قال الحقوقي الإيراني عبدالمجيد محمد، الخبير في شؤون السياسة الإيرانية: "إن نظام ولاية الفقيه، يطلق مسيرات ليقول إن شرعيته قائمة ولكن بالنظر إلي نسبة الأشخاص الذين استطاع النظام تحريكهم يمكن أن نستنتج درجة شرعية وشعبية هذا النظام"، مؤكداً أن النظام لن يستطيع أن يواجه انتفاضة الشعب الإيراني بهذه الطريقة. وأوضح عبدالمجيد، أن هناك 50 متظاهراً قتلوا في إطلاق نار مباشر برصاص قوات النظام القمعية بينما لقي عشرة آخرون حتفهم تحت تأثير التعذيب داخل السجون، كما تم اعتقال ثمانية آلاف شخص ضمن خطة النظام لنشر الرعب والخوف بين الشعب الإيراني قدر المستطاع. * هل تتوقع نجاح أم إخماد انتفاضة الشعب الإيراني؟ * انتفاضة الشعب الإيراني مستمرة، والنظام عاجز عن إخماد هذه الانتفاضة؛ لأنه إذا مضى بقمعه فهو يصب الزيت على النار، وأيضاً نرى هذه المرة أنه لا يحيل المعتقلين إلي القضاء بشكل رسمي ليحكم عليهم بالإعدام ولكنه يقتلهم بطريقة العصابات وبشكل سري ومن ثم يدعي أنهم انتحروا. * كيف ترى تصريح مبعوثة الولاياتالمتحدة إلي الأممالمتحدة عندما وصفت الاحتجاجات في إيران بأنها استعراض قوي لشعب شجاع؟ * السيدة نيكي هايلي أشارت إلي مشروعية مطالب الشعب الإيراني، ودعمت انتفاضة الشعب الإيراني من حيث المبدأ في إطار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ووصفها الشعب الإيراني بالشجاع صحيح تماماً لأن القمع في ظل النظام الفاشي الديني الذي يحكم إيران شديد للغاية ولا يحتمل، وكل من خرج بالمظاهرات يقدم حياته ويستحق أن يوصف بالشجاع. * ماذا يفعل النظام الإيراني حيال الانتفاضة الشعبية؟ * نظام ولاية الفقيه يحكم إيران قرابة 40 عاماً، لهذا يطلق مسيرات ليقول إن شرعيته قائمة ولكن انظر إلي نسبة الأشخاص الذين استطاع النظام تحريكهم وإحضارهم إلي الشوارع، يمكن أن تستنتج درجة شرعية وشعبية هذا النظام. أما أن يجلب عائلات قوات الحرس والباسيج إلي الشوارع ليهتفوا ضد المظاهرات الشعبية فهذه لا تمنحه الشرعية، والنظام لن يستطيع أن يواجه انتفاضة الشعب الإيراني بهذه الطريقة. نظام الملالي دخل مرحلة السقوط، وخامنئي وكل رموز حكومته قد فهموا أنهم فاقدون للشرعية. * ماهي المناطق التي شهدت احتجاجات حتى الآن؟ * التظاهرات والانتفاضة الشاملة لم تكن محصورة في منطقة أو عدة مدن فقط، بل انتشرت هذه المظاهرات في كل أرجاء إيران وهذا الأمر أرعب النظام إلي حد كبير، من مدينة مشهد ثاني مدينة إيرانية بعد طهران بدأت التظاهرات من هناك وفي اليوم التالي شهدت مدينة قم المدينة الدينية والتي يعتبرها الملالي مركزاً لسيطرتهم مظاهرات واسعة وشعار "الموت لخامنئي" قد بدأ من هناك وبعدها إلي كرمنشاه وأصفهان وشيراز والأحواز وايذه وقهدريجان ومسجد سليمان ودزفول وزنجان وفي 142 مدينة أخرى انتفضت ضد الحكومة. * ما التقديرات لعدد المعتقلين والقتلى حتى الآن؟ * الملالي لا يمكن أن يظهروا العدد الحقيقي للمعتقلين في أي وقت، ولكن منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية أعلنوا أنه تم اعتقال ثمانية آلاف شخص، والعدد الحقيقي للأشخاص الذين قتلوا بإطلاق النار المباشر من القوات القمعية هو 50 شخصاً، بينما لقي عشرة أشخاص حتفهم تحت التعذيب في السجون أيضاً. * وهل للحرس الثوري دور في مواجهة الاحتجاجات الشعبية؟ * قوات الحرس هي قوات النظام الأساسية المستخدمة في القمع، ولكن في داخل المدن يقومون بأعمالهم القمعية إلي حد لا يظهرون فيه بشكل علني قدر الإمكان، ولكن الشعب الإيراني يعرفهم والنظام يوظف الكثير منهم في داخل قواته ممن يرتدون اللباس المدني ويعملون بصورة خفية، ولكن عندما يرى الخامنئي أن الخطر قد اقترب من موقعه يدفعهم للعمل بشكل علني. الوظيفة الأساسية لقوات الحرس هي حماية شخص خامنئي ومراكز القوة الأساسية في طهران والمدن المهمة، وقادة الحرس الثوري مهمتهم هي الحفاظ على ولاية الفقيه. * هل من الممكن أن نرى حكومة ظل من الثوار؟ * نعم يوجد بديل جيد ومنظم وذو تجربة شاملة ومعروفة خارج سيطرة نظام الملالي، وهذا البديل هو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي يتمتع بشعبية وقاعدة داخل إيران، هذا المجلس تأسس في حزيران 1981 على يد مسعود رجوي وعدد من الشخصيات الوطنية البارزة والمجموعات والأحزاب المعروفة في إيران، وقد أثبت هذا المجلس على مدى 36 عاماً الماضية دوره البارز في مواجهة نظام الملالي، وهذا المجلس يملك في نظامه الأساسي خطة عمل لإدارة البلاد بعد سقوط نظام الملالي. * هل استطاعت إيران "تصدير الثورة"؟ * أحد الأسباب الخطرة لبقاء نظام الملالي هو إثارة الحروب والتدخلات في دول المنطقة التي يسميها النظام بمصطلح (تصدير الثورة)، هذا المصطلح الذي بدأ في زمان الخميني ودام هكذا إلي الآن. الحملات العسكرية إلي سورية من أجل الحفاظ على بشار الأسد كانت تقام بوساطة قوات الحرس وقاسم سليماني ولو لم يتم إرسال قوات الحرس والميليشيات المرتزقة لم يكن ليبقى بشار الأسد في السلطة ولكان قد سقط منذ عام 2013م. ووفقاً للتقارير التي وصلت للمقاومة الإيرانية فإن النظام قام بصرف 100 مليار دولار من أجل نشر الحرب والقتل في سورية، وفيما يخص العلاقة مع لبنان فالأمر واضح وجلي أيضاً، حزب الله هو جزء من قوات الحرس، حسن نصر الله أعلنها رسمياً وعلانية أنه يتلقى الدعم من قبل النظام الإيراني وأنه يفتخر بذلك، وفيما يتعلق بالعلاقة مع اليمن وإطلاق الحوثيين للصواريخ نحو المملكة فقد تم إثبات علاقته مع إيران وأن هذه الصواريخ هي من صنع قوات الحرس. Your browser does not support the video tag.