كل إنسان في هذه الدنيا يتوقف عند مواقف مختلفة في حياته منها ما هو جميل، ومنها ما هو عكس ذلك.. فهناك لحظات فرح وسعادة، ولحظات ألم وحسرة، ومواقف صعبة يمر بها الإنسان، وهذي هي الدنيا مَن مِنا لم يمر بهذه اللحظات؟.. كل البشر معرضون لمثل هذه المواقف.. والشِّعر يحفظ لنا التاريخ والمواقف كما حفظ لنا قصيدة الشيخ سعدون العواجي بولديه عقاب وحجاب، وفيها الكثير من الآلام والحسرات ومنها قوله: يا ونّةٍ ونّيتها تسع ونّات مع تسع مع تسعين عشر ألوفي مع كثرهن بأقصى الحشا مستكنات عداد خلق الله كثير الوصوفي ونّة طريحٍ طاح والخيل عجلات كسرت حدا الساقين غاد سعوفي على سيوفٍ بالملاقى مهمات سيفين أغلى ما غدا من سيوفي والحياة طريق طويل فيه الكثير من الصعاب التي يواجهها الإنسان خصوصاً الشعراء الذين هم أكثر الناس تعبيراً وتصويراً وإحساساً لما يجول في نفوسهم من آهات وونين وحسرات تترجم تلك المواقف الصعبة التي تعرضوا لها في حياتهم.. وفي هذا الاتجاه يقول الشاعر الشعبي متحسراً على فقد الحبيب: يا حسرتي قلت آه ويلاه ويلاه يا أهل الهوى ياشين هجر الصديقي يا شين هجر اللي من الناس تهواه لا صرت ماتفهم لهجره طريقي هجر الحبيب اللي على غير معناه عليه قلبي ليا ذركته يضيقي عزالله اني من توالفت ويّاه حمّلّت قلبي فوق ما لا يطيقي عزّي لحالٍ من هوجس الحب عزّاه عزالله إني منه انا نشف ريقي الصاحب اللي صابني كيف ابنساه وقلبي تخرّق من غلاه تخريقي يا جاهلين الحب هذي سواياه شغله يحرّق بالفؤاد تحريقي ياما وياما هلّت العين من ماه خليت منديلي بدمعي غريقي والونّة والآهات ناتجة عن مُعاناة مستمرة، وعندما تطول تصبح ثقيلة جداً، وهناك من الشعراء والشاعرات من يزفر بها شهقات مؤلمة كقول الشاعر عبدالكريم العياش معبراً عن حال وآهات الفتاة اليتيمة: آه واويلاه من عمٍ ظلوم بعد ما أبويه رقد تحت التراب القمر لاغاب ماتفيد النجوم واعسى الدنيا عقب موته خراب كيف أبهجع واهتني وارقد وانوم وامسح دموعٍ مثل رش السحاب بعد ما حكمي على الأسرة عموم صرت أنا بعيونهم مثل الذباب أرتدي للمدرسة أردى الهدوم وبنت عمي ترتدي أغلى الثياب وان طلبته دفترٍ لي به لزوم صد عني دون يعطيني جواب طال همي واكتئابي والوجوم آه يادنيا التعاسة والعذاب والشاعر بطبيعة الحال مرهف الإحساس، ويصدق في التعبير عن الآهات والأحزان التي تسكن في أعماقه ويبوح في التعبير عنها.. وفي هذا الشأن نلمس براعة التصوير عن المشاعر الملتهبة، والوجد والونين في هذه الأبيات من قصيدة للشاعرة منيرة الأكلبية: أبكي على صاحبٍ غالي ما جاني أخبار من يمّه أتلى العهد ذكر نزالي متعدي وادي الرمّه يا طير خبره عن حالي معاك يا طير في الذمّه يا واهني الذي سالي ماهوب متقاربٍ همّه يا ونّتي ونّت الجالي اللي جلى من بني عمّه من أولٍ عندهم غالي واليوم مطلوبهم دمّه الهوا الطلق يخفف الاضطراب العاطفي بكر هذال Your browser does not support the video tag.