في شهر رمضان المبارك كانت إطلالة أول معرض ثنائي للمشاري والحجيلان في الرياض، وكانت بدايتي المعرفية لفناني المملكة، تفتحت عيناي على المعارض الفنية ومعرفة الفنانين ومدارسهم الفنية، وكان حينها يسطع نجم الفنانين العظام، خليل حسن خليل وضياء عزيز وبكر شيخون وفهد الربيق وعثمان الخزيم وغيرهم، بالإضافة لجيل الرواد. بعد سنوات تعرفت على الفنان فيصل المشاري، هذا الألق الجميل بالفن، وهذا القلب الجميل المرهف، تعرفت عليه من خلال رسوماته في صحيفة الجزيرة، التي كان لها صدى كبيراً في الثقافة البصرية، ومع تلك التجارب المميزة في الفن كان يكتشف كل ما هو مميز في الفن، وفي كل فترة ينشغل بأيقونة جديدة ويستمر فيها ليعطيها حقها من البحث والتجريب حتى تصل فكرتها لنا جميعاً، والحب كان من أهم انشغالاته الفنية، فلخصها وهذبها لتكون أيقونة للحب والجمال والفن والسلام، وكذلك تجربة المطرقة والمسمار كيف طوعها لتكون فناً ساخراً ينتقد الواقع بأسلوب فني مميز. انشغل المشاري لسنوات طويلة بثقافة الصحراء، وكيف يتم تحويل الصحراء لمشروع ثقافي تنويري، قد نجد ثماره قريباً يتجسد في تلك المتاحف المتخصصة للفنون، والتي من أهمها متاحف للرواد، وهذا الألق الكبير لحفظ تاريخ الفن، هذا الكنز الكبير الذي يخلفه الفنانون في حياتهم، كيف يُحافظ عليه ليكون مصدر استثمار للفنان بعد رحيله، طالما قرأت له تلك التغريدات وهو يتمنى أن يتم اقتناء لوحات السليم وغيره لتبقى للأجيال، وطالما استمعت له عن هذا الهاجس الكبير وهو يتحدث بحرقة عن ضياع تاريخ الفن السعودي. هكذا هو قلب الفنان فيصل المشاري المنشغل بحب الأرض والوطن والإنسان، والوفي لأصدقائه والمنكفئ على نفسه ليعيش حالة الحب بسلام، فهل لنا من وقفة وفاء لفنان يستحق منا جميعاً كل الحب، لنحتفي بهذا الفنان الجميل في وطننا الغالي. Your browser does not support the video tag.