أعلن زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، في وقت مبكر من يوم السبت أن بلاده لم تعد بحاجة إلى تجارب الأسلحة النووية أو الصواريخ بعيدة المدى، وأنها ستغلق موقع التجارب النووية، وقال كيم في تصريح نقلته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية: "لقد أتمّ موقع التجارب النووية عمله"، وجاء إعلان كيم قبل أيام من اجتماع القمة المقرر مع الرئيس مون جاي إن في كوريا الجنوبية ولقاء آخر مرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورحب الرئيس ترمب بتنازلات الزعيم الكوري الشمالي على الرغم من أن كيم عزز الواقع الراهن وهو امتلاك كوريا الشمالية لقدرات صاروخية بعيدة المدى وقدرات نووية إذ لم يعلن عن التخلي عنها أو نزعها بل اقترح الاحتفاظ بها، وقال الرئيس ترمب "هذه الأخبار جيدة لكوريا الشمالية والعالم وتعتبر تقدماً كبيراً، وأتطلع للقائنا". كما أوضح مكتب الزعيم كيم أن كوريا الشمالية من خلال هذه المبادرة لم تعد مصرة على انسحاب القوات الأميركية من أراضي الجارة كوريا الجنوبية". من جانب آخر أبدى وزير الدفاع الياباني إتسونوري أونوديرا، الذي يزور واشنطن مخاوفه من القرار الكوري الشمالي، حيث أفاد وزير الدفاع بغموض الإعلان، إذ لم يتخلله أي حديث عن تعليق تجارب الصواريخ قصيرة المدى التي حاولت بيونغ يانغ استهداف اليابان بها أكثر من مرة، وأكد أونوديرا أيضا على أن التعليق كان أقل من المأمول، حيث لم يشمل نزع السلاح النووي، وقال "ما يتوقعه المجتمع الدولي هو أن تتخلى كوريا الشمالية عن كل أسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية بشكل كامل لا رجعة فيه". وذكر بيان الرئيس كيم الذي أعلن خلاله عن قرار التخلي عن التجارب النووية والصاروخية أن الوقت حان للتفرغ لبناء الاقتصاد الكوري الشمالي. "بتنا الان نمتلك ترسانة أسلحة قادرة على ردع أعداء الأمة وحان الوقت لبناء الاقتصاد" بهذه الكلمات برر كيم الابتعاد عن كل ما كانت تدور حوله كوريا الشمالية في الماضي، وهو تكديس السلاح والسعي لتهديد استقرار العالم به. لكن ما يزال الجدل في واشنطن دائر فيما إذا كان كيم سيقوم فعلاً بتفكيك ترسانته النووية للحصول على الحوافز التي يحتاجها لبناء اقتصاد الشمال المتهلهل وفي مقدمة ذلك الحصول على المساعدات الاقتصادية ومعاهدة سلام تنهي الهدنة الطويلة مع كوريا الجنوبية وضمانات أمنية أخرى من واشنطن. وفي تصريحات أطلقها جونغ سيوك وزير سابق في كوريا الجنوبية، قال إن كوريا الشمالية التي في مخيلة كيم تختلف عن تلك التي كانت في مخيلة والده، وأن كيم معجب بالعملاق الاقتصادي الآسيوي "الصين" ويرى أن كوريا الشمالية لا ينقصها شئ لتكون مثال صناعي مشابه. كما أشار لي: "كيم مستعد للمساومة على الأسلحة النووية من أجل تنمية الاقتصاد، ولكن بالطبع ليس لإطعام شعبه ثلاث وجبات في اليوم حيث لا يتوفر هذا لغالبية الشعب الكوري الشمالي". من ناحية أخرى يرى سونغ يون الخبير الكوري في جامعة نافتس، أن قرار كيم مجرد تكتيك قديم اتبعته كوريا الشمالية للحصول على بعض المكتسبات وخلط الأوراق، حيث لا مؤشرات على جدية في نزع السلاح النووي"، ويرى مسؤولون أميركيون أن التاريخ يعيد نفسه فيما يتعلق بالمسألة الكورية، حيث تعرّضت أميركا للغش مراراً من جانب كوريا الشمالية حول محادثات تخصيب اليورانيوم، لتنهار في نهاية المطاف كل الصفقات في العام 1994 عندما اتهمت الولاياتالمتحدة بيونغ يانغ بتخصيب اليورانيوم سراً كما دار الحديث حول صفقة أخرى في العام 2005 انهارت لاحقاً في نزاع حول كيفية التحقق من أن كوريا الشمالية جمدت برنامجها النووي، وفي العام 2012، أطلقت كوريا الشمالية صاروخ بعيد المدى بعد أن كانت قد وافقت على وقف التجارب الصاروخية لتنهي معاهدة أخرى لحل قضية شبه الجزيرة الكورية. Your browser does not support the video tag.