سُحبت يوم الجمعة الماضي قرعة نهائيات بطولة كأس آسيا 2019 للمنتخبات في الإمارات خلال يناير المقبل، ووضعت المنتخب السعودي الأول لكرة القدم على رأس المجموعة الخامسة مع قطر ولبنان وكوريا الشمالية، وإذا ما علمنا أن كل مجموعة يتأهل منها الأول ووصيفه وأفضل أربعة منتخبات حصلوا على المركز الثالث من أصل ستة مجموعات، فإن تجاوز "الأخضر" إلى الدور التمهيدي أمر منتظر ومتوقع ولكن ماذا بعد؟ المنتخب السعودي الفائز باللقب في ثلاث مناسبات والوصيف في مثلها مر بفترة فراغ كبيرة في العقد الأخير ويكفي أن نتذكر أنه في آخر مشاركتين آسيويتين لم يتجاوز دور المجموعات في مشهد لا يليق أبدًا بقيمة ومكانة المنتخب السعودي على المستوى القاري لذلك سيكون الرهان كبيراً في يناير المقبل على "الأخضر" الذي استعاد جزءاً من عافيته وسيكون حينها عائداً من مشاركة مونديالية غاب عنها أيضاً مرتين متتاليتين لذلك فإن سقف الطموح سيكون مرتفعاً في هذه المشاركة. الأخضر ينتظره استحقاقان عالمي وقاري في ظرف خمسة أشهر فقط ولو نظرنا بمنطق وحكمة لواقعه فإن مجرد العودة للمشاركة في كأس العالم منجز بحد ذاته والمشاركة المشرفة هي سقف الطموح حينما نكون هناك في روسيا، لكن الأمر يختلف تماماً في الإمارات ف"الأخضر" سيخوض غمار بطولة آسيا وهو مرشح للفوز بها ولن يقنعنا أقل من المنافسة بقوة على اللقب. وكنت أتمنى عدم المساس باستقرار المنتخب فنيا وتجديد عقد الهولندي بيرت مارفيك لأننا أمام استحقاقات مهمة لكن تلك صفحة طُويت والأهم أخذ العبر منها فالمدرب الحالي خوان بيتزي يجب أن يستمر إلى ما بعد كأس آسيا 2019 مهما كانت نتائج المنتخب في كأس العالم فالفاصل الزمني بين المشاركتين خمسة أشهر فقط ولا يوجد مساحة لمزيد من التغييرات. السطر الأخير باستثناء إيران المستقرة تدريبياً مع كارلوس كيروش، كل المنتخبات المرشحة للفوز بكأس آسيا لا يمرون بفترة جيدة، فاليابان صاحبة الأربعة ألقاب أقالت مؤخرًا مدربها خليلوزيتش وعوضته بالمدرب الوطني أكيرا نيشيو، وأستراليا حاملة اللقب ليست بأفضل حال فهي بدورها أقالت بوستيكوجلو وعوضته بفان مارفيك بعد أن صعدت إلى المونديال بمعاناة كبيرة ومن بوابة الملحق، وكوريا الجنوبية وصيفة النسخة الماضية عانت قبل بلوغ المونديال وستستقبل الاستحقاق القاري بمرحلة شك كبيرة، وأخيرًا الإمارات صاحبة الأرض والمتحفزة لخطف اللقب لا يبدو أنها في حالة فنية جيدة بعد عروض غير مقنعة مع الإيطالي الخبير ألبيرتو زاكيروني، إذا كان كل هؤلاء لا يعيشون أفضل أيامهم لماذا لا ل"الأخضر" وهو صاحب التاريخ العريض في هذه البطولة تحديدًا؟ Your browser does not support the video tag.