أكد المختص في الشؤون الإيرانية صافي الياسري إن إيران تشهد هروب الشركات الأوروبية بشكل غير مسبوق وهو ما يعد الضربة الأقسى التي وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لنظام الملالي بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، وهو بمثابة إعلان حرب اقتصادية ستنتهي بخضوع إيران. وقال الياسري إن الشركات الأوربية أدركت أن حكوماتها غير قادرة على تمكينها من الصمود في وجه العقوبات الأميركية لذا عانقت أشرعة الفرار والخروج من إيران، وفي هذا الصدد قال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير إن بلاده لن تستطيع حماية الشركات التي تتعامل مع إيران، بشكل كامل، من العقوبات الأميركية. وأضاف أن خطاب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وضع النهاية للمساومات، مشيراً أن واشنطن بدأت الحرب رسمياً على نظام إيران، بسلاح العقوبات الاقتصادية وهو تهديد لوجود النظام كله وليس فقط التضييق عليه. وقد تركت شركة توتال الفرنسية حقول الغاز وغادرت، وكذلك أبلغ رئيس «ANI» الإيطالية إدارة الشركة بأنهم أغلقوا مكاتبهم في طهران، وتوقفوا عن البحث عن النفط والغاز. وأيضاً ألغت شركة إيرباص صفقة كبيرة مع إيران حيث كان من المقرر تسليم الأخيرة 100 طائرة في حين لم تستلم سوى ثلاث طائرات قبل العقوبات الأميركية. وغادرت شركة نرويجية للطاقة الشمسية الأسبوع الماضي، وقد بقي في عقدها أربع سنوات. وكذلك هربت شركات كبرى أخرى، مثل «سيمنز» الألمانية، و»دانيللي» للصلب الإيطالية، وشركة «ميرسي» للشحن البحري. وأوضح الياسري أن عشرات الشركات الأوروبية رفضت الإغراءات الإيرانية بالبقاء خشية من إدارة ترمب، بأن من لم يتوقف عن التعامل مع إيران خلال ال180 يوماً المقبلة سيحظر عليه التعامل مع السوق الأميركية. واستطرد أن جميع الشركات الأوروبية والعملاقة لديها مصالح أعظم مع الولاياتالمتحدة، وحتى تلك التي لا تهمها السوق الأميركية فإن حرمان إيران من التعامل بالدولار سيعرضها للإفلاس. وتابع الياسري أن مساعي الحكومات الأوروبية لم تفلح في حماية عقود شركاتها، التي وعدت بأنها ستستمر في التعامل مع إيران اقتصادياً التزاماً باتفاق JCPOA مع إيران، تقريباً كل الشركات الكبرى التي أبرمت صفقات معها تنسحب سريعاً رغم الخسائر المحتملة من خروجها. وأشار إلى أن الإصرار الأوروبي على الإبقاء على الاتفاق النووي أمر شبه مستحيل، لأن ترمب لن ينحني وخامنئي لن يوقف سياساته الإرهابية وحروبه، وبالتالي فإن الحقيقة التي على قيادات إيران أن تدركها هي أن الاتفاق مات في تلك اللحظة التي وصل فيها ترمب إلى كرسي الرئاسة. واسترسل الياسري أنه عوضاً عن أن تتعامل طهران مع الواقع الجديد، وتراجع حساباتها الخاطئة، فإنها تركض في كل الاتجاهات إلى بروكسل وموسكو وبكين ونيودلهي، لكنها لم تنجح في تعويض خسائرها أو الحصول على بدائل، بالإضافة إلى فشلها عسكرياً في سورية، وسياسياً في العراق، وتُمنى بخسائر فادحة في اليمن، وخسائر أعظم داخل إيران نفسها. Your browser does not support the video tag.