شيخ شمل قبيلة السادة والخلاوية: نستلهم في اليوم الوطني ال94 النجاحات المُحققة للمملكة على مرّ الأجيال    السعودية تشارك في جلسة الآمال الرقمية ضمن مؤتمر قمة المستقبل    إيران: 51 قتيلاً ضحايا انفجار منجم الفحم    القيادة تهنئ رئيس الفترة الانتقالية رئيس الدولة في جمهورية مالي بذكرى استقلال بلاده    "فلكية جدة": اليوم "الاعتدال الخريفي 2024" .. فلكياً    البديوي يؤكد أهمية دور المجتمع الدولي في دعم الأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها الأممية    "الأرصاد" استمرار هطول الأمطار على جازان وعسير والباحة ومكة    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على هذال بن سعيدان    الموت يغيب مطوف الملوك والزعماء جميل جلال    رايكوفيتش: كنا في غفوة في الشوط الاول وسنعود سريعاً للإنتصارات    البليهي: مشكلة الاتحاد انه واجه الهلال وكل المدافعين في اتم الجاهزية    «الأمم المتحدة»: السعودية تتصدر دول «G20» في نمو أعداد السياح والإيرادات الدولية    مئوية السعودية تقترب.. قيادة أوفت بما وعدت.. وشعب قَبِل تحديات التحديث    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الجزائري الأوضاع في غزة    ريال مدريد يسحق إسبانيول برباعية ويقترب من صدارة الدوري الإسباني    الهلال يكسب الاتحاد بثلاثية في دوري روشن للمحترفين    في كأس الملك.. الوحدة والأخدود يواجهان الفيصلي والعربي    ولي العهد يواسي ملك البحرين في وفاة خالد آل خليفة    السيوفي: اليوم الوطني مناسبة وطنية عظيمة    "متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام في السودان" يؤكد على مواصلة العمل الجماعي لإنهاء الأزمة في السودان    أمانة القصيم توقع عقداً لنظافة بريدة    وداعاً فصل الصيف.. أهلا بالخريف    «التعليم»: منع بيع 30 صنفاً غذائياً في المقاصف المدرسية    "سمات".. نافذة على إبداع الطلاب الموهوبين وإنجازاتهم العالمية على شاشة السعودية    دام عزك يا وطن    بأكبر جدارية لتقدير المعلمين.. جدة تستعد لدخول موسوعة غينيس    صناديق التحوط تتوقع أكثر السيناريوهات انخفاضاً للديزل والبنزين    "قلبي" تشارك في المؤتمر العالمي للقلب    فريق طبي بمستشفى الملك فهد بجازان ينجح في إعادة السمع لطفل    اكتشاف فصيلة دم جديدة بعد 50 عاماً من الغموض    لا تتهاون.. الإمساك مؤشر خطير للأزمات القلبية    "الداخلية" توضح محظورات استخدام العلم    "الداخلية" تحتفي باليوم الوطني 94 بفعالية "عز وطن3"    «الخواجات» والاندماج في المجتمع    لعبة الاستعمار الجديد.. !    فأر يجبر طائرة على الهبوط    حل لغز الصوت القادم من أعمق خندق بالمحيطات    مركز الملك سلمان: 300 وحدة سكنية لمتضرري الزلزال في سوريا    ضبط 22716 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    فلكياً.. اليوم آخر أيام فصل الصيف    نسخة سينمائية من «يوتيوب» بأجهزة التلفزيون    يوم مجيد لوطن جميل    مسيرة أمجاد التاريخ    صور مبتكرة ترسم لوحات تفرد هوية الوطن    الملك سلمان.. سادن السعودية العظيم..!    خمسة أيام تفصل عشاق الثقافة والقراء عنه بالرياض.. معرض الكتاب.. نسخة متجددة تواكب مستجدات صناعة النشر    تشجيع المواهب الواعدة على الابتكار.. إعلان الفائزين في تحدي صناعة الأفلام    مجمع الملك سلمان العالمي ينظم مؤتمر"حوسبة العربية"    الطيران المدني.. تطوير مهارات الشباب خلال "قمة المستقبل".. الطيران المدني.. تطوير مهارات الشباب خلال "قمة المستقبل"    مصادر الأخبار    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. تنظيم المسابقة المحلية على جائزة الملك سلمان    إقامة فعالية "عز الوطن 3"    الابتكار يدعم الاقتصاد    تعزيز أداء القادة الماليين في القطاع الحكومي    أحلامنا مشروع وطن    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة يستأصل بنجاح ورماً ضاغطاً على النخاع الشوكي    أبناؤنا يربونا    خطيب المسجد النبوي: مستخدمو «التواصل الاجتماعي» يخدعون الناس ويأكلون أموالهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فليتشر ل «الحياة»: شرعية رئيس لبنان المحلية تأتي بصدقيته الدولية ... لا العكس
نشر في الحياة يوم 08 - 06 - 2014

يحاذر السفير البريطاني لدى لبنان توم فليتشر الحديث عن المرشحين الرئاسيين وعن المخرج الممكن للشغور الرئاسي لئلا تفهم أي كلمة على أنها تفضيل لهذا المرشح أو ذاك. ويخشى من أن تؤدي إطالة أمد الفراغ إلى اعتقاد اللاعبين الإقليميين والنظام السوري أن ذلك يخولهم العودة إلى لبنان.
