أكدت المقاومة الإيرانية في باريس أن الوقت حان لمحاسبة نظام الملالي الإرهابي، مطالبة بتشكيل هيئة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة من أجل مدينة كازرون الثائرة والإفراج الفوري والعاجل عن المعتقلين. وواجه قطعان الحرس الثوري والباسيج انتفاضة كازرون المستمرة منذ 17 مايو بالرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع، وتسبب القمع الوحشي بمصرع وإصابة العشرات بالرصاص، فيما اعتقل المئات، وأيضاً تم قطع الإنترنت على هذه المدينة، في محاولة لإخفاء الجرائم التي ترتكب فيها. الشعب الإيراني رهينة الوحشية والهمجية منذ 40 عاماً وقال عضو اللجنة الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية موسى أفشار حول تظاهرات كازرون: كما تعلمون أن تظاهرات كازرون استمرت على الرغم من هجوم وغزو القوات القمعية المجرمة التابعة للنظام وسوف تستمر، لأن انتفاضة الشعب الإيراني في شهر ديسمبر 2017 وفي يناير 2018 مستمرة. وأضاف أن النظام الإيراني لا يستطيع إخماد هذه التظاهرات، لأنه كما أكدت المقاومة الإيرانية فإن أحد أهم أسباب الانتفاضة بعد أربعة عقود هو وجود الالتهاب، أي أن معاناة الشعب الإيراني قد وصلت إلى ذروتها، والنظام لا يستطيع بعد اليوم الاستجابة وتلبية مطالب الشعب. وأردف: نحن اليوم نشاهد المنتفضين الشجعان الأبطال من أبناء كازرون، حيث تشبه هذه الانتفاضة إلى حد كبير انتفاضة مزارعي أصفهان في الأسابيع الماضية، وأيضاً انتفاضة أبناء الأحواز، والانتفاضات التي أخذت شكل الإضرابات الواسعة في مدن كردستان الإيرانية، حيث وصلت اليوم إلى مدينة طهران، لذلك فإن هذه التظاهرات تسير في خط متزايد وتصاعدي. ولفت إلى أن الانتفاضة وصلت إلى 142 مدينة إيرانية، وهذه الحالة الوطنية العارمة تزداد يومياً ولا سيما أنها تأثرت بالأزمات التي تحاصر نظام الملالي على المستوى الإقليمي والدولي. بدورها، قالت المختصة في الشؤون الإيرانية هدى مرشي إن النظام الإيراني سعى بعد انسحاب أميركا من الاتفاق النووي إلى التضرع للدول الغربية ومحاولة تشجيعهم للإبقاء على هذا الاتفاق الهش. وأضافت مرشي: في نفس الوقت يريدون الإظهار أن خروج الولاياتالمتحدة من الاتفاق أمر قليل الأهمية أو يريدون إظهاره على أنه تصرف صبياني. وأردفت: إلا أن هناك الكثير من منظري ومسؤولي النظام اعترفوا أن حفظ وبقاء الاتفاق أمر غير قابل للاستمرار وكذلك لن تعود علاقات إيران الإقليمية في المنطقة كما كانت، وبعد العقوبات الثقيلة التي فرضتها الولاياتالمتحدة ستضطر معظم الشركات الأوروبية إلى الانسحاب من إيران لكيلا تواجه هي أيضاً بالعقوبات. وأشار مرشي إلى أنه منذ بدء العمل بتنفيذ الاتفاق النووي ازدادت بشكل متصاعد عمليات تصدير الإرهاب والدعم المالي للمجموعات الإرهابية الموالية للنظام في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن وجماعات أخرى في العراق. وأكد أن جميع الأموال صرفت من خزينة إيران على التدخلات في الشرق الأوسط ونشر الحروب، أما فيما يخص الشعب الإيراني ومعيشته فلم يستفد شيئاً من هذه الأموال، مشيرة إلى أنه بعد مرور سبعة أشهر على الزلزال الذي وقع في نوفمبر 2017 لا تزال هناك أسر لا تملك قوت عيشها ولا حتى خيمة تسكن بها. في هذه الأثناء، دان المجتمع الدولي وحشية الملالي في التعامل العنيف مع التظاهرات السلمية. حيث قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في «تويتر»: «نحن ندعم الشعب الإيراني الذي يحتج على نظام قمعي». وعلَّق وزير الخارجية الهولندي والعضو غير الدائم في مجلس الأمن ستيف بلوك، بالقول إن «المحتجين يجب أن يكونوا أحراراً، وإن الحكومة يجب ألا تكون عنيفة في التعامل». أما المتحدث باسم صندوق الأممالمتحدة للسكان فرحان حق فقال: «ما زلنا لا نملك معلومات مباشرة من مدينة كازرون.. نريد أن نتأكد من أن حق الناس في التجمع السلمي والاحتجاج يتم توفيره من قبل السلطات». وتأتي هذه الإدانات بعد أسبوع مما قاله الرئيس الأميركي، إن «النظام في إيران يتحكم بالشعب الإيراني كرهائن منذ 40 عاماً». Your browser does not support the video tag.