التحذير الذي أطلقته الولاياتالمتحدة الأميركية للنظام القطري، على خلفية اكتشاف مراسلات بين قادة نظام الحمدين، وميليشيا حزب الله والحرس الثوري في إيران، والذي أشارت إليه صحيفة «التليغراف» الأميركية مؤخراً، يمثل تطوراً نوعياً فى طبيعة العلاقات التى تربط الإمارة القطرية، بواشنطن، والتى يصيبها الصدع فى الوقت الحالي، بعد ثبوت دعم الدوحةلإيران، وهو الأمر الذي يهدد بقاء القواعد الأميركية على الأراضي القطرية. فبحسب الصحيفة، قام مسؤول بارز بالنظام القطري بدفع ما قيمته 50 مليون جنيه إسترلينى لقائد ميليشيا الحرس الثوري الإيراني الذي يدعى قاسم سليماني، بخلاف مبلغ آخر بقيمة 25 مليون جنيه إسترليني لصالح منظمة إرهابية فى العراق. وبحسب خبراء مصريون، فإن دعم قطر للإرهاب، وثبوت تورطها في تمويل الميليشيات المسلحة فى إيران واليمن والمغرب وسورية والعراق، وغيرها من الدول التي تهدد المملكة وغيرها من الدول، تواجهه الولاياتالمتحدة بقرارات قد تصل إلى حد سحب قاعدتي «العديد»و»السليلية» الأميركيتين من قطر، واللتين تعدان نظام أمان لنظام الدوحة. ففى رأي الخبير الاستراتيجي عبدالمنعم كاطو، لم يعد وجود قاعدة «العديد» ذا أهمية للولايات المتحدة الأميركية، خاصة وأن القاعدة موجودة بقطر لتحقيق المصالح الأميركية فى المنطقة، وكذلك قاعدة «السيلية» معتبرا أن وجود القواعد الأميركية لم يعد يشفع لقطر دعمها للإرهاب، موضحا أن مواجهة واشنطن للدوحة نابعة من دلائل وثوابت دعم قطر للإرهاب، خاصة لإيران التى ترى فيها واشنطن خطرا على مصالحها. واعتبر «كاطو» أن الرئيس الأميركي لديه نية لتجفيف منابع الإرهاب، سواء كان ذلك متعلقا بالتمويل أو الإيواء أو الدعم اللوجستي، وهو ما يفسر سر تصاعد لهجة التحذير الأميركية لنظام قطر. فلم تعد قطر هي المكان الأوحد الذي يمكن أن توجد عليه القواعد الأميركية، وإنما هناك بدائل أخرى يمكن الاستعاضة بها عن قطر، كما يشير أستاذ العلوم السياسية د. محمد نبيل، الذي يوضح أن هناك أماكن أخرى بديلة لقطر من حيث وجود القواعد الأميركية، منها البحرين، بالنسبة لمنطقة الخليج، أو جيبوتي خارجها، مؤكدا أن تعويل قطر على وجود القاعدتين الأميركيتين، وتماديها فى دعم الإرهاب، وعدم إشارة واشنطن أو تلويحها بسحب تلك القواعد، سمح لنظام قطر بالتمادي في غيه، غير أن إشارة واحدة من أميركا بهذا الشأن من الممكن أن تغير مسار وسلوك نظام قطر، حيث تبدو بدون القواعد الأميركية بلا حماية حقيقية. فيما أعرب الباحث السياسي أحمد الخطيب، عن اعتقاده أن طبيعة العلاقات القطرية - الأميركية، تشهد توترا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة، وتحديدا بعد القضاء على صعود تيارات الإسلام السياسي، ووصولها إلى سدة الحكم فى بعض البلدان، منها مصر وتونس، موضحا أن أسهم قطر، باعتبارها الداعم الأول لتلك التيارات، التي اتضح فيما بعد أنها داعمة للإرهاب، بل وأذرعه الحقيقة، أصبحت فى تراجع سواء في المنطقة العربية، أو لدى الدولة الكبرى وهى أميركا، التى تصطدم مصالحها فى الوقت الحالي ببعض الأنظمة مثل إيران، والتي خرجت واشنطن مؤخرا من الاتفاق النووي معها، فى وقت ماتزال قطر تدعم تلك الدول التى ترى فيها أميركا عائقا ضد مصالحها، وهو الأمر الذي من الممكن أن يؤدي إلى مزيد من التوتر فى تلك العلاقة إلى الحد الذي تنهي فيه الولاياتالمتحدة الأميركية وجودها في قطر، بسحب قاعدتيها العسكريتين، ووقتها يكون العالم قد أعلن الحصار الحقيقي لقطر، والذي لا يقوى على مواجهته نظام الحمدين، الذي يتعرى يوما بعد الآخر، وتتكشف ممارساته وفضائحه أمام المنطقة العربية والعالم. Your browser does not support the video tag.