ورأى فليتشر أن النظام السوري يخطئ إذا اعتقد أن الانتخابات الرئاسية السورية ستغير دينامية علاقته مع العالم. وقال إن لبلاده مصلحة مشتركة مع إيران في الاستقرار اللبناني وانتخاب رئيس جديد.
وهنا نص الحوار الذي أجرته «الحياة» مع فليتشر قبل يومين:
اعترفت بارتكاب خطأ عندما توقعت رئيساً صُنع في لبنان، وفي الوقت ذاته، قلت إن من الوهم أن نتوقع أي سحر دولي لملء الفراغ الرئاسي. علامَ سيقوم الحل إن لم يتوافق اللبنانيون؟
- لم أقل إنني مخطئ لاعتقادي أنه يمكن اختيار رئيس صُنع في لبنان. فأنا لا أزال أعتقد أنه يمكن ذلك. أما اعتذاري وإقراري بأنني أخطأت، فكان لاعتقادي أنه في حال تمكّنا من إزالة العوائق الدولية، سيتمكن القادة اللبنانيون من ذلك في الوقت المناسب، وارتأينا أن أفضل ما يمكن القيام به هو محاولة إزالة كل هذه العوائق واستحداث الفسحة الضرورية لاتخاذ القرار. ولكن ذلك لم ينجح. لا أزال أقول إنني لا أرى السحر الخارجي على الساحة الدولية هو الذي سيغيّر فجأة هذا الواقع. ولا أرى أن الكلام عن الانتخابات المصرية والانتخابات السورية والمحادثات بين السعوديين والإيرانيين، سيحوّل فجأة هذا الواقع. ولا أعتقد أن بإمكاننا أن ننتظر حتى يحصل تغيير دولي، وأن أياً من هذه الأحداث لديه تأثير من هذا القبيل في الوضع اللبناني. وبالتالي، ما يهم حالياً أن يجتمع القادة اللبنانيون وأن يقوموا بذلك في أسرع وقت.
ألا تظن أن من الوهم أن نشهد ظهور رئيس من دون مساومات خارجية؟ فللقوى الإقليمية مصالح حيوية في لبنان.
- أعتقد أنّ ذلك قابل للتطبيق. خلال الحوارات التي أجريناها مع القوى الإقليمية الأساسية، وأعني إيران والمملكة العربية السعودية، أعتقد أن كلا الدولتين كانتا واضحتين بأنهما ليستا معنيتين باختيار مرشح. ومن المهم أن نتذكر أنه لا يبدو أننا على وشك التوصل إلى اتفاق كبير بين إيران والمملكة العربية السعودية حول المنطقة. نحن بعيدون كل البعد من ذلك. وهذا الحوار يجب أن يستمر. الإيرانيون والسعوديون سيجلسون معاً ويتحدثون عن المنطقة. وبمقدار ما أتمنى أن يشكل لبنان أول موضوع على جدول الأعمال، يجب أن نكون واقعيين. ستكون لديهم قائمة طويلة من الأمور التي سيناقشونها. بالتالي، فإن فكرة أنهم سيعلنون فجأة عن اسم رئيس خطير، لأنها تمنع أهل البلد من تولي مسؤولياتهم، وتحول دون إقدامهم على حوارات صعبة، واتخاذهم قرارات صعبة، وتقديم تنازلات ضرورية.
