في دراسة مطولة لصحيفة الوول ستريت جورنال عن تدهور الحال الاقتصادي في إيران كتبت الصحيفة أن العقوبات تضرب الاقتصاد الإيراني بقوة حتى قبل أن تأخذ مفعولها، حيث تضطر بعض الشركات لإغلاق أبوابها وهو أمر يتكرر كل يوم في إيران بسبب تدهور وضع العملة الإيرانية التي فقدت أكثر من نصف قيمتها وبالتالي لم يعد استيراد البضائع أو تطوير المواد داخل إيران مجدياً. وفي تصريحات للوول ستريت جورنال قال جورجيك دانييلي، وهو مسؤول تنفيذي في شركة بارسيان لطاقة الجهد العالي التي تعمل على بناء بنية تحتية للشبكة الكهربائية في إيران، أن شركته خفضت إنتاجها بنسبة 20 بالمئة هذا العام بسبب ارتفاع التكاليف بالنسبة للواردات. وتؤكد الوول ستريت جورنال أنه بحلول أغسطس ستكون إيران تقريباً خارج النظام المالي العالمي والتجاري، وتبدأ العقوبات بالسريان على دفعتين، أولهما في 6 آب (أغسطس)، حيث ستضرب العقوبات الأميركية تجارة الذهب في إيران والمعادن الثمينة وهي تجارة تدر الكثير من الأموال على إيران، بالإضافة إلى عقوبات تمس التومان الإيراني وقطاع السيارات. في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر)، ستصبح العقوبات على نطاق أوسع سيشمل شركات الشحن الإيرانية ومعاملات النفط والبنوك التي تتعامل مع إيران والبنك المركزي الإيراني. في هذه الأثناء يواجه روحاني تحديين، الأول هو إقناع المتشددين وهموم المحتجين في الداخل بعدم التصعيد ضده ليحاول ترميم الوضع الاقتصادي المتدهور، والتحدي الثاني هو المعارك الدبلوماسية التي يخوضها على جانبين وذلك لإبقاء أوروبا في الاتفاق مع انتزاعه مكاسب منها، وكذللك إقناع الصين بشراء النفط الإيراني الذي يهرب منه مشترو النفط حول العالم. وبحسب مسؤول في وزارة الخزانة الأميركية ل "الرياض" فإن انتزاع أي مكاسب من أوروبا هو أمر مستحيل وأن الولاياتالمتحدة تؤمن أن الاتفاق انهار بمجرد خروجها منه، لأن الخزانة الأميركية واضحة بعدم منحها أي إعفاءات لأي شركة أوروبية لتتعامل مع إيران، لا الآن ولا مستقبلاً، وبالتالي من غير المتوقع أن تقدم أي شركة على المخاطرة بتجارتها مع أميركا في سبيل الحصول على الفتات من إيران. وقال الدكتور تيورود كاراسيك، كبير مستشاري مركز "جلف ستيت أنالايتكس"، في الولاياتالمتحدة الأميركية لجريدة الرياض، إن التقارب الهائل بين الإمارات العربية المتحدةوالصين يعني شد الأحزمة في إيران اقتصادياً. مضيفاً؛ "ما بين المملكة والإماراتوالصين مصالح عميقة جداً كفيلة أن تخفض المشتريات الصينية من النفط الإيراني ىلى حدود متدنية جداً". ويشير كاراسيك إلى أن العلاقة الصينية السعودية الإماراتية تتمتع بانسجام كبير ومصالح متجذرة وهذا يعني أن إيران لن تخسر الصين كمشترٍ للنفط فحسب، بل ستخسر ضخامة وأهمية ومكانة السوق الصينية التي ستنفتح أكثر من أي وقت على أعداء إيران في المنطقة. ويختتم كاراسيك بقوله: "لا أشك للحظة أن الصين ستكون جزءاً من الحملة العالمية لمقاطعة إيران". Your browser does not support the video tag.