في الثمانينيات، أطل علينا الكوميديان الرائع النجم عادل إمام، من خلال دور المحامي «حسن سبانخ» في فيلمه الشهير الأفوكاتو، فنقل لنا بكوميديته المعهودة الطرق الملتوية والنصب والطمع والفهلوة والجشع، ونهاية كل من يسير على هذا الدرب، في قالب كنت أراه مجرد إفيهات وقصص مختلقة لانتزاع ضحكاتنا حينها، لكنني وجدت أن بعض هذه الأدوار قد أصبح أقرب إلى الواقع والحقيقة، وأنها شخصيات تعيش بالقرب منا، وأن لكل زمان كوميديانه «وسبانخه».. إن أحداث ومجريات اليوم أعادتني إلى تلك الشخصية؛ حيث اشتهر بمنافستها في زمننا هذا «سبانخ المجد»، بكثرة هرولته حول محاكم العالم، مستجدياً بقوانينها ودساتيرها، بعد أن وجد نفسه وحيدًا منبوذًا من محيطه العربي، وخاسرًا كثيرا من رصيده السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لهذا لن أستغرب لجوء جناب «الأفوكاتو سبانخ» إلى تحريك قضايا مفتعلة وساقطة الأركان من قبل أن تبدأ، فاستغلال المنصات الإعلامية الرياضية وتسييسها للهجوم السياسي وتأليب المشاهدين وتأجيج الكراهية في نفوسهم ليس وليد اليوم أو الأمس القريب، بل عمل ممنهج مشين، أثبتته الممارسات التحريضية اليومية من قنواتهم وإعلامهم ضد بلادنا، وهو ما شوه كل المعاني السامية للرياضة، وأخرجها عن دورها التنافسي الشريف، ناهيكم عما يدور حول القائمين على هذه القنوات، وتورطهم في شبهات قانونية جنائية ما زال التحقيق فيها جارياً. لقد اعتدنا من «سبانخ المجد» عند كل فشل يلحق به أو بأحد من فريق عمله، أن يقوم بتحريك قضايا أخرى يشغل ويضلل بها من لا يريد لهم مشاهدة فشله السياسي الذريع في إدارة شؤون بلادهم، وتعليق آماله على أي مكسب حتى إن كان غير أخلاقي، لعله يجد فيه لنفسه ثغرة يحقق من خلالها انتصارًا وهميًا، يحفظ ماء وجهه أمام «شعبه المضيوم»، الذي ضاق ذرعاً بأفعاله الصبيانية والعدوانية المشينة، وكان آخرها لجوءه للتباكي أمام المنظمات والهيئات الرياضية، وتوزيع الاتهامات بلا أدلة موثوقة وبراهين، فهو اعتاد الهروب إلى الأمام، ورمي مسؤولياته وعجزه وفشله التام في حماية حقوق بث قنواته على الآخرين، لكنه اصطدم بترحيب وزارة الإعلام ببيان ال»فيفا» بتعيين محام محلي يتابع القضايا ضمن الأنظمة والتشريعات السعودية في مكافحة القرصنة وحماية الحقوق الفكرية؛ حيث إن هذه الخطوة تنصب في صالح الجهود الحكومية السعودية، ومواجهاتها لقراصنة الحقوق الفكرية، وهو ما أكد لنا أن هذا «الأفوكاتو» متخبط، وغير قادر على إدارة أزماته الصغيرة، فكيف بالكبيرة.. وقد بيّن لنا أيضاً وبكل وضوح أن بعضهم ما زال يعيش دور «النمس الصغير»، الذي يقاتل الكوبرا ويأمل في أن يصرعها بعد إجهادها بقفزاته هنا وهناك، بينما في واقع أمره هو ليس أكثر من حرباء متلونة، أحاطت نفسها بنيران مؤامراتها من جميع الاتجاهات، وتنتظر لحظة موتها بسمومها التي بدأت تنتشر في جسدها، بعد أن حصدت بأطماعها مئات الآلاف من الضحايا والأرواح البريئة، وسلبت المئات من الأعراض الشريفة، ودمرت أمن واستقرار الأوطان العزيزة، ومسحت بحماقتها تاريخ وتراث الأمم العتيدة، وهدمت بصفقاتها آثارها العظيمة. Your browser does not support the video tag.