تنطبق مقولة «العلم في الصغر كالنقش في الحجر» على الفنان فيصل العمري الذي عرف الغناء في عمر الخامسة ومثّل المملكة في الحفلات السنوية للمدارس وغنّى «أنا الخليجي»، وارتقى سلم الفن درجة درجة حتى أصبح اليوم من أهم الأسماء الشابة في ساحة الأغنية السعودية، يقول: «لم أكن أعرف بالضبط كيف تم اختياري، ولكني في ذلك الوقت كنت أدرس في مدارس الثغر بجدة، وكنت أتعلم بها في قسم الموسيقى واستمررت على ذلك حتى أصبحت من المغنيين الأساسيين، وفي المرحلة المتوسطة بدأت أغني بشكل جماهيري، وتقبل المدرسون غنائي وحضوري على المسرح، وعلى ما أذكر غنيت «مصدر أحزاني» ونفذنا ثلاث حفلات سنوية، حتى وصلت للمرحلة الجامعية التي توفي فيها «صوت الأرض» طلال مداح -غفر الله له-، وأسس أحد الأصدقاء موقع طلال وانضممت للإدارة مبكراً، ثم اقترحت أن نقيم حفلة سنوية وافتتحتها بأغنية «ياللي جمالك». التدرج الفني الذي مرّ على العمري، فاجأ الجميع حتى وصل إلى فكرة تنظيم أول حفل غنائي، وحسب ما يقول: «كنت أول فنان يصعد على المسرح بعد انقطاع الحفلات عن المملكة قرابة «12» عاماً في مهرجان «نغمات ثقافية» بالرياض، كما قدمت في نادي الطرب حفلات متكررة منها «حجازيات» و»حجازيات2» و»روائع البدر» وغيرها بتذاكر رسمية وحضور الأسر، وما لا يعرفه البعض أنني الفنان الذي ساهم في إعادة الحفلات التجارية ودخول الأسر لها مبكراً». يرى العمري أن مقولة «الفنانون الكبار يدعمون الفنانين الشباب» غير صحيحة أو على الأقل غير دقيقة، وذلك «لأن الفنان لا يدعم فناناً، باستثناء طلال مداح -رحمه الله- الذي خالف هذه العادة وقدم محمد عبده، وسراج عمر، وابتسام لطفي، وعبادي الجوهر، وغيرهم، لكن هذا الاستثناء، أما القاعدة فهو أن الدعم ليس واجباً على الفنان حسب اعتقادي!، بل هو من واجبات المؤسسات المعنية التي تقود دفة الثقافة في البلد، كما حدث في السابق مع مسرح التلفزيون وجمعيات الثقافة وبرامج مثل «وتر وسمر» وغيرها». ويطالب العمري بدعم أكبر للفن الغنائي بألوانه المختلفة «ومن أجل تحقيق هذا الهدف قمت بتقديم أفكاري للنادي الأدبي على مسرح الكورنيش الذي يتسع لألف متفرج، ومن خلاله نستطيع تقديم أمسيات فنية بلمحات ثقافية «روائع الفصحى» و»يماني حجازي» و»روائع الفلكلور»، فلدينا موسيقى لا يشبهها أحد، ومن المزايا أن هذه الموسيقى والألوان ذات طابع وتنقلات جميلة تسمعها وتعرف أنها سعودية ومن أي منطقة، حتى في الأغاني الشعبية هناك تنوع مهول وألحان ابتكارية تستحق الاحتفاء». مشيداً بالأغنية الشعبية «فهذا الفن هو الذي بقي من الماضي ويستطيع الناس تأديته بعفوية لأنه مزروع في الوجدان، ولو طوينا السنين الماضية لوجدنا بشير شنان -رحمه الله- وغيره في نجد وفنانين آخرين في المنطقة الشرقية والشمال، ابتكروا من واقعهم وألوانهم ألحاناً مازالت تطرق حتى يومنا هذا». طلال مداح «رحمه الله» بشير شنان «رحمه الله» Your browser does not support the video tag.