عقد بعد عقد، تكشف جماعة الإخوان الإرهابية، عن وجهها القبيح، الذي اعتاد الكذب والخداع في حق البلاد والعباد، فبالتزامن مع مرور تسعة عقود على نشأة تلك الجماعة الإرهابية، ظهرت مبادرة أطلقها الإخواني المنشق، أو هكذا وصف نفسه د. كمال الهلباوي، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، للتصالح مع الجماعة الإرهابية. لاقت المبادرة ردود أفعال واسعة النطاق بين أوساط السياسيين والبرلمانيين في مصر، ووصفوها بأنها خبيثة وشاذة، وتنم عن رغبة في خدمة الجماعة الإرهابية، وإنقاذها بعد حصارها الشديد في الداخل والخارج المصري. وعلق الخبير الأمني فاروق المقرحي على تلك المبادرة، بأنها دعوة للتصالح مع عصابة إرهابية، أهدرت دماء المصريين وأزهقت أرواحهم، مؤكداً عدم جواز التصالح مع تلك الجماعة الإرهابية، كما أن التعاطف معها يمثل نوعاً من الانتماء والانضمام إليها. وأضاف المقرحي أن مؤسس الجماعة في عشرينيات القرن الماضي حسن البنا، يمثل رأس الإرهاب، وكل من سار على دربه، معتبراً أن الهلباوي صاحب المبادرة لم ينسلخ عن الإخوان، وأنه مازال ينتمي إليها، مطالباً بضرورة فصله من المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر. وأكد الخبير الاستراتيجي اللواء جمال أبو ذكرى، أن جماعة الإخوان الإرهابية تمثل خطراً ليس فقط على مصر، ولكن على الدول العربية جميعها، مدللاً على ذلك بالأحداث الإرهابية التي كانت الجماعة سبباً فيها، والتي تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. وقال إن الدعوة للمصالحة مع الجماعة مرفوضة وتنم عن خبث واضح في الأهداف، مشيراً إلى أن القانون صنف الإخوان على أنها جماعة إرهابية، ولا يجوز التصالح معها، بعد أن كانت سبباً في سفك دماء الشهداء من أفراد الجيش والشرطة والمدنيين أيضاً، مشدداً على أن المصالحة مع الإخوان هدفها إنقاذ الجماعة بعد أن تمت محاصرتها، داخل مصر بفضل القوات المسلحة والشعب، وخارجياً بدعم الدول الرافضة للإرهاب الإخواني. فيما اعتبر عضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان د. عماد جاد، مبادرة المصالحة مع الإخوان، بأنها تمثل ضرباً لمفهوم الدولة، نظراً لما تحتويه المبادرة من أفكار شاذة، مؤكداً أن الدولة أكبر من أن تتصالح مع جماعة حملت السلاح في وجهها وهو أمر لا يمكن للدولة أن تتصالح معه. وأشار المحلل السياسي محمد أبو الفضل، إلى أن المبادرة التي تم إطلاقها مؤخراً من جانب القيادي الإخواني السابق كمال الهلباوي، ليست الأولى ولكن كانت هناك تلميحات بمثل تلك المبادرة، من جانب بعض السياسيين والحقوقيين. وأوضح أن كل تلك المبادرات، والدعوة لها، لا تأتى إلا من جانب جهات وشخصيات اتسمت بالتعاطف مع الإخوان، وعاشت في كنفها، مما يؤكد أن هناك خلايا إخوانية نائمة، تريد اللعب على الجانبين، فتبدو للعيان أنها رافضة لها ولممارساتها، حتى تحظى بتأييد الرافضين لتلك الجماعة الإرهابية، في الوقت الذي تدعم فيه الجماعة، سراً، وتعمل لصالحها. وعد أبو الفضل، أن من تربى في كنف الجماعة الإرهابية لعقود لا يمكن له أن ينسلخ عن الجماعة، أو يتخلى عنها، في إشارة إلى الهلباوي، وغيره من الذين يرفعون شعار أنهم انشقوا عن الجماعة. Your browser does not support the video tag.