«حتى الصلاة يحرموننا منها بعد أن حرمونا من الأمن والراتب ولقمة العيش».. بهذه الكلمات عبر أحد المواطنين اليمنيين عن استيائه من قيام ميليشيا الحوثي الإيرانية بإغلاق عدد من المساجد في العاصمة صنعاء بذريعة عدم الالتزام بتوجيهات «داخلية الانقلاب» بمنع إقامة صلاة التراويح. وشنت الميليشيا الانقلابية حملة اعتقالات واسعة استهدفت عدد من أئمة المساجد بعضهم بذريعة عدم امتثالهم لتوجيهات ما تسمى بوزارة الداخلية الحوثية التي تقضي بمنع مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح، كما اعتقلت آخرين إثر رفضهم لقرار قيادة الميليشيا بمنع صلاة التراويح في عدد من مساجد صنعاء. ووفقاً لشهود عيان يمنيون فقد واصلت الميليشيات منع إقامة صلاة التراويح في بعض المساجد في صنعاء ومحافظات عمران وحجة وصعدة، كما منعت مكبرات الصوت أثناء الصلاة واستبدلتها بإلقاء محاضرات ودروس تعبوية وتحريضية مسجلة لعبدالملك الحوثي ومؤسس الجماعة الهالك حسين الحوثي. أثارت تصرفات المرتزقة غضب المصلين واليمنيين بشكل عام، معتبرين ذلك حرب إيرانية طائفية على عقيدتهم ومحاولة لطمس الهوية الدينية السمحة للمجتمع اليمني، وطالبوا أئمة المساجد بعدم الامتثال للتوجيهات الحوثية. في حين رفض عشرات الآلاف قرار المنع وأقاموا صلاة التراويح في محيط المساجد التي احتلتها الميليشيا بمختلف أحياء صنعاء وسط سخط شعبي واسع. وفي تصريح ل»الرياض»، أكد وزير الأوقاف والإرشاد اليمني أحمد عطية أن ميليشيا الحوثي زادت حدة انتهاكاتها في المساجد ودور العبادة. وأشار إلى أنها منعت إقامة صلاة التراويح في عدد من مساجد صنعاء والمحافظات التي لا تزال تحت سيطرتها، عاداً ذلك مأساة أخرى ترتكبها الميليشيا وأمر غريب ودخيل على عقيدة المجتمع اليمني. وأضاف عطية أن الميليشيا تكره الناس في المساجد على إغلاق مكبرات الصوت بذريعة مثيرة للسخرية وهي إزعاج المرضى، وعبر عن استغرابه متسائلاً: كيف للأذان وصلاة التراويح أن تزعج المرضى ولا تزعجهم أصوات المدافع والأسلحة الحوثية ومكبرات الصوت التي تجوب شوارع العاصمة وهي تردد شعار الصرخة الإيرانية والأناشيد التعبوية التي تحرض على القتال وقتل اليمنيين على نحو يومي؟!». ودان تلك التصرفات والانتهاكات التي تمارسها الميليشيا الطائفية الإرهابية اعتداء على هوية وعقيدة الشعب اليمني. يذكر إن تنظيم داعش الإرهابي اتخذ قرار مماثل بمنع إقامة صلاة التراويح أثناء سيطرته على مدينة الموصل العراقية قبل دحره منها، كما منع إقامتها في مدينة سرت الليبية خلال سيطرته عليها، منطلقاً من دوافع التطرف التي تنطلق منها ميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، وكلاهما يحملان فكر إرهابي ومتطرف يمنع التنوع ويرفض قبول الآخر، بالإضافة إلى أنهما ينهجان استخدام القوة لفرض توجهاتهما وأفكارهما على المجتمعات. Your browser does not support the video tag.