من الواضح أن الولاياتالمتحدة الأميركية تملك استراتيجية صارمة لردع السلوك الإيراني في الإقليم الذي عززه الاتفاق النووي وشجع طهران على التدخل غير المقبول أبداً في الشأن العربي. بومبيو كان قد صرح أن "الرهان" على أن الاتفاق النووي مع إيران سيساعد في استقرار المنطقة كان رهاناً "سيئاً بالنسبة لأميركا وأوروبا والشرق الأوسط، وفي الواقع للعالم بأسره"، وهدد الوزير الأميركي بفرض بلاده "ضغوطاً مالية غير مسبوقة" على طهران، وذلك بعد انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي مع إيران. وعلى الرغم عدم التوافق بين ضفتي الأطلسي حول هذا الملف إلا أن بومبيو أكد أن التغييرات التي طلبت واشنطن من إيران القيام بها ليست صعبة وأنه واثق في إمكانية تطوير نهج دبلوماسي مشترك مع الدول الأوروبية بشأن إيران، معرباً عن ثقته من أن هناك مجموعة من القيم والمصالح المشتركة التي ستقود إلى النتيجة نفسها بشأن ضرورة الرد على تهديدات إيران للعالم. الإدارة الأميركية الحالية وعت أن النظام الإيراني يسعى في عدة اتجاهات للإخلال بالأمن والسلم الدوليين عبر محاور عدة من أهمها المحور الإقليمي المعني بتدخلاته في الشأن العربي ومحاولة فرض هيمنته وفرض سطوته بالقوة وعبر أذرع محلية، بالإضافة إلى البرنامج النووي الذي لا يزال يلفه الغموض خاصة فيما يتعلق بوجود شق عسكري له يؤدي إلى إنتاج قنبلة نووية، هذا عدا عن برنامج تطوير الصواريخ الباليستية المحظور بمنطوق الاتفاق النووي، إذاً هي عدة ملفات كل منها يمثل قضية بحد ذاتها فكيف بنا إذا اجتمعت؟ القرارات الأميركية تجاه النظام الإيراني جاءت قوية ومحكمة وسمّت الأشياء بمسمياتها وإن لم تعجب الأوروبيين كونها مست مصالحهم التجارية والاقتصادية، ولكن لو فكروا بعمق أكبر لوجدوا أن الإرهاب الذي ضرب العديد من الدول الأوروبية كانت إيران متسببة فيه بطريقة أو أخرى، وبالتالي فعلى الأوروبيين أن يوسعوا دائرة أفقهم وأن يعيدوا حساباتهم مع إيران فمصالحهم أكبر بكثير من مصلحتهم مع دولة مارقة لا تبحث إلا عن الخراب والدمار والتسبب فيهما أينما كانا. Your browser does not support the video tag.