يلتقي أربعة من الفنانين هم: منير الحجي، وعباس آل رقية، وفاضل أبوشومي، وحسين المصوف في معرض مشترك أطلقوا عليه "مبحرون"، المحطة الأولى للمعرض كانت في الدمام وبمقر جمعية الثقافة الفنون، أما المحطة الثانية فكانت في قاعة تراث الصحراء بالخبر. في المعرض نتوقف أمام تجارب فنية مختلفة لكل فنان أسلوبه، يواصل آل رقية موضوعاته الأثيرية التي يستوحيها من مكانه وبيئته في القطيف، حيث تتحول الصورة أو المشهد إلى أغنية لونية نجد فيها الحيوية والطاقة والتجريب والاكتشاف، ومع تغييب الفنان ملامح شخوصه الإناث وتمثلت في جميع أعماله، فإنه ربما خشية من الوقوع في بعض إشكالات التمثيل أو المشاهدة التي أرادها أو سعى أن تتجرد في الوجوه مكتفياً باشتغالاته اللونية في الملابس والأطراف والفضاءات الزراعية التي تحف معظم الأعمال وهي معالجات يجذبنا فيها إلى إمكانية التجديد في التجربة مستفيداً من مشاهداته الخليجية أو المحلية التي يلتقي معها في بعض الجوانب، والحقيقة لفتت نظري هذه الطاقة التي يشتغل بها الفنان وهذا الاندفاع نحو تحقيق وتأكيد أسلوبه الخاص، يواصل منير الحجي اشتغاله على الفضاء بالتشكيلات الزخرفية التي يستوحيها من أعمال النسيج والنجارة أو البناء والمعمار وهو يلتقي وآل رقية في اختيارتهما اللونية التي يغلب فيها الأحمر والألوان الحارة، بين المصوف وأبي شومي علاقة في اشتغالهما على التجريد وإن كانت مرجعيات الأول علاقة بالبحر، فأبوشومي يبسط لونه وتشكيلاته كمن يبحث عن اكتشاف ما، فالخامة والنتيجة العفوية أو التلقائية تمنحه مزيداً من الاكتشاف وهو الذي يكتفي بمجموعة من الرماديات ذات الوسائط المائية موظفاً أكثر من تقنية، يهتم المصوف بمعالجة تمنحه نتيجة ميكانيكية، صدفوية أو أنه يسعى لها وفق علاقة المجرد بالفضاء أو الخلفية. * فنان وناقد تشكيلي Your browser does not support the video tag.