اتجهت دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن إلى ضخ مساعدات اقتصادية بدأت بملياري دولار للبنك المركزي اليمني، و1.5 مليار دولار للأمم المتحدة، فضلاً عن جسر إغاثي استمر لما يربو على أسبوع حمل مساعدات إغاثية وصلت حتى في جزر لم تحلم يوماً بأن تصلها الخدمات أو المساعدات من قبل، في الوقت الذي وفر أحد المشروعات الخاصة بتعبيد الطرق نحو 15 ألف وظيفة. عودة الحياة ونتيجة تطوير الجهود التي بذلها التحالف منذ بدء عملياته في اليمن جاءت فكرة مركز "إسناد"، وتوازى الإعلان عن انطلاقه مع أولى خطوات دعمه لليمن اقتصادياً، حيث منح اليمن وديعة قدرها ملياري دولار، قدمتها المملكة في وقت كانت تحتضر فيه العملة اليمنية جراء الحرب التي فرضتها الميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران. واتخذ التحالف مسارات متعددة لدعم الشرعية في اليمن لا تقتصر على العمليات العسكرية وحسب، بل تمتد إلى جوانب أخرى اقتصادية وأمنية وإغاثية وخدمية، فضلاً عن اتجاهها صوب مناطق ما زالت الميليشيات الحوثية تسيطر عليها، وفقاً لتصريحات مسؤولين بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. وفي مواقع ليست بعيدة عن بعض العمليات العسكرية وسط اليمن، انطلقت أعمال تعبيد طرق عبر مركز "إسناد" العمليات الإنسانية الشاملة. ومن شأن أعمال تعبيد الطرق فتح المجال أمام التجارة وقوافل المساعدات بالمرور، كما تسهل ربط شمال اليمن بجنوبه في أكثر من مركز، ووفر أحد المشروعات الخاصة بتعبيد الطرق نحو 15 ألف وظيفة، طبقاً لما صرح به محمد آل جابر سفير المملكة لدى اليمن المدير التنفيذي لمركز "إسناد"، الذي أكد أيضاً لدى زيارته الميدانية مدينة عدن العاصمة المؤقتة، أن التحالف سيضاعف قدرة الموانئ البحرية لليمن برفع كفاءتها تحقيقاً للمصلحة التجارية والإغاثية لليمن. الدعم السعودي وأكد المحلل السياسي د.محمد القحطاني، أن العمليات والمشروعات لدول التحالف بقياده المملكة واضحة للجميع من أجل دعم الاقتصاد اليمني عبر مركز "إسناد" الذي يهتم بالعمليات الإنسانية الشاملة الهادفة إلى تنفيذ عناصر الخطة وإسناد العمليات الإنسانية وتقديم العمل المادي والمواد الغذائية والصحية والإنسانية للشعب اليمني ورفع الطاقة الاستيعابية لموانئ اليمن، وبجانب هذه المساعدات الإنسانية المباشرة هناك مشروعات تطويرية للبنية التحتية في اليمن وهي التي تساعد على زيادة القدرة الاستيعابية لإيصال المساعدات جواً وبراً وبحراً وبشكل سريع وفعال. وأوضح د.القحطاني أن مركز "إسناد" يؤكد الاهتمام الكبير والعناية الفائقة من قبل المملكة ودوّل التحالف بأبناء الشعب اليمني وسوف تضل هذه المواقف الإنسانية عالقة في ذهن ووجدان الشعب اليمني، وهذه المساعدات الإنسانية يقوم عليها رجال مخلصون ومهتمون بما يقومون به تنفيذاً لتوجيهات القيادة الحكيمة من أجل دعم الشعب اليمني. ولفت إلى أن هذه الأعمال تنطلق من القيم والمبادئ العظيمة التي تتمتع بها المملكة وهي الحرص على توصيل الدعم الإغاثي والإنساني لكل محتاج. مرتكزات "إسناد" وقال المحلل السياسي خالد الزعتر: إن التحالف العربي لم يعد العمل العسكري فقط هو الركيزة الأساسية لمهامه، ويمكن أن نلاحظ أن التحالف يقوم على ركائز أساسية وهي: العمل العسكري، وتحسين الوضع الإنساني، والاقتصادي، وتنفيذ القرارات الدولية. وأضاف أن التحالف تخطى المستوى العربي وأصبحت مهام عمله ذات بعد دولي ونقصد هنا أن التقاعس من قبل المجتمع الدولي في تطبيق القرارات الأممية دفعته إلى أن يأخذ على عاتقه تنفيذ هذه القرارات الدولية وإحباط تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، وأيضاً إعطاء أهمية للبعد الإنساني وهو ما يعني أن العمل العربي في اليمن يتخطى بمستويات عالية العمل الدولي الذي لا يزال يدور في إطار التنديد والاستنكار فقط. وأردف الزعتر أن تردي الوضع المعيشي هو الطريق نحو التدخلات الخارجية في شؤون الدول، لذلك نجد أن مركز "إسناد" يهدف بشكل كبير إلى تقوية اليمن داخلياً وهو ما سوف يكون له الكثير من الانعكاسات على الصراع الدائر. وبين أن المركز يساهم في تسريع تحقيق الاستقرار في الداخل اليمني وبخاصة المناطق المحررة، مما سيؤدي إلى أن فقدان الدول ذات الأطماع المسببات الرئيسية التي تستخدمها للتدخل في شؤون اليمن ودعم الميليشيات الإرهابية، ولذلك نجد "إسناد" هو استراتيجية طويلة الأمد ليست مرتبطة بمرحلة معينة بل تتخطى مرحلة الانقلاب الحوثي. عقلية الحوثي وتابع الزعتر أن المركز يستهدف بالدرجة الأولى ضرب الاستراتيجية الحوثية التي لا تعتمد على خطاباتها فقط في عمليات التجنيد بل تستغل بشكل أساسي الحاجة الإنسانية وتردي المستوى المعيشي وارتفاع أعداد البطالة وانتشار الفقر، فالمتابع للعقلية الحوثية يجد أنها لا تختلف عن عقلية التنظيمات الإرهابية الأخرى مثل القاعدة وداعش. واستطرد: لذلك فإن "إسناد" هو استراتيجية شاملة تهدف إلى تحسين المستوى المعيشي، وتوفير الخدمات الطبية والتعليم، من خلال إعادة الإعمار وتعبيد الطرق، وهو ما سيؤدي إلى تفعيل حركة التجارة الداخلية، وتحريك حالة الجمود في الاقتصادي اليمني، الأمر الذي سيكون من شأنه توفير فرص العمل، وهذا كله سيكون من نتائجه فقدان الحوثيين للوضع الإنساني المتردي، والذين سعوا لاستغلاله سنوات طويلة في عمليات التجنيد وخاصة استخدام الأطفال في تغذية مجهودهم الحربي بشرياً، وأيضاً تقطع الطريق أمام تنظيمي القاعدة وداعش اللذين حاولا توظيف الانقلاب الحوثي وما صاحبه من تردي في الأوضاع الداخلية اليمنية لإعادة الانتشار مرة أخرى. Your browser does not support the video tag.