قيل إنه لا يجدر توقع انتخاب رئيس قبل معاودة انتخاب بشار الأسد. يوحي ذلك بأن التأثير السوري يعود في أعقاب انتصارات النظام الميدانية.
- أحد أخطار الفراغ المطوّل هو أن اللاعبين الإقليميين الذين يريدون التدخل في قضايا لبنان بطريقة أكثر سوءاً، والنظام السوري طبعاً لديه سيرة حافلة على هذا الصعيد، هو أنه كلما طال الفراغ، زاد شعورهم بأنهم معنيون وتعزز نفوذهم الذي يخوّلهم العودة إلى لبنان ومحاولة التأثير فيه. خلال الأسبوع الماضي، عندما شهدنا كل الدراما المحيطة بالانتخابات السورية في السفارة، أعتقد أن المقصود من ذلك كان توجيه رسالة إلى القادة اللبنانيين، مفادها أن النفوذ السوري لا يزال هنا، وإن كان نائماً لكنه لا يزال هنا. وهي رسالة مثيرة للقلق. وكلما طال الفراغ، ازداد هذا التأثير خطورةً. وهو أحد الأسباب الكثيرة التي يجب أن تدفع اللبنانيين إلى اختيار رئيس قادر على الدفاع عن سيادة لبنان. وإن نظرنا إلى السنوات الثماني الماضية، فقد شهدنا تراجعاً فعلياً لقدرة سورية على التلاعب بلبنان. وكان ذلك ظاهراً عندما تشكلت هذه الحكومة، حيث تبيّن أن هذه النتيجة لم تحصل بتدخّل من السوريين. والبارز على صعيد الأمن في طرابلس مثلاً، أن الأطراف اللبنانيين تمكّنوا من العمل معاً، ليس فقط لإزالة التهديد السوري، ولكن أيضاً التهديد من الطرف الآخر. ومن الأمور المثيرة للاهتمام التي لاحظتها، خلال السنوات القليلة التي أمضيتها هنا أن «حزب الله» وإيران شكلا في الواقع جزءاً من هذه العملية، مع محاولاتهما لاستبدال النفوذ السوري بالطريقة ذاتها. وأنا متأكد من أن «حزب الله» يريد استبدال نفوذه هو بهذا النفوذ. ولكن على رغم ذلك، لهذا النفوذ نكهة لبنانية أكبر.
الانتخابات السورية دراما
ما تعليقك على الانتخابات السورية؟
- أشعر بالكثير من الإحباط حيال كل هذه الدراما. كانوا يقولون عن جورج بوش إنه لا يمكن استقدام الديموقراطية إلى الشرق الأوسط بقوة السلاح. وهنا نرى نظاماً سورياً يحاول أن يزعم الفوز بقوة السلاح في سياق حرب هجرت ملايين المواطنين، وحصدت آلاف القتلى، وفي ظل صراع هائل لا يزال مستمراً فيما كانوا يُقدمون على هذه الانتخابات المزعومة. يكفي أن ننظر إلى الأرقام لنشعر بوجود شوائب خطيرة جداً في العملية. لا أستطيع أن أرى كيف أمكنهم أن يزعموا أن نسبة المشاركة كانت عالية إلى هذا الحد، في حين أن عدداً كبيراً في السوريين خارج البلاد، في عداد اللاجئين، أو في مناطق لا يمكن أن يكون فيها أي تصويت. ولم يشعر أي منا بالمفاجأة عند رؤية نسبة 52 في المئة ممن يحق لهم بالانتخاب. وكانوا في حاجة إلى أرقام مشاركة عالية بما فيه الكفاية ليحصلوا على غالبية أصوات الناخبين المخولين التصويت. قصدت الجنوب يوم التصويت، برفقة ناجين من الصراع، وكانوا مذعورين. وكنّا نحاول إيجاد طريقة لنأتيهم بالمساعدة المناسبة. وهم فئة الذين أقلق في شأنهم، لأنني لا أرى ما سيكون عليه مستقبلهم. لا أقول إنه ليس هناك أشخاص يدعمون الأسد في سورية، ولكنني لا أظن أن هذه الانتخابات مشروعة في أي شكل. ومن الخطأ أن يفكر النظام أن الانتخابات ستغيّر ديناميكيّة الأمور وعلاقة سورية مع العالم. وقد اعتبر معظم العالم، بما فيه حلفاء سورية، أن إجراء الانتخابات فكرة سيئة. وتقبّل بعض هؤلاء الحلفاء فكرة الانتخابات، ولكنني لا أعتقد أنهم موافقون على أنّها ستساعد على تقدم في العملية السياسية، وهو المكان الذي يجب أن نصل إليه.
