بعد سبع سنين عجاف، عاد حزم الصمود إلى موقعه بين الكبار، وأصبح رقما جديدا في الدوري السعودي للمحترفين، بعد موسم كروي متذبذب العطاء الفني، فمن الانطلاق السريع والإيجابي حتى مباراة الوحدة في الدور الثاني والفرح المبكر، إلى بدء نزيف النقاط، الذي لم تنفع معه المسكنات، حتى وجد الفريق نفسه في دائرة منافسة مع زميله الطائي، من خلال التقارب النقطي، وهو ما جعل عُشاق الفريق يضعون أيديهم على قلوبهم، ويشعرون بأن جهدهم ذهب سدى، وربما يدخلون الملحق ودهاليزه، إلى أن جاء مسك الختام عبر بوابة المجزل، وأعلن الفرح بالصعود بعد أن تعثر الطائي في محطة هجر .. فالنهايات جمالها بالخواتيم الإيجابية .. نبارك لحزم «الصمود» وفرسان مكة الصعود، و»هاردلك» للبقية، والمؤكد أن قصة الصعود فيها دروس وعبر .. فالمباريات تبقى «قمما» ومهمة، وأن نزيف النقاط بسبب الاستعجال والإفراط في الثقة وإعلان الصعود المبكر، كاد الحزم أن يدفع ثمنه غاليا؛ بسبب الاسترخاء وضعف الأداء الفني، وبالتالي الندم والحسرة على ما فات. «إدارة جاذبة» لم يكن لنادي الحزم أن يعلن الأفراح والليالي الملاح في صعوده لدوري المحترفين، إلا بعد أن قدم جهدا كبيراً وعملاً جباراً خلال الموسم إدارياً وفنياً، وأرى أن الفريق لو لم يحالفه حظ الصعود هذا الموسم فسيبقى محبطاً؛ لأنه موسم استثنائي في تقارب الشرفيين وحضورهم ودعمهم، وكذلك الجمهور المساند الذي وقف مع «فريقه» حتى خارج أرضه، وكان يمني النفس بحلم الصعود.. أما إدارة عبدالله المقحم الشابة، فقد تعاملت بكل ما في جعبتها من فنون الإدارة؛ حتى صنعت بيئة جاذبة، ووفرت للاعبين أجواء اجتماعية ونفسية، وأسهمت في عطاء جميل داخل المستطيل الأخضر. «وقفة فهد المالك» يبقى فهد بن حمد المالك رئيس أعضاء شرف الحزم وأبناؤه الرقم الصعب، والداعم الكبير، والمنقذ في الأزمات، وفهد عشق الحزم لاعباً وشرفياً، وأعطى بلا حدود ولا منة، وحمل هَمَّ «فخر الرس»، ووُجِد في أكثر من لقاء متحاملاً على ظروفه الصحية التي مر بها، وشاركه في الوقفات والدعم ابنه سلمان. سياسة فهد المالك الشرفية كانت نبراسا لأعضاء شرف اقتربوا من النادي بالدعمين المعنوي والمادي، ومنهم المهدي والخليفة والضويان والعواجي والقبلان والعايد وسعود المالك والقائمة تطول، ناهيك عن المتابعة المستمرة من محافظ الرس محمد العساف ووكيله بدر العساف، اللذين كانا على تواصل مستمر مع إدارة الحزم حتى تحقق حلم الصعود. «الحزم في انتظار دعم المستشار» ها هو الحزم يعاود الصعود، ويواجه الكبار في ملعبه، وجماهيره توجه النداء لمعالي مدير عام الهيئة العامة للرياضة المستشار تركي آل الشيخ، والجميع على ثقة كبيرة بأن الحزم سيكون له نصيب من وقفاته المشهودة، ودعمه اللامحدود لكل الأندية السعودية، ولن تكتمل فرحة الحزماويين إلا بدعمه وتلبيته احتياجات النادي، خصوصا إعادة النظر في الوضعية الحالية لمدرجات ملعب النادي المتواضعة، التي تحتاج إلى تحسين في شكلها وإنشائها، وأن تستبدل بالمدرجات الإسمنتية مقاعد مريحة. «همسة» أن تصعد فهذا جميل، والأجمل أن تعرف كيف تبقى في دائرة الكبار، وتكون ندا قوياً وفاعلاً من غير أحلام وردية، لكن على إدارة الحزم أن تخطط وتفكر في البقاء في المناطق الدافئة؛ حتى يقوى عظمها وتنضج فنياً، والمرحلة المقبلة ستكون الفاتورة عالية، وتحتاج إلى مضاعفة الموارد المالية، والبحث عن جهاز فني متمكن ومحترفين محليين وأجانب على مستوى عال كما فعل الفيحاء، الذي غيّر جلد «الأولى» بالكامل وبقي مع الكبار، وأن يكون هناك حضور شرفي مميز .. وعمل احترافي. Your browser does not support the video tag.