كشفت وثائق سرية حصلت عليها دائرة الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الوطني عن حجم التصدع الكبير في صفوف مليشيات الحوثي الإيرانية في مختلف الجوانب أهمها العسكرية والأمنية لقواتها بمختلف الجبهات التي تشهد عمليات عسكرية مستمرة تتخذ فيها مليشيات الحوثي موقع الدفاع بعد أن فقدت المبادرة، كما أن الوثائق تكشف أيضاً تصدعاً وانهياراً وتخبطاً في صفوف المليشيات الإيرانية في المناطق التي مازالت تسيطر عليها. خبراء إيرانيون ومن حزب الله الإرهابي واتسمت الوثائق التي حصلت عليها الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الوطني ونشرها المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، في قيادة المليشيات بالسرية العالية، حيث شددت في كل زاوية منها على سريتها وتداولها في نطاق خاص ومحدود بالجهات المختصة، وتعتبر الوثائق السرية خلاصة لدراسات ميدانية عسكرية أعدها ما يسمى "المكتب الجهادي" لمليشيات الحوثي الإيرانية بإشراف عدد من الباحثين والخبراء الإيرانيين وخبراء من حزب الله الإرهابي برئاسة ما تصفه الوثائق ب"المعاون الجهادي" لزعيم مليشيات الحوثي الإيرانية المدعو "أبو زينب" من حزب الله الإرهابي. خسائر بشرية مهولة الدراسة التي أخذت طابعاً شديد السرية أعدت بتأريخ 22-8-2017م كشفت عن فقدان المليشيات الحوثية الإيرانية لأغلب عناصرها القتالية المدربة، فيما الغالبية العظمى من تلك العناصر قتلت في الجبهات المختلفة، وتؤكد الوصايا التي تضمنتها الدراسة حاجة المليشيات الشديدة لتدريب عناصر جديدة، كاشفة عن خسائر بشرية مهولة تتعرض لها المليشيات الحوثية في الجبهات وتتكتم عن نشرها وهي أرقام بالآلاف في بعض الجبهات منها جبهتي نهم بمحافظة صنعاء وبيحان في محافظة شبوة. فاعلية خطط الجيش الوطني وفي مقابل التصدع الكبير الذي كشفته الوثائق السرية، فقد أظهرت الوثائق ذاتها قوة الجيش الوطني وفاعلية خططه العسكرية وتمكنه من استهداف قوات المليشيات الحوثية الإيرانية وعجزها عن استهداف قواته ورصد تحركاته أو معرفة أهدافه العسكرية الميدانية، في الوقت ذاته بينت الدراسة قدرة الجيش الوطني على الحصول على معلومات توضح قدرات المليشيات العسكرية وتحركاتها وخططها الميدانية. خيانات داخل المليشيات الإيرانية وتحدثت الدراسة عن وجود خيانات واختراقات داخل صفوف المليشيات وتصفيات لقادة ميدانيين وجرحى وسوء إدارة في مختلف الجوانب، وتنصيب قيادات ميدانية لا تمتلك أي مؤهلات علمية وأغلبها تحت المستوى التعليمي الثانوي والإعدادي، كما أوضحت الدراسة أن هذه النتائج جاءت بسبب العشوائية في إدارة المعارك والتهاون الكبير من قبل القيادات العسكرية وما أسمته بال"الاختراقات والخيانات" لدى البعض من عناصرها، وكذا عدم توفر المعلومات والتحركات عن قوات الشرعية. توصيات بعسكرة السكان إجبارياً وتضمنت الوثائق السرية التي حصلت عليها دائرة استخبارات الجيش الوطني، محاضر اجتماعات للقاءات القيادات الميدانية مع زعيم الجماعة الحوثية الإرهابي عبدالملك الحوثي وحذرت من التهاون في وضع المعالجات اللازمة والسريعة لتفادي الإنهيار الكبير، وأوصت بالعمل بتوجيهات زعيم الجماعة خلال لقائه بهم ومنها عسكرة السكان المجاورين للمواقع العسكرية بشكل إجباري وتحويلهم إلى مقاتلين، ليشكلوا خط الدفاع الأول عن المليشيات الحوثية الإيرانية. عدم قابلية للأفكار الحوثية الطائفية وبالرغم من كثافة التعبئة الطائفية الحوثية للمقاتلين، إلا أن الوثائق السرية تشير إلى أن مليشيات الحوثي الإيرانية تعاني بشكل كبير من عدم قابلية الأفراد في جبهات القتال للأفكار الطائفية التي يتم تعبئتهم بها، حيث كشفت الوثائق عن عدم جدوى الملازم والكتب وكذلك الدورات العقائدية والتعبوية التي تقدمها الجماعة للأفراد الذين تستقطبهم للزج بهم في جبهات القتال.