التأثير الإيراني في لبنان
بالنسبة إلى التأثير الإيراني وتأثير «حزب الله»، تجري لندن حواراً مع طهران، وزار سايمن غاس إيران الشهر الماضي، للمرة الثانية. هل شملت المفاوضات لبنان وتسهيل انتخاب رئيس؟
- ضروري أن نأخذ السياق بالحسبان. نعاود إجراء هذا النقاش بعد وقفه بضع سنوات وبعد أن دمرت سفارتنا في طهران. نحن نبدأ من مكان صعب. والإيرانيون يُظهرون الكثير من انعدام الثقة حيالنا أيضاً. إنها فقط بداية عملية والنقاش بمعظمه حالياً يدور حول العلاقة الثنائية، فهل سيتسنى تصوّر معاودة فتح سفارتنا في طهران مثلاً؟ وعينّا قائم أعمال غير مقيم يتنقل ذهاباً وإياباً للتحدث إلى الإيرانيين. ولدينا الحوار الذي يديره سايمن غاس، مديرنا السياسي. ويرتكز حصرياً على المسائل النووية. وجميع المشاركين في الحوار شديدو الاقتناع أنه يجب أن يقتصر على المسائل النووية.
لكن عندما زار غاس إيران، ورد في البيان الصادر عن الخارجية في لندن أن هدفه مناقشة المسائل الإقليمية أيضاً.
- تماماً، وهنا تكمن البداية. وفي هذه المرحلة، ليس حديثاً معمّقاً إلى حد كبير. وأعتقد أن المسائل الإقليمية تشمل الكثير، على غرار فلسطين، وسورية، والعراق، ولبنان، علماً أن المحادثات الأكثر تفصيلاً عن لبنان تحصل داخل البلد. بدأت مع زميلي الإيراني حواراً أكثر تفصيلاً عن الموضوع. وبعد تفجير السفارة الإيرانية، ذهبت لأتبرّع بالدم، وأقدم التعازي، ومنذ ذلك الحين بدأنا حواراً أفضل مما كان عليه في الماضي. وتمكنا من التركيز على لبنان. وعلينا أن نبذل جهوداً كبيرة ونتصرف بسرعة لنرصد المواقع التي نملك فيها مصالح مشتركة في لبنان. وأعتقد أن لدينا مصلحة مشتركة في أن يعم الاستقرار لبنان وفي انتخاب رئيس، وفي تجنب فراغ مطوّل. بالتالي، لدينا مواد نعمل عليها. ولن نتفق على جميع الأمور. ولكنني أنتمي إلى الذين يؤكدون ضرورة بذل جهود أكبر في سياق حديث من هذا القبيل.
تجرون أيضاً حواراً مع «حزب الله»؟
- لا، لا نفعل.
ألا يجرى أي حوار من طريق أي من السفارات؟
- بلى، تقدم السفارات على ذلك. ويلتقي معظم شركائنا الأوروبيين «حزب الله»، والأمم المتحدة طبعاً على تواصل معه. ولكننا من بين قلة من الدول التي لا تجري هذا الحوار. لن أقول إننا لن نقدم على ذلك أبداً. والأمر مرهون إلى حد كبير بتطور سياسات «حزب الله» داخل لبنان. انقطع الحوار بسبب تصرفات «حزب الله» في العراق، في الماضي، إذ درّب بعض الميليشيات التي استهدفتنا. وبات الحوار أكثر صعوبةً، بسبب الهجوم الذي حصل في بورغاس في بلغاريا وكنا طبعاً غاضبين في شأنه. ولكن هذه الأمور ليست مستحيلة. نقر بأن «حزب الله» لديه دور مشروع في لبنان لأن لديه قاعدة انتخابية كبيرة. وعلينا أن نحترم هذه القاعدة. وعلى صعيد السياسة اللبنانية، من الضروري أن يكون ل «حزب الله» مقعد على طاولة الحوار. وعلى سبيل المثال، لم نمارس في أي لحظة الضغوط على أي حزب في لبنان لنستثني «حزب الله» من الحكومة.
