يربط الدرب بين جنوب الجزيرة العربية وشمالها.. ويحتضن مسجد خالد بن الوليد احتلت الطرق البرية القديمة في المملكة حيزاً كبيراً من اهتمام الباحثين في تاريخ شبه الجزيرة العربية، ومن هذه الطرق يبرز الطريق المعروف باسم طريق التجارة القديم أو «درب البخور». وقد اكتسب الطريق شهرة واسعة، إذ سلكه جيش أبرهة الحبشي في حملته المشؤومة على مكةالمكرمة، ويطلق عليه أيضاً اسم أسعد الكامل أحد ملوك التبابعة «أبو كرب أسعد 385-420 ق.م»، في حين كانت مشروع حملات المسح والتوثيق وتبتير الأجزاء الواضحة والمحطات عليه الذي نفذته هيئة السياحة والتراث الوطني كأحد أكبر المشروعات منذ أربعة أعوام قد أسفر عن كشف وتوثيق أجزاء عديدة من الطريق، ابتداءً من حدود المملكة مع دولة اليمن الشقيق في أول المواقع والمسمى «رأس المحيشرة» حتى منطقة الباحة. وقال مدير إدارة التراث الوطني بهيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير سعيد القرني: إن هذا الطريق يُعد من أهم الطرق التجارية القديمة، والتي كانت تربط بين جنوب الجزيرة العربية وشمالها، حيث تنطلق من نجران باتجاه الشرق وآخر باتجاه الشمال، وهو المعروف ب«درب الفيل»، وما زالت أجزاء كبيرة من هذا الطريق مرصوفة بالحجارة، وقد أقيم على جنباته محطات لخدمة القوافل. وأضاف القرني أنه يمكن القول إن تاريخ نشأة هذا الطريق كان مع بداية الألف الأول ق.م، وهي الفترة التاريخية التي شهدت زيارة الملكة بلقيس للملك سليمان عليه السلام، واستمر استخدامه خلال الفترة الإسلامية كطريق للحج. واستطرد القرني أنه تم رصد 18 موقعاً بمحافظة ظهران الجنوب، وخمسة مواقع بمحافظة سراه عبيده، وموقع واحد بمحافظة خميس مشيط، و12 موقعاً بمحافظة بيشة، بإجمالي 36 موقعاً بمنطقة عسير. وختم القرني بأن التنوع التراثي في المواقع المرصودة يزيد من أهميتها، ابتداءً من الأجزاء الواضحة للطريق، والكم الهائل من النقوش، والتي تنتشر على واجهات الصخور والجبال التي يخترقها الطريق من كتابات سبائية وكتابات كوفية، والرسوم الصخرية التي تعبر في غالبيتها عن مشاهدات الإنسان وما كان ينتشر من حيوانات خلال تلك الفترة، فقام إنسان تلك الفترة بمحاكاة الطبيعة بالرسم على الصخور، وتم أيضاً رصد عدد من المحطات، والآبار التي تنتشر على الطريق، وهذا دليل على أن اختيار هذا الطريق وسلكه لابد من توفر الموارد المائية المهمة لسالكيه، كما تم رصد عدد من المنشآت الحجرية، وكذلك انتشار المساجد، حيث يقع مسجد خالد بن الوليد على الدرب في موقع يسمى الثويله، وأيضاً أعطى هذا المسجد أهمية كبيرة لهذا الطريق، والأحجار الميلية التي تم رصدها في محافظة بيشة، والتي كانت تحدد المسافات إلى مكةالمكرمة والمسافات بين المحطات. من جانبه، قال مدير هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير م. محمد العمره: إن عسير تمتلك مقومات حضارية كبيرة، ستكون إضافة للمنطقة بصفة خاصة والمملكة بصفة عامة، مضيفاً أن الهيئة تقوم بعدد من المشروعات سواء في التنقيبات والمسوحات الأثرية؛ لتسجيل عدد كبير من المواقع، والتي وصلت إلى 418 موقعاً أثرياً على مستوى المنطقة. الطريق يُعد من أهم الطرق التجارية القديمة أجزاء كبيرة من هذا الطريق مرصوفة بالحجارة استمر استخدام الطريق خلال الفترة الإسلامية كطريق للحج تاريخ نشأة هذا الطريق كان مع بداية الألف الأول ق.م كم هائل من النقوش والتي تنتشر على واجهات الصخور والجبال الطريق سلكه جيش أبرهة الحبشي Your browser does not support the video tag.