حسب معطيات علم الاجتماع التربوي، أحد فروع علم الاجتماع العام الحيوية الذي يضم أكثر من 30 فرعاً في ميادين العلوم الاجتماعية والإنسانية.. يشير أن(القيم) أحكام مكتسبة من الظروف الاجتماعية والمعطيات الثقافية.. يتشربها الفرد، وتحدد اتجاهات تفكيره وسلوكه اليومي، وتؤثر بالتالي في تعلمه وحياته، فهي تقوم ببناء شخصية قوية ناضجة ومتماسكة على مبدأ ثابت وتكسب الفرد القدرة على ضبط النفس في المواقف والتعامل مع معطياتها بوعي واتزان، كما تقوم بتشكيل نمط عام للمجتمع البشري و(قانون) يراقب تحركاته ومتغيراته. ولذلك تعرف (القيم) بأنها معايير عامة ضابطة للسلوك البشري الصحيح. وتأخذ عدة أشكال وأنواع منها(القيم الاجتماعية) وهي الخصائص أو الصفات المرغوب فيها والمحببة لدى أفراد المجتمع، و(القيم الأخلاقية).. وهي التي ترسم معايير الخير والشر وتبّين متى يكون الفعل أو الشيء خيراً ومتى يكون شراً. وهناك (القيم العقلية) وهي التي تُبنى على التفكير العقلي في موضوع القيمة وتقرر وجودها، وهناك (القيم المنطقية) التي تبّين الصواب والخطأ في الأفعال والاتجاهات والمعتقدات، وغيرها من مظاهر القيم. وفي هذا السياق سوف نتناول أهم أنواع القيم وهي (القيم الاجتماعية) التي تحددها ثقافة المجتمع والوظيفة التاريخية، قد تكون إيجابية مثل: قيم التسامح والصدق والأمانة والشجاعة والولاء وتحمل المسؤولية والانتماء وجميعها قيم مجتمعية فضيلة يكتسبها الفرد من المجتمع الذي يعيش فيه. وقد تكون هذه القيم سلبية مثل: الكذب والعنف والخيانة والغيبة والكراهية وسوء التعامل مع الآخرين، وتعد القيم الاجتماعية من أقوى الروابط والضوابط المؤدية إلى تقارب وتماسك المجتمع الإنساني وتضامن أفراده.. فمن خلالها تنتشر قيم المحبة والتواد والوئام بين أفراد المجتمع، وتعمق روح الأخوة والتسامح والتعاون، وفيها الضمان لاستقرار المجتمع وتماسك نسيجه وتأصيل وتفصيل مبدأ التكافل الاجتماعي ومنطلقاته النبيلة، ولذلك هناك مجتمعات انهارت بانهيار القيم الاجتماعية وأخرى متماسكة بتماسك قيمها الأصيلة. ولا يمكن فصل القيم عن الأخلاق فهي تشترك معاً في تحديد السلوك البشري وضبط توازنه. ومن هنا ينبغي تعزيز القيم الاجتماعية في مجتمعنا السعودي باستخدام أساليب وآليات التنشئة الاجتماعية والأسرية وتفعيل دور عملية الضبط الاجتماعي عبر مؤسساتها الرسمية وغير الرسمية لغرس بذور القيم والأخلاق والمبادىء السامية في نفوس ووجدان النشء وإظهار دور القدوة الصالحة التي تساهم - ميكانيكاً - في بناء شخصية اجتماعية سوية، وتنشئة الفرد على أسس سليمة في كافة مراحل نموه، كما أن النظام التعليمي يلعب دوراً بنيوياً، وحراكاً تربوياً في تأصيل القيم الاجتماعية وتوجيه سلوك الطالب ورعايته وحمايته من الأفكار المنحرفة والآراء المتطرفة، بالإضافة إلى دور الإعلام ورسالته التنويرية المجتمعية التي تساهم في جعل القيم الاجتماعية مبدأً من مبادئه الأصيلة إلى جانب التربية الدينية سواء في الأسرة أو المدرسة أو التوجيه في المساجد ومنابر المؤسسات الإعلامية، ولذلك فإن تفاعل أدوار هذه المؤسسات المجتمعية وتكامل اتجاهاتها سيساهم في بناء وتعزيز القيم الاجتماعية الفضيلة لتصبح سلوكاً ومنهجاً أخلاقياً وحضارياً وإنسانياً في حياتنا. Your browser does not support the video tag.