كشفت مصادر يمنية مطلعة عن ازدياد عمليات التصفيات الداخلية التي تمارسها ميليشيا الحوثي الإيرانية بحق عناصرها بما فيهم قادة ميدانيون ممن تعتبرهم "خونة"، بالإضافة إلى قيامها بتصفية أعداد كبيرة من عناصرها في جبهات القتال، في محاولة منها لإيقاف تزايد ظاهرة الهروب والفرار من جبهات القتال في أوساط ميليشياتها والتي ارتفعت بشكل غير مسبوق، في ظل تقدم قوات الجيش الوطني في مختلف جبهات القتال ومع تضييق الخناق على معقلها الرئيس ومقرها التنظيمي والعسكري المتمثل في محافظة صعدة. وذكرت المصادر أن جزءًا كبيراً من عمليات التصفية استهدفت المجموعات التي تعرضت لتجنيد إجباري وتتشكل غالباً من صغار السن والطلاب، إلى جانب عناصر قبلية مغرر بهم، حيث زُج بهم إلى جبهات القتال بدون أي تدريبات عسكرية والاكتفاء قبل إقحامهم في القتال بإخضاعهم لدورات طائفية تعبوية تحث على طاعة عبدالملك الحوثي زعيم الميليشيات، ويتخللها عرض محاضرات وأفلام إيرانية تحكي بطولات وهمية لاستثارة حماسهم. وسُجلت خلال الأيام القليلة الماضية مئات حالات الفرار في جبهات محافظة صعدة وغرب تعز والساحل الغربي وبرط العنان، بالإضافة إلى قيام ميليشيا الحوثي بتصفية العشرات من مقاتليها إثر محاولة فرارهم من جبهات القتال في محاور الملاحيظ وكتاف وباقم بمحافظة صعدة، بينما فضل العشرات من مقاتليها تسليم أنفسهم لقوات الجيش الوطني للنجاة بأرواحهم هرباً من التصفية. وفي جبهة الساحل الغربي حيث تتداعى الميليشيا بشكل متسارع، حصلت قوات الجيش على مراسلات هاتفية في هواتف قتلى حوثيين بينها رسائل قيادي ميداني صريع، وتكشف عن أساليب تهديد وترهيب توجهها قيادات الميليشيا لعناصرها الذين يتعرضون لهزائم متتالية وتتضمن التهديد بتصفية أطفالهم وأسرهم وتفجير منازلهم فيما لو حاولوا الفرار. وقال باحث يمني متخصص بشؤون الجماعات الإيرانية المسلحة ل"الرياض" إن نسبة كبيرة من عمليات التصفية الداخلية في صفوف الميليشيا تأتي في سياق نهجها للتخلص من أبناء القبائل ومن كل من لا ينتمي إلى الكتلة الأيديولوجية المُشكلة من السلالة التي ينتمي لها عبدالملك الحوثي وتدعي الحق الإلهي في الحكم على غرار ولاية الفقيه الخمينية. وأشار إلى أن نسبة كبيرة من الاغتيالات استهدفت رجال قبائل، كون الميليشيا تعتبر أن القبيلة اليمنية خطرا وجوديا عليها، موضحاً أن معظم إصابات القتلى من أبناء القبائل المغرر بهم كانت برصاص قناص من الخلف وهذا يدل على أن الميليشيا من خلال كتلتها السلالية الطائفية كانت تقنصهم من الخلف وليس بفعل المواجهة، في محاولة لإحداث تغيير ديمغرافي في المجتمع اليمني. وأضاف الباحث أن أحد مشرفي المراكز الإسعافية المتقدمة أخبره بأن عمليات تصفية واسعة تمارسها الميليشيا بحق الجرحى من أبناء القبائل حتى وإن كانت جراحهم طفيفة لكيلا تتحمل أعباء معالجتهم، فيما تولي أبناء السلالة التي ينتمي إليها الحوثي كل الرعاية والاهتمام وتودعهم العنايات المركزة. Your browser does not support the video tag.