في حديثك مع السفير الإيراني، هل طرحت مشاركة «حزب الله» في سورية؟
- ناقشنا الموضوع. ومن الإنصاف أن نقول إن السفير الإيراني وأنا لدينا وجهات نظر مختلفة في شأن هذا الجانب. إن دور «حزب الله» في الداخل السوري ضَمن فعلياً استدامة الحرب. وأعتقد أنني أوافق على كلام عدد كبير من متحدثي «حزب الله» في سورية الذين يقولون إنه لولا «حزب الله»، لكان الأسد قد خسر الآن، لأنه ما كان ليحظى بالدعم المحلي. لكن إيران أرسلت «حزب الله» ليقاتل لمصلحة الأسد، وقد اختار أن يتّبع تعليماتها.
الخطوات العملية لدعم لبنان
شددت المجموعة الدولية لدعم لبنان دوماً على ضمان الاستقرار فيه وأولوية انتخاب رئيس. ما الخطوات العملية لضمان ذلك؟
- أنت محق بتسليط الضوء على الخطوات العملية، فهناك خطر قائم ولا يجب أن يكون الدعم رمزياً فقط. ومن الضروري أن تحكموا على دورنا، بالنظر إلى ما نفعله، وليس فقط على ما نقوله في شأن الاستقرار اللبناني. هناك عدد من المجالات العملية التي تجدر متابعتها. والجيش عنصر محوري فيها، وعززنا الدعم الذي نمنحه للجيش سنوياً بواقع عشرة أضعاف. ونركز بشدة على أمن الحدود، التدريب، والمعدات والتجهيزات التي تساعد الجيش على إحكام السيطرة على الحدود السورية. ونترقب مؤتمراً كبيراً في روما. وننفق على الأزمة الإنسانية الإقليمية أكثر مما أنفقناه على أي أزمة أخرى من قبل. وننفق قسماً كبيراً من هذه المبالغ داخل لبنان. ونزيد المبالغ التي ننفقها، ولا نكتفي بالإنفاق على المواد الغذائية والأدوية والبطانيات المخصصة للاجئين، بل أيضاً على المجتمعات المضيفة في لبنان. لأنه لولا أزمة اللاجئين هذه، ما كنا لننفق هذا المال على لبنان. ونعمل حالياً على مشروع تعليمي، هدفه جعل التعليم مجانياً لعدد أكبر من العائلات في لبنان. ونأتي بكتب مدرسية للأولاد. وكنت حاضراً بنفسي الثلثاء الماضي في الجنوب، أساعد على إنجاز مشروع بريطاني نجدد فيه معدات الصيادين اللبنانيين في المجتمع المحلي، لنساعدهم على تحقيق دخل. وما كان ذلك سيحصل لولا العبء الذي تتحمله هذه المجتمعات لاستضافة هذا العدد الكبير من اللاجئين. ولا أقول إن أزمة اللاجئين إيجابية، بل هي تمثل عبئاً مريعاً على المجتمعات.
هل سمعت من اللاجئين السوريين آراءهم بالانتخابات الرئاسية؟
- أخبرتهم عمداً بأنني لا أريد الكلام بالسياسة، لأن هؤلاء الناس خائفون جداً ومذعورون. وهم يعرفون ما الأخطار التي يواجهونها. طلبت دعمهم لمبادرة بريطانية الأسبوع المقبل، تتمثل بقمة كبيرة ينظمها وزير الخارجية وليام هيغ لمنع العنف الجنسي في الحروب. وتحدثت إلى عدد كبير من الناجين من العنف الجنسي. لم أرغب في التحدث إليهم بالسياسة في بلادهم، لأنني حيثما ذهبت، يرافقني الإعلام، ولم أرد أن يكونوا معرضين للأخطار.
إن بقيت العوامل الخارجية تتسبب بشلل في لبنان، ما مدة الفراغ الرئاسي التي تتوقعها؟
- لست متأكداً من طبيعة العوامل الخارجية التي تحول دون انتخاب رئيس. ولا أعرف ما هي العوائق الخارجية. ولم تصدر عن أي كان مداخلة تحول دون انتخاب أي رئيس مطلوب انتخابه.
يفيد بعض المزاعم بأن النظام السوري يريد المقايضة على انتخاب رئيس لتشريع انتخاب الأسد، أو أن إيران تؤيد هذا الفراغ لأنها تريد المقايضة به إقليمياً.
