أكد عضو الجمعية التاريخية السعودية د. سعود الخديدي أن أمنيته التي تمناها عندما دخل النادي الأدبي الثقافي بالطائف قبل عشرين عاماً قد تحققت حيث عزم أن يدخله مرة أخرى كمحاضر على منبره العريق. جاء ذلك في محاضرته التي أدارها د. يوسف العارف بحضور أكثر من تسعين مثقفاً ومثقفة، عن رحله المستشرق تشارلز داوتي إلى الطائف. واستهل الخديدي المحاضرة بالحديث عن المستشرقين الغرب ودوافع رحلاتهم إلى جزيرة العرب مشيراً إلى جانب الحب والكراهية لدى هؤلاء الرحالة حيث إنهم يحبون الجزيرة العربية بسبب نزول الكتب السماوية مثل التوراة والإنجيل بها ويكرهونها بسبب احتضانها لدين الإسلام وانتشاره انطلاقاً منها. وهذا كان الدافع بأن يقوم المستشرقون بدراسة الجزيرة العربية وتركيبتها السكانية. وقال: إن داوتي جاء إلى الجزيرة العربية في مرحلة حرجة وفترة تنافسية وصراعات بين الدول الغربية للاستيلاء على المنطقة العربية. مضيفاً: أن الهدف الديني كان هو الهدف الرئيسي لوصول الرحالة إلى جزيرة العرب، بهدف تخليص أهل الجزيرة العربية من الإسلام. واكد أنهم نقلوا بدقة متناهية تفاصيل الحياة الاجتماعية البدوية العربية في تلك الفترة من النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ولولاهم لاندثرت أخبار بدو الجزيرة العربية وما كان يدور من تفاصيل حياتهم في تلك الفترة. وزاد عندما جاء داوتي إلى الطائف أسمى نفسه خليل النصراني بعد نزوله بداية في سورية حيث تعلم اللغة العربية هناك حتى أتقنها لمده سنتين وانتقل من سوريا إلى معان بالأردن ثم إلى سيناء ثم دخل مع قوافل الحج إلى منطقه مدائن صالح حيث انفصل عن القافلة وأخذ يدرس النقوش بمدائن صالح ثم انتقل بعد ذلك إلى القصيم لينتقل بعد ذلك إلى الحجاز برفقة قافلة السمن المتجهة إلى مكةالمكرمة، ووصف وبشكل دقيق تفاصيل هذه الرحلة والعمل الاجتماعي والتنظيمي للقوافل. وعند وصوله إلى قرن المنازل كان ينوي الذهاب إلى جدة وأراد أن يستأجر أحد الجمالة، وعند وصوله إلى الزيمة وعلم أهل المنطقة أنه مسيحي ضربوه وحاولوا قتله. وذكر أن داوتي سجل مظاهر الحياة الاجتماعية ووصف أبنية الطائف ومجالسها وقام بدراسة النقوش والصخور الأثرية وبعض المساجد خلال الأربعة ايام مدة الرحلة. ثم غادر الطائف وألف بعد ذلك كتابه رحلات داوتي في الصحراء العربية. Your browser does not support the video tag.