التطورات المتسارعة والمتلاحقة التي تشهدها المنطقة هذه الأيام، ستحدد إلى حد بعيد ما سيؤول إليه مسار الأحداث في المستقبل المنظور.. فالانتخابات اللبنانية التي انتهت باستمرار قبضة ما يسمى ب "حزب الله" الإيراني على النظام السياسي في لبنان، مما قد يلحق بلبنان أضراراً فادحة خصوصاً بعد وضع قادة هذا الحزب على لائحة الإرهاب.. والانتخابات العراقية التي أسفرت عن نتائج لم تسر نظام الملالي في إيران، فسارع بإرسال أبرز قادته الجنرال قاسم سليماني، ليحاول لملمة الخسائر، والضغط على حلفاء إيران ميليشيات وساسة لرص الصفوف، للحيلولة دون خروج العراق نهائياً من عباءة النظام الإيراني، والانتصارات السريعة والتقدم الثابت الذي تحققه قوات الجيش الوطني اليمني بدعم التحالف في اليمن، والانهيارات في صفوف ميليشيات الحوثي الإيرانية، وقرار الرئيس الأميركي الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة فرض العقوبات مع احتمال تطور الأمر إلى مواجهة عسكرية.. كل هذه التطورات ومآلاتها النهائية ستحدد إلى حد كبير شكل الخريطة الإستراتيجية في المنطقة. ويبرز هنا تساؤل مهم: ما الذي يعنينا نحن السعوديين في خضم تلاحق هذه الأحداث؟ وما موقفنا من تلك السيناريوهات؟ الأكيد أن السعوديين واعون تماماً بحجم دورهم القيادي ونفوذهم، ولهذا بدأ الملك سلمان - حفظه الله - فور مبايعته ملكاً لهذه البلاد بإطلاق قدرات السعوديين في أكثر من اتجاه عسكرياً.. واقتصادياً.. وسياسياً.. وفكرياً.. وإعلامياً، مما ساعد على تكريس مكانة المملكة وتعاظم الدور السعودي إقليمياً وعالمياً، وتأثيره في مجرى الأحداث بما يخدم هذه الأمة وثوابتها. لقد كانت مواقف المملكة تأخذ في الاعتبار دوماً مصالح الأمة، وما يحقق الاستقرار في المنطقة ويجنبها ويلات الانقسام والضياع.. ويضع حداً للتدخلات الطائشة والعبثية لدول وجهات تسعى للتخريب وإثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار في هذه المنطقة. الحراك السعودي على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي جاء متسقاً مع رؤية استشرفت المستقبل، فنجحت في بلورة موقف دولي داعم إلى حد كبير لرؤية القيادة السعودية بما يحقق متطلبات الأمة في الاستقرار الإقليمي، وهو موقف نرى ثمرته اليوم في الموقف الأميركي الحاسم تجاه التهديد الإيراني.. لقد توالت الانتصارات السعودية على الجبهات كافة دفاعاً عن مصالح الأمة، وتجنيبها الانقسامات والخلافات؛ لتحجيم المد الفارسي الصفوي المقيت الذي عبث في أجزاء كثيرة من جسد الأمة. سلامٌ على السعوديين، يوم يقولون ويوم يفعلون.. وسوف يذكر لهم التاريخ دوماً ثباتهم في المواجهة ودعم قضايا العرب العادلة.. من يزايد على المواقف السعودية واهم وشريك في المؤامرة على الأمة العربية.. فلا أحد يزايد علينا.. ولن نقبل إملاءً من أحد كائناً من كان، ولو بإيحاء أو حتى إيماءة. Your browser does not support the video tag.