لم تشهد الكرة السعودية طوال تاريخها وجود حراس مرمى إلا خلال الموسم الماضي، عندما اعتمد الاتحاد السعودي لكرة القدم مشاركة المحترفين الأجانب في مركز حراسة المرمى في تجربة جديدة على الدوري السعودي والكرة السعودية عموما، وجاءت مشاركة الحراس الأجانب في الموسم الماضي، وفي بداية تطبيق الفكرة، قليلة، بعد أن شارك الحارس الأجنبي مع أندية الهلال والشباب والاتفاق وأحد والباطن والتعاون، وغاب عن أندية الأهلي والاتحاد والنصر والفتح والرائد والفيحاء والقادسية والفيصلي؛ إذ استعان الاتفاق والباطن بالحارس الأجنبي في الدور الثاني، وتحديدا في فترة الانتقالات الشتوية، فيما بقية الأندية التي تمت الإشارة إليها استعانت بهم في الفترة الصيفية مع بداية الموسم الكروي الجديد. اختلفت الآراء حول نجاح هذه الفكرة، فمن المحللين والمختصين في الشأن الفني من رأى نجاحها، وأن لها انعكاسات إيجابية، ومنهم من رأى العكس، وضمن رؤيته أن الحراس الأجانب سيحجبون الفرصة عن الحارس المواطن، وهذا سيؤثر في المنتخب السعودي الأول، الذي يشهد حاليا بروز ثلاثة حراس فقط، هم عبدالله المعيوف ومحمد العويس وياسر المسيليم الثلاثي، الذي شارك الأخضر في مونديال روسيا، وتناوب على مواجهة المنتخب الثلاثة أمام روسيا والأوروغواي ومصر، وأسهمت حداثة الفكرة في محافظة الحراسة السعودية على وضعها الجيد فنيا بعض الشيء، لكن ماذا عن المستقبل الذي ينظر له الطرف الآخر من المختصين الفنيين بأنه مخيف جدا، ولن يقدم أحمد عيد ومبروك التركي رحمه الله وسالم مروان شفاه الله وخالد الدايل وعبدالله ومحمد الدعيع من جديد، وستكون هناك معاناة إذا ما علمنا أن موهبة الحراسة ستمضي في طريقها حتى تصل الفريق الأول، وتصطدم بالحارس الأجنبي، وتعود من حيث أتت، وهنا المشكلة، والأمر الذي يستدعي مراقبة ودراسة عاجلة من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم تضع كل الأمور نصب أعينها، وتدرك جيدا سلبيات وإيجابيات القرار، وإذا رأت أن النتيجة ترجح كفة إلغاء الفكرة والاعتماد على الحارس المواطن فقط، فماذا يمنع من إلغائها؛ إذ إن العيب ليس في الخطأ ولكن في استمراره؟ Your browser does not support the video tag.