أكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الحد من التسلح النووي والأمن الدولي في عهد جورج بوش، والباحث -حالياً- في المعهد الوطني للسياسات العامة روبرت جوزيف، أن قناعة أوباما بإعطاء المزيد من المكتسبات لإيران عبر الاتفاق النووي سيساعد في وقف عنفها لم تكن في محلها، وقد أسهمت الموارد التي دخلت إيران بعد الاتفاق النووي في زيادة عنف النظام وطموحاته. وقال ل»الرياض»: إن القيود على نووي إيران هزيلة، حيث تتناقض تصريحات إدارة أوباما مع التصريحات الإيرانية حول القيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني ومدى جديتها. وتابع: المملكة والإمارات نجحتا في التأسيس لاستراتيجية طويلة الأمد ضد إيران، وصلت إلى الداخل الإيراني، حيث أظهرت التظاهرات الأخيرة أن النظام غير محصن وشعبيته متدنية جداً. ويتوقع أن العقوبات ضد إيران ستكون أمراً بديهياً في المرحلة المقبلة، وستقلل من موارد النظام بشكل كبير، وستزيد من فشله في التحكم بالشعب الإيراني الغاضب، والساعي للقليل من العدالة والحياة الجيدة بأبسط المعايير. ثلاثة سيناريوهات * ما أهم السيناريوهات المتوقعة أمام اتفاق إيران النووي؟ * السيناريوهات الأكثر توقعاً أن يتم الإعلان عن أن إيران غير متعاونة في البرنامج النووي، ولا أعتقد أنه خط سيتبعه النظام. وربما يرفض البيت الأبيض المصادقة على الاتفاق النووي لأسباب أخرى، مع إثقال نظام إيران بالعقوبات. والاتجاه الثالث يتضمن عدم المصادقة على البرنامج ووضع عقوبات مع خط زمني مرفق بمطالب محددة من النظام الإيراني، وحملة لإقناع أوروبا بالانضمام الى العقوبات. * ما تأثير أكثر السيناريوهات المتوقعة؟ * الأكثر توقعاً هو إيقاع العقوبات الشديدة، ولا نستطيع توقع ردات فعل إيران، فبحسب أجهزتنا الاستخباراتية كان التدخل في العراق أحد أهم الأمور التي تطورت بعدها نشاطات إيران النووية والصاروخية، لا نعرف ما ستكون ردة فعلهم على قرار ترمب، لكن ما نعلمه جيداً أن الإدارة الحالية مستعدة لجعل إيران تدفع ثمناً غالياً جداً لمواجهة أي عنف يصدر عنها ضد مناطق نفوذنا أو ضد حلفائنا في المنطقة. لاعب جديد * هل ترى صلة بين إعطاء إيران الكثير من الأموال في فترة أوباما وبين زيادة عنفها؟ * أعتقد أن طموحات إيران هي ذاتها، لكن الحصول على مليارات الدولارات ساعدهم وأعطاهم موارد لدعم الحرس الثوري الإيراني وأعماله المزعزعة للاستقرار والممولة للإرهاب في اليمن والعراق وسورية وأماكن أخرى. * قال رئيس البرنامج النووي الإيراني: إذا انسحبت الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي سنزيد تخصيب اليورانيوم، ما الرد الأميركي على هذا؟ * أولاً هذا اعتراف من الإيرانيين بهزالة شروط الاتفاق النووي، ويدل على عدم وجود قيود حقيقية على برنامجهم النووي، وهذا أمر حذرنا منه مطولاً، وإدارة أوباما قالت إن إزالة القيود تحتاج شهرين إلى 12 شهراً، وهذا يتناقض مع كلام رئيس البرنامج النووي الإيراني. كل رئيس منذ عهد جورج بوش قال: إن إيران لن تحصل على قدرات نووية، وإذا قامت إيران بالسعي للحصول على قدرات نووية، فإن الولاياتالمتحدة ستتخذ خطوات جدية، وأنا واثق من أن إسرائيل ستتخذ خطوات قوية وغير مسبوقة في هذا المجال. إعادة العقوبات * إدارة ترمب انتقدت الاتفاق النووي؛ لأن إيران زعزعت استقرار المنطقة، وسلحت الحوثيين، وتدخلت في دول عربية، هل وقف هذه التصرفات شرط للمصادقة على الاتفاق؟ * إيران لم تصبح أكثر اعتدالاً مثل ما توقع أوباما إثر الاتفاق النووي، بل زادت مساعدة الحوثيين في اليمن، ووسّعت حملتها في سورية لدعم الأسد المجرم، وأعتقد أن إعادة تطبيق العقوبات هو السبيل الوحيد للحد من قدرات إيران التوسعية ومغامراتها. نظام غير محصن * إيران تعاني من انهيار العملة، هل سنرى المزيد بعد مايو؟ * هذا نظام غير محصن أبداً ولا شرعية له سوى الثيوقراطية التي بني عليها، ورغبة النظام بالتوسع في المنطقة بالقوة هو أمر لا يدعمه غالبية الشعب الإيراني، وبسبب زيادة القمع ضد الشعب في الداخل، ووجود موارد أقل بسبب العقوبات مستقبلاً سيذهب الاقتصاد لوضع أسوأ، وهذا يقلل من قدرات النظام على التحكم بالشعب الإيراني، فأكبر ضحية لنظام الملالي هو الشعب الإيراني الذي يسعى لأبسط المكتسبات من العدالة والحياة الجيدة ولو بأبسط المعايير. المملكة والإمارات تدركان أن الحرب ضد الملالي طويلة سورية تريد تغيير طبيعة المنطقة ومحاربة النفوذ الأميركي حرب طويلة * كيف ترى جهود التحالف العربي بقيادة المملكة ضد وكلاء إيران؟ * علينا أن ننظر إلى تحدي وتهديدات إيران على أنها تهديدات على المدى الطويل، وهذا ما فعلته المملكة والإمارات حيث لا تقوم خطتهم ضد إيران على محاربتها اليوم وغداً فقط، بل على الأمد الطويل، والأهم هو أن نشاط التحالف قادر على التوصل لتغيير النظام الإيراني من الداخل، والتظاهرات مستمرة منذ عدة أشهر، وأظهرت ضعف النظام، ولم تأت بسبب الانتخابات مثل تظاهرات 2009 بل هي حركات تسعى لتغيير جذري، حيث سمعنا شعاراتهم، ورأينا كيف كانت موجهة لأكبر رأس في النظام. وهذا ليس فقط في طهران بل في 300 مدينة، وتحريك الداخل هو السبيل الأساسي لحل كل مشكلات إيران من برنامجها الصاروخي والنووي إلى تدخلاتها في دول المنطقة. * الحوثيون يهاجمون المملكة بصواريخ إيرانية، لماذا نسمع إدانات ولا نرى تحركات؟ * المملكة تملك دفاعات جوية ممتازة وقادرة على التصدي للحوثيين، والدعم الأميركي للمملكة هو أمر مؤكد، فنحن نؤمن أن المملكة هي إحدى أهم الدعائم في المنطقة وستبقى هكذا. سورية تعبث * رأينا أميركا وفرنسا وبريطانيا تهاجم الأسد في سورية لأول مرة، هل ترى تغيراً في سياسة أميركا تجاه سورية؟ * الرسالة من الضربة كانت مرتكزة على استخدام السلاح الكيميائي، فالمجتمع الدولي غاضب بالفعل من استخدام الكيميائي في سورية، وروسيا توسع نفوذها في سورية وإيران، وبالتأكيد هناك حدود لما سنقبله، وخاصة أن القوات السورية المدعومة من إيران وروسيا تسعى إلى تغيير طبيعة المنطقة ومحاربة النفوذ الأميركي، ولن نقبل بهذا. هناك أشياء تحصل في سورية على المدى القصير وأخرى على المدى البعيد لضمان سلامة حلفاء أميركا، أما تحركات إسرائيل في سورية فتتركز على الجانب الإيراني، والهجمات الأخيرة تظهر جدية إسرائيل بعدم رغبتها بوجود إيراني ثقيل في سورية. المملكة تمتلك قوات جوية متطورة روبرت جوزيف Your browser does not support the video tag.