هل يقتل الرئيس الأميركي باراك أوباما المشروع الإيراني في المنطقة مثل ما قتل أسامة بن لادن؟