بعد جولة من القصف الإسرائيلي المكثف مساء الأربعاء، استهدف مواقع لميليشيات إيران في سورية، أطلقت إيران الخميس نحو 20 صاروخا على مواقع إسرائيلية في منطقة مرتفعات الجولان على الحدود مع سورية لتتصدى منظومة القبة الحديدية للدفاع الصاروخي في إسرائيل للصواريخ التي سقطت قبل أن تضرب أي أهداف. رداً على الخطوة الإيرانية، أطلقت إسرائيل ضربات صاروخية ضد عشرات المواقع الإيرانية في سورية، حيث زعم الجيش الإيراني أن ثلاثة أشخاص قتلوا في الضربات، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف الإسرائيلي قتل 23 إيرانيا على الأقل. كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان أن الضربات دمرت «تقريباً جميع» المواقع العسكرية لإيران في سورية. وقال «إذا كان هناك أمطار من جانبنا، سيكون هناك فيضان على جانبهم» مضيفاً «آمل أن ننتهي من هذه الجولة وأن يفهمها الجميع». وألقت إسرائيل باللوم في الضربات التي استهدفت أراضيها على الحرس الثوري الإيراني وتحديداً فيلق القدس، لتنفي إيران من جانبها قيامها بأي تحرك ضد إسرائيل من سورية ملمحة إلى أن من قام بالهجوم كان جيش النظام السوري. ونقلت صحف مقربة من الحكومة الإسرائيلية أن روسيا أبلغت إسرائيل عن تحضير الإيرانيين لهجمات ضدها كما حذّر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف نظيره الإيراني عباس أراغتشي الأربعاء من استمرار التصعيد ضد إسرائيل. من جهتها قالت صحيفة هآرتس إن ضربات إسرائيل الخميس ضد مواقع لإيران في سورية كانت الأعنف على الإطلاق منذ حرب 1973، وجاءت هذه الهجمة العنيفة بعد أيام من اجتماع نتنياهو وبوتين في موسكو في يوم النصر عشية إعلان الرئيس ترمب عن قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني. وبحسب محللين للصحيفة فإن طريقة الاستقبال الخاصة جداً وغير المسبوقة التي أعدها بوتين لنتنياهو تشي برغبة بوتين الكبيرة باسترضاء إسرائيل لتبدأ بعد اللقاء الروسي - الإسرائيلي الودّي بساعات الضربات الصاروخية الإسرائيلية العنيفة ضد مواقع لإيران في سورية وتقول هآرتس إنه كان من المستحيل أن نرى هذا الاستقبال الحار لنتنياهو في روسيا لو لم يكن بوتين راضيا عن ضرب ميليشيات إيران. كما نقلت صحيفة «إزفيستيا» الروسية الجمعة عن أحد كبار مساعدي الكرملين قوله إن روسيا لا تجري محادثات مع الحكومة السورية بشأن تزويد دمشق بمنظومة صواريخ أرض - جو الدفاعية s-300. وكانت روسيا قد ألمحت الشهر الماضي صراحة إلى أنها ستزود رأس النظام السوري، بشار الأسد، بسلاح متطور للدفاع الصاروخي وكان وزير الخارجية سيرغي لافروف قد صرح بعد الهجمات الأميركية على النظام السوري أن الضربات أزالت أي التزامات أخلاقية كانت تتمسك بها روسيا لحجب الصواريخ عن الأسد، وقد تبدأ عملية التسليم قريباً. ويعد تراجع الروس عن وعدهم انتصاراً دبلوماسياً حققه نتنياهو خلال زيارة قصيرة لموسكو أوحى الصمت الروسي عن القصف الإسرائيلي العنيف بأنها زيارة آتت أكلها. ومنذ بداية التدخل الروسي في سورية، كان بوتين قد صرح أكثر من مرة بأنه لا يرغب بأي صدام في العلاقات مع إسرائيل وبحسب دبلوماسي روسي رفيع المستوى «يعلم بوتين أن لاعبا واحدا بإمكانه تدمير إنجازاته والقضاء على الأسد ببضعة ضربات لا أحد سيمنعه عنها وهو نتنياهو لذا يحاول استرضاءه باستمرار». الآن، ومع إلغاء صفقة نووي إيران باتت الاصطفافات واضحة، وصار على بوتين الاختيار بين التفرج على المقاتلات الإسرائيلية -أميركية الصنع- وهي تدمر الأسلحة السورية المهترئة -روسية الصنع-، أو حسم الأمر من خلال صفقة ما مع إسرائيل يتوقع من خلالها أن ترضى إسرائيل ببقاء الأسد والسماح لبوتين بالحفاظ على انتصاراته مقابل التخلي نهائياً عن الوجود الإيراني. والتخلي عن الوجود الإيراني كما يعلم أي مراقب لسيرة الحرب السورية خلال 7 سنوات يعني انهيار قوات الأسد التي بات أصغر فصيل في سورية قادر على مجابهتها حين لا تكون بصحبة ميليشيات إيران. جنود إسرائيليون على دباباتهم قرب الحدود السورية في مرتفعات الجولان (رويترز) Your browser does not support the video tag.