أكد خبير الشؤون الإيرانية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في مصر د. محمد عباس ناجي ل «الرياض» أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي أنه قرار متوقع لأكثر من سبب ليس فقط للمبررات التي ذكرها ترمب بل باعتبار أن الاتفاق النووي لم يحقق الهدف الأساسي منه وهو كان من المفترض أن يدعم الاستقرار في المنطقة ولم يحدث هذا، لأن إيران دعمت الميليشيات الإرهابية في العراق وسورية ولبنان واليمن وطورت الصواريخ البالستية وهددت أمن المنطقة وأصبحت مصدر تنقل هذه الصواريخ للتنظيمات الإرهابية كميليشيات الحوثي في اليمن، أما الهدف الثاني كان هناك فقرات كثيرة في الاتفاق كانت من الممكن أن تمكن إيران في مرحلة مستقبلية من تطوير البرنامج لأغراض عسكرية على غرار ما يسمى بمبدأ الاستفادة الذي يتيح رفع بنود عن أنشطة إيران النووية في غضون عشر سنوات وهذه البنود كانت لا بد أن تقف عندها إدارة الرئيس الأميركي ترمب ولا تعود إلى إعادة التفاوض بل الانسحاب، والتوقعات المقبلة للعقوبات على إيران من أميركا ليست جديدة هي عقوبات أميركية كانت مفروضة على إيران أصلاً وتم تعليقها بناء على الاتفاق النووي من خلال الإدارة الأميركية السابقة كنوع من حسن النية ودعم لمواصلة العمل على الاتفاق وفي الوقت الحالي تفرض العقوبات من جديد من إدارة ترمب وهي تخص قطاع النفط، وكذلك البنوك والاتصالات ومنع إيران نهائياً من التعامل مع الدولار أو الدخول للنظام المالي الأميركي، وقال د. ناجي إن هذه العقوبات شديدة على إيران لأنها ستضرب الاتفاق النووي بقوة حتى لو استمر العمل به مع الدول الأوروبية وأيضاً الصين، لأن كثيراً من الشركات الأوروبية والشركات الأجنبية بشكل عام ستتردد وتخشى أن تعمل مع إيران تخوفاً من مواصلة عقوبات أميركية مقبلة والرئيس ترمب يتعامل مع إيران بشكل جاد وضاغط لأنها مصدر تهديد للمنطقة وحلفاء أميركا، وهذه الضغوط ستنتج تغيراً في سلوك إيران، لأن إيران دائماً عندما تشعر بالخطر تحاول أن تغير نفسها، مشيراً إلى أن إسرائيل تدك قواعد إيرانية في سورية وها هي لم تتمكن من الرد، فقط نسمع أصواتاً دون فعل من الحكومة الإيرانية وكذلك المعممين الموالين لنظام ولاية الفقيه، وعلى ذلك قبل أيام يذكر خطباء طهران أنهم سيجعلون إسرائيل رماداً ولم يفعلوا أي هجوم على القواعد الإسرائيلية، ولا تستطيع أن تواجه إسرائيل أو أميركا فهي تستهدف الدول العربية والإسلامية فقط، وشدد ناجي على أن نظام ولاية الفقيه يواجه أزمة حقيقية وأقوى وأخطر أزمة منذ تأسيسه وها هي مطالب المكونات الأخرى في إيران والتظاهرات والاحتجاجات من القوميات، وكذلك لديه أزمة إقليمية في علاقاته مع دول المنطقة متوترة جداً، ومعظم دول المنطقة مستاءة ورافضة لتوجهات هذا النظام الذي يهدد أمنها واستقرارها، مؤكداً أن النظام الإيراني يواجه مشكلة حقيقية ولن يستطيع أن يواجه هذه المرحلة «الأزمة» بسبب سياسته الناكرة والنافية وإصراره على تدخلاته في المنطقة. Your browser does not support the video tag.