رفضت جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة الوساطات والمبادرات التي تقدم بها عدد من الشخصيات العامة، وأعضاء بالحكومة في محاولة لنبذ العنف، كان آخرها مبادرة الخبير الدستوري أحمد كمال أبوالمجد، ليأتي رد الجماعة على لسان أحد أبرز قيادييها في الوقت الحالي الدكتور محمد علي بشر، بأن أي خطوة للحلول النهائية لا بد أن تكون في إطار عودة مرسي ودستور 2012، الأمر الذي أثار ردود أفعال غاضبة لدى الأوساط السياسية في مصر. واعتبر سياسيون تحدثوا إلى "الوطن"، أن هذا الرد تحدٍ واضحٍ لإرادة الشعب، وانتقام من الدولة، واعتراض على عزل الرئيس السابق محمد مرسي عقب ثورة 30 يونيو، مؤكدين أن أعضاء الجماعة ما زالوا منفصلبن عن الواقع. بداية تقول النائب السابق لرئيس المحكمة الدستورية العليا، المستشارة تهاني الجبالي، إن أي حديث عن مصالحات ومبادرات يخوضها أي كان مع الجماعة المحظورة، هو أمر مرفوض تماماً، مشيرة إلى أنه ليس من حق أي فرد أن يفاوض على دماء الشعب، لافتة إلى أن ردهم هذا ما هو إلا دليل على أنهم ما زالوا منفصلين عن الواقع. وأشارت الجبالي إلى أن الإخوان يصرون على استمرار مسلسل العنف والدم، بدليل رفضهم الأخير للمبادرة، لافتة إلى أن الحديث عن مصالحات معهم هو إهانة للشعب المصري الذي لفظهم، وبالتالي لا يحق لأحد التحدث باسم المصريين الرافضين لتلك الجماعة أصلاً. من جهته، أكد المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، أبو العز الحريري، إنه كان من الأفضل أن تعلن جماعة الإخوان صراحة رفضها لمبادرة "أبو المجد" منذ بداية الإعلان عنها، بدلاً من التلاعب بالمصطلحات والتأكيد على أنهم سيعرضونها على أعضاء الجماعة، على رغم تأكيدهم في نفس البيان على تمسكهم بالشرعية الدستورية. وشدد الحريري على رفضه للمبادرة وأي محاولة تدعو أو تمهد للتصالح مع الإخوان "لأنهم جماعة إرهابية روعت الشعب، وانتهكت حرمة المساجد، واعتدت على أفراد أمن مسالمين، وأحرقت منشآت عامة، فكيف نقبلها بعد ذلك تعيش بيننا؟". إلى ذلك، أكد الباحث في الشؤون السياسية عمار علي حسن أن تمسك الجماعة بما يسمونه "الشرعية الدستورية" المتمثلة في عودة مرسي، تؤكد أنها تعاني من انفصال عن الواقع، وهي أزمة يعاني منها المتطرفون، مشيراً إلى أن شباب الجماعة اكتشفوا مع مرور الوقت حقيقة جماعتهم، وتوقع أن يبتعدوا عن قياداتهم الملوثة خلال الفترة المقبلة. من جهته، أكد مساعد رئيس حزب "المصريين الأحرار" الدكتور محمود العلايلي، أن رفض "المحظورة" التصالح مع الدولة واستقوائها بالخارج، خاصة عقب قرار الإدارة الأميركية بتعليق المعونة لمصر، ودعوة أعضائها بأميركا للتظاهر في نيويورك ضد مصر، يؤكد أنها جماعة انتهازية ووصولية تسعى إلى مصالحها الشخصية فقط، وتحاول الضغط على الحكومة وجذب نظر الغرب نحوها على أنهم أصحاب قضية، وهذه المؤامرات مبرر كاف للشعب بأن لا يسمح بقبول أي مبادرات أخرى للتصالح معهم. وكان القيادي الإخواني الدكتور محمد علي بشر، قد أصدر أمس بياناً، كشف فيه عن تفاصيل اللقاء الذي جمعه وعددا من أعضاء التحالف مع الخبير الدستوري الدكتور كمال أبو المجد، حيث أكد أن الأخير لم يطرح مبادرة، ولكن أسس لتهيئة الأجواء لحوار وطني يقوم على الإفراج عن المعتقلين والمساواة بين جميع الشهداء والمصابين، والإبقاء على دستور 2012 مع التأكيد على حاجته لتعديلات، مشيرا إلى أنهم وعدوا بمناقشة هذه الأسس، لكنهم أكدوا له أن الحل النهائي للأزمة السياسية الراهنة لن يكون إلا بالعودة للشرعية الدستورية، لأنهم لا يملكون التنازل عنها وتجاهل المواطنين المؤيدين لها، على حد قوله. إلى ذلك، ضرب زلزال قوي بلغت شدته 8ر6 درجات على مقياس ريختر أمس، جزيرة كريت اليونانية بالبحر المتوسط شعر به سكان العاصمة المصرية القاهرة وعدد من المدن المصرية. وقال رئيس المعهد القومي المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية حاتم عودة إن مركز هذا الزلزال يقع في غرب جزيرة كريت بالبحر المتوسط وتوقيت حدوثه كان في الساعة الثالثة و11 دقيقة و52 ثانية على عمق 8ر11 كيلومترا من سطح البحر.