- الأعذار ستبقى دوماً موجودة. ومن العملي جداً في نظر قادة كثيرين اختلاق أعذار جديدة لعدم القيام بأي تسوية. ولكنني لا أرى أية عوائق خارجية. معرفة مدة بقاء الفراغ صعبة. وتكمن الصعوبة في أنه ما من مهلة نهائية واضحة تفرض ضغوطاً. وأخشى أن يدفع لبنان الثمن مع كل يوم يبقى فيه بلا رئيس. وهو يكلف لبنان على صعيد قدرة اللاعبين الإقليميين على معاودة التدخل، ولكنه أيضاً يتكبد تكلفة على صعيد الدعم الذي يمكننا منحه. لدي وزملائي قائمة طويلة من المشاريع التي نريد إدخالها لدعم المواطنين اللبنانيين. وهي مشاريع ستتعرض للصد الآن، لأنه لن يسعنا الحصول على موافقة مجلس النواب، ولأنه ما من رئيس للبلاد. وأعتقد أنه من المخجل حقاً، إذ إن أموراً كثيرة تأخرت، بسبب هذا الفراغ. ويتحمل المواطنون اللبنانيون ثمن ذلك. وبالتالي، لا أتمنى أن نبقى على حياد في شأن الفراغ. ولطالما قلت إنه لا يجدر بنا التدخل في لبنان. لدينا مصلحة في أن تُسجّل نتائج وأن يتم اختيار رئيس، وإلا سيلحق الضرر مصالحنا أيضاً إن لم نقدّم دعمنا، لأن مصلحتنا الأساسية تقضي بأن يبقى لبنان مستقراً. غياب رئيس يقوّض هذه المصلحة، وبالتالي، نحن معنيون جميعاً بالموضوع. ولا أعرف إلى أي مدى سيستمر ذلك، ولا أعرف كم من الوقت ستتطلب المسألة، وهي مسألة يجب أن يحلّها القادة اللبنانيون.
أفادت تقارير بأنه عندما اجتمع السفراء الغربيون، استنتجوا أن المخرج بمرشح من الصف الثاني، من خارج القادة الموارنة الأربعة، هل هذا صحيح؟
- الصحيح أنه بغض النظر عن هوية من سيتم انتخابه، ومن بين الأسماء البالغ عددها 11 أو 12 أو 16، سنتعامل معه بحماسة. وبغض النظر عما إذا كان مرشحاً من الصف الأول أو الصف الثاني، أو حتى من الصف الثالث أو الثامن عشر، فليكن شخصاً يتم اختياره من داخل لبنان. وسنعمل معه ويحظى بدعمنا. وسأذهب لأراه مباشرة وأقول له: إليك الطريقة التي سنتعاون فيها. لا أعرف إن كان يجدر بنا أن نقول إنه يجب أن يكون من الصف الأول أو الثاني أو الثالث. وهو قرار يجب أن يُصنع هنا، ففي حال لم يتمتع المرشح بشرعية محلية، في لبنان، فلن تكون لديه أي صدقية دولية. بالتالي، لا تأتي الصدقية الدولية بالمشروعية المحلية، بل الصدقية المحلية تأتي بالصدقية الدولية.
لا تزال تردد، مع جميع السفراء، أن ليس لدينا مرشح، ولكن هل لديك فكرة عن مواصفات الرئيس؟
- سؤال معقّد لأنني في حال أعطيت أي وصف لما يجب أن يكون عليه الرئيس، فسيراه أحد الأطراف على أنه مفروض علينا. على سبيل المثال إن قلت إننا في حاجة إلى رئيس لديه خبرة في مجال الأمن، أو لديه خبرة اقتصادية، فهذا من الأوصاف العامة المتجلية للعيان. بالتالي، أريد أن أكون حذراً، بل حذراً جداً إزاء ما أقول. وبالنسبة إليّ شخصياً، يتمثل الأمر الذي أطلبه من جميع المرشحين، أو المرشحين المحتملين، بما إذا كانوا يتمتعون برؤية للبلاد، وبطريقة تحديدهم ما هم عليه بالاستناد إلى ما يقدّمونه لقادة مختلف الفئات، والاتفاقات التي يمكنهم التوصل إليها، أو طريقة تحديدهم ما هم عليه بالاستناد إلى ما يقدمونه للشعب اللبناني. ما الذي سيبدو عليه لبنان في نهاية عهدهم؟ آمل، بغض النظر عن هوية الرئيس، أن يجيب عن هذا السؤال. ولم أقصد أن أشير إلى أي مرشح محدد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.