من ارض الحجاز و بالتحديد من قلب مكة ، حينما بزغ نجم الفنان السعودي عبد الله محمد (رحمه الله) حيث اشتهر بصوته الجهور و أدائه المميز جدا للموال والمجس الحجازي، في ذلك الوقت أصبح السعوديون يرددون أغاني عبد الله محمد التي كان يقدمها في مسارح مكة و الطائف مثل : "أيه ذنبي ليه بس يا اسمر" وأغنية "حيران وليا سنة" و"ياللي أسراري معاك" وكذلك يعتبر من اوائل من قدموا الدويتو عربيا مع اللبنانية (نزهة يونس) في أغنية "الحب و انته و أنا" وقدم الأغاني منها "يا ساري الليل و هارب من جراحك"، و الكثير من الأعمال الغنائية التي تفوقت في حينها وقدمت طابع الأغنية والتراث السعودي .عبدالله محمد من مواليد محافظة الطائف ( 1930م ) وعاش طفولته هناك، ويعتبر من اوائل الفنانين السعودي في الغناء على المسرح وفي لبنان حينها، ويذكر انه من معلمي الفنان طلال مداح رحمه الله حيث ذكر طلال مداح في إحدى المقابلات التلفزيونية انه اخذ من الفنان عبد الله محمد أصول الغناء عند ما كان طلال في بداية مشواره الفني ، وبعد ان أصبح طلال فنانا مشهورا كان دائما ما يصطحب الفنان عبد الله محمد والفنان فوزي محسون رحمهم الله إلى إحياء الحفلات التي كانت تقام في تلك الفترة مشكلين ثلاثياً غنائياً جميلاً ولحن عبد الله محمد لطلال سويعات الأصيل و من عيوني و يا صاحبي و صفالي حبي التي تعد من أوائل الأغاني التي رسمت شكل الأغنية السعودية، و عندما جاء بعدهم الفنان محمد عبده الذي كان يردد أغاني طلال مداح ويقلده وقد تأثر بالفنان عبد الله محمد هو أيضا وتتلمذ على أغانيه و لحن له عبد الله محمد "بالمحبة" و"(وفي دينك)" و"لنا الله" و"لا تناظرني بعين"، و الأخيرتان اشتهرتا أنهما من الحان طارق عبد الحكيم و لكن كل متابعي ذلك الجيل أكدوا أن عبد الله محمد هو الملحن الأصلي لها، وتعد شخصية الفنان عبد الله محمد شخصية مرحة حيث عرف عنه حبه للمزح وبروعه في صنع المقالب على حد قولهما مع زملائه وكانت تتسبب أحيانا إلى خصام يؤدي بابتعاد البعض عنه. وقال الأستاذ عبدالله السلوم وهو اول من انشأ فرقة موسيقية في الرياض: (إن التواجد في حفلات الطائف خاصة في ذلك الوقت بعد عودة الملك سعود كانت على ثلاثة مسارح منها مسرح المنطقة الغربية وكان يصّدح بها الفنان عبدالله محمد وطلال مداح وغيرهما، الا ان عبدالله محمد كان نبعاً دفاقا من الانغام التي لا تهدأ، ولهذا كان الجميع يتلذذ بالاجتماع معه وسماعه)، ويعتبر عبدالله محمد من الفنانين الذين قاموا بتنويع اعمالهم وتوزيعها على المطربين حتى ان معظم الفنانين آنذاك قد تغنوا بالحانه التي مازالت تسمع إلى وقتنا الحاضر. وقد أمضى عبد الله محمد معظم حياته أعزب لم يتزوج إلا على مشارف الخمسين، وأصيب في آخر حياته بجلطة تسببت في شلل جزئي أبعدته عن الساحة الفنية حتى توفي في العام 1990م بمدينة جدة و مّر بضائقة مالية مما دفع بالأستاذ طلال مداح أن أنتج كاسيت خصص دخله لعائلته وتبع طلال الفنان عبدا لمجيد عبدالله بعد ذلك ، في خطوة تدل على مكانة هذا العملاق الكبير عبد الله محمد. و اللافت للانتباه أن أغان مثل (يا صاحبي و لنا الله و اسمر عبر) تردد إلى يومنا هذا رغم تلحينها قبل 50عاما تقريبا ، ليظل عبد الله محمد أسطورة نقية بالفن ومن الغناء الحي إلى يومنا هذا. عبدالله محمد له العديد من الاعمال التي خص بها التلفزيون السعودي وكذلك إذاعة البرنامج العام وإذاعة جده، ويعتبر من اميز الفنانين المتواصلين مع تلك الجهات الإعلامية إلا أن أغانيه قد غابت منذ زمن عن مسامع الجمهور، وهو الذي دائما ما يطرح هذا السؤال لماذا غيبت أعمال عبد الله محمد (رحمه الله) عن الجمهور.