أقدم تنظيم داعش الإرهابي فجر أمس على اغتيال مرشح للانتخابات التشريعية بالرصاص جنوب الموصل في شمال العراق، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها التنظيم عن عملية اغتيال مماثلة. وبعد أقل من 24 ساعة من حادثة الاغتيال، اختطف ثلاثة أشقاء لمرشحين اثنين عن قائمة النصر التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي غربي الموصل. وأفاد مدير ناحية القيارة صالح الجبوري أن مسلحين «اغتالوا فجراً المرشح عن قائمة ائتلاف الوطنية فاروق زرزور الجبوري بالرصاص بعدما داهموا منزله» في ناحية اللزاكة بمنطقة القيارة الواقعة على بعد 70 كلم جنوب الموصل. وأكد مصدر طبي في مدينة الموصل، استلام جثة الجبوري الذي يترشح للمرة الأولى إلى الانتخابات على اللائحة التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق إياد علاوي. بدوره، أشار مصدر أمني بمحافظة نينوى إلى أنه «تم اختطاف الأشخاص الثلاثة من مناطق عملهم غربي الموصل». وأوضح النقيب محمد سمير أنه تم اختطاف زكي وظافر، شقيقي المرشح أحمد محمود، من بلدة بادوش (25 كلم غرب الموصل)، وتم اقتيادهما إلى منطقة مجهولة. وأضاف أنه تم أيضاً اختطاف أنور جمعة شقيق المرشح حامد جمعة خلال تواجده بمنطقة النهروان في الموصل. تجدر الإشارة إلى أنه رغم إعلان العبادي في 21 من ديسمبر إنهاء وجود داعش عسكرياً في العراق، فإن عناصر من التنظيم لاتزال تشن هجمات من حين لآخر في البلاد. ومن المقرر أن تُجرى الانتخابات العراقية السبت المقبل. وعقب الانتصار على تنظيم داعش يرى الخبير الأمني الألماني ماركوس ريتر أن العراق أمامه مهمة كبيرة في إعادة هيكلة جهازه الأمني. وقال ريتر، الذي يرأس بعثة الشرطة التابعة للاتحاد الأوروبي في العراق إن التحدي الأكبر في ذلك هو تقليص الجهاز الأمني لأن الحكومة العراقية ليس بمقدورها وحدها تمويل هذا الجهاز، مردفاً: «هنا يوجد أسلحة كثيرة للغاية وقوات مدججة بأسلحة كثيرة جداً». وتحت قيادة ريتر يقدم فريق مكون حالياً من 35 خبيراً من دول أوروبية مختلفة المشورة لوزارة الداخلية العراقية ومكتب مستشار الأمن القومي. وتنتهي مدة البعثة المحددة لعام واحد في منتصف أكتوبر. وبحسب بيانات ريتر، فإن الشرطة العراقية مؤسسة إلى حد كبير الآن على نحو شبه عسكري، لأن عملها مركز بالكامل على مكافحة داعش، لافتاً إلى أن الوضع الأمني في العراق تحسن على نحو واضح بوجه خاص منذ الانتصار على التنظيم. وأكد ضرورة توفير فرص اقتصادية مستقبلية لعناصر الأمن التي ستخرج من الخدمة، وقال: «لقد قاتلوا من أجل البلد... سيكون أمراً سيئاً إذا انزلقوا إلى البطالة». Your browser does not support the video tag.