رصدت أجهزة الاستخبارات في الولاياتالمتحدة شحنات جوية مريبة بين إيران وسورية يشتبه بأنها قد تحتوي على أسلحة أو منظومات عسكرية. وقال مصدر بالإدارة الأميركية إن هذا النوع من الشحنات الجوية، وإن كان ليس بالمستغرب، إلا أن توقيته لفت انتباه أجهزة الاستخبارات باعتبار أنه يأتي بعد الضربات الجوية التي وجهتها كل من الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا في وقت سابق من الشهر الجاري. في غضون ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها أمس إن موسكو تعتزم تسليم أنظمة دفاعات جوية جديدة للنظام السوري في المستقبل القريب. وأضافت الوزارة أنها ستفحص صاروخ "توماهوك" الأميركي الذي حصلت عليه قوات النظام بعد الهجوم الأخير، من أجل تطوير الصواريخ الروسية. وعلى الأرض، كثفت قوات النظام السوري والمسلحون الموالون لها القصف على أحياء جنوب العاصمة دمشق أمس. وذكر مصدر في محافظة دمشق التابعة للمعارضة السورية أن قوات النظام اعتمدت على سلاح الجو وعلى سلاح المدفعية وراجمات الصواريخ بعد فشلهم في تحقيق تقدم على جبهة الحجر الأسود وتكبدهم خسائر كبيرة. ونقل ناشطون من مخيم اليرموك أن القصف الجوي على المخيم أوقع الثلاثاء ستة قتلى بينهم ثلاث نساء، إضافة إلى دمار كبير في مباني المخيم جراء قصفها بالطائرات الحربية السورية والروسية وصواريخ أرض أرض من نوع فيل، وتركز القصف في منطقة جامع الأقصى وشارع عطا الزير بالقرب من حديقة فلسطين. ودخلت العملية العسكرية، التي بدأتها قوات النظام، يومها السادس على أحياء الحجر الأسود والتضامن ومخيم اليرموك، وكذلك على أطراف بلدة يلدا التي تسيطر عليها فصائل المعارضة. وأكد المصدر أن الحصيلة الكليّة للقصف خلال الأيام الستة الماضية يقدر بحوالي 700 غارة جوية، و250 برميلاً متفجّراً، ومئات من صواريخ "أرض أرض" من طراز فيل وقذائف المدفعية والدبابات والهاون، مما أدى إلى مقتل 12 شخصاً موثّقين بالاسم، وقرابة 50 جريحاً، في صفوف المدنيين. وأشار إلى أن جثث ضحايا القصف لاتزال عالقة تحت الأنقاض وسط انعدام مقومات الحياة من ماء وغذاء ودواء. وفي محافظة درعا، بدأت فصائل المعارضة منذ أسابيع تعزيز مواقعها وتحصينها إثر أنباء عن حشد النظام لقواته استعداداً لهجوم قريب، بعدما حسم معركة الغوطة الشرقية، التي كانت تعد آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق. ورجح محللون أن تشكل محافظة درعا الوجهة المقبلة للنظام وحلفائه لأسباب عسكرية واقتصادية في آن معاً. وتسيطر فصائل معارضة على 70 % من المحافظة وعلى أجزاء من المدينة مركز المحافظة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. إلى ذلك، أفاد المرصد بأن طائرتين مسيرتين استهدفتا بعدة صواريخ مطار حميميم العسكري الذي تتخذه القوات الروسية كقاعدة رئيسية لها في سورية في محافظة اللاذقية. وأشار إلى أن المضادات الجوية الروسية استهدفت الطائرتين، ما تسبب بإسقاطهما، وسط استنفار تشهده قاعدة حميميم. من جهة أخرى، دعا الاتحاد الأوروبي روسياوإيران أمس إلى الضغط على النظام السوري للدخول في محادثات لإنهاء الحرب الدامية، فيما تعهدت جهات دولية مانحة بتقديم مليارات الدولارات لمساعدة المدنيين السوريين الذين يعانون من النزاع. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي إن موسكو وطهران، الحليفتان الرئيسيتان لنظام بشار الأسد، عليهما واجب المساعدة في وقف الحرب التي دخلت عامها الثامن. ويلتقي أكثر من 80 بلداً ومنظمات إغاثة ووكالات الأممالمتحدة في بروكسل في اليوم الثاني من مؤتمر حول مستقبل سورية الذي يختتم اليوم بعد أن حذر المبعوث الدولي الخاص لسورية من كارثة إنسانية وشيكة في منطقة إدلب التي يسيطر عليها المسلحون. وأصدر مديرو وكالات وهيئات الأممالمتحدة نداءً الثلاثاء يحث الدول المانحة على زيادة مساهماتها في النداء الإنساني السنوي للأمم المتحدة الذي تبلغ قيمته 9.1 مليار دولار لسورية والدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين السوريين، محذرة من أن 2.3 مليار دولار فقط تم تلقيها حتى الآن. Your browser does not support the video tag.