشِ» صبيّةٌ بضفيرتَيْنِ/ وعلبةٌ ملأى بأطيافِ الصباحِ سرقْتُها من قلبها / وزرعْتُ في دمِها سحابةْ. في روحِها دفءُ المواويلِ التي نضَجتْ عصافيري على أغصانِها/ خيطٌ شفيفٌ صمتُها/ كانتْ تقشّرُ لي حنينَ الليلِ/ تُلهمُني حقولَ الحبِّ بين خُطى المآذنِ/ أنْحني لأشمَّ عطْرَ حنانِها / فيمَسّني وجعُ الكتابةْ. ما الشهدُ إلا ثغرُها المغموسُ في طعمِ الحياةِ/ وقلبُها بيتي المؤثثُ بالتفاصيلِ المثيرةِ والبخورِ/ وصدُّها نارُ الشتاتِ وعزلةُ المنفيِّ في عتماتِ غابةْ. ما الحبُّ إلا سرُّها المدفونُ في تنهيدتينِ عصيّتينِ على سِوايَ/ الصبحُ لهفةُ أيّلٍ يمشي على أحداقِها ويذيبُ في دمِنا الكآبةْ.. هيَ أمُّ قلبي/ توْأمِي في وحشةِ الصحراءِ/ كلُّ قبائلي في الكونِ / وهْي حُدائيَ المَطْعونُ/ قافِلتي التي ارْتحَلَتْ على جُرْحِ الرّبابةْ. هذي التي قدْ أغرَقتْ مينائيَ البردانَ بين جفونِها/ لا بابَ لي إلّا ابتسامتها تصدُّ الريحَ عن وجهِ الغريبِ/ تهيمُ بين ضلوعهِ فيردُّ بابه . الحبُّ في دمِها سحابةْ. Your browser does not support the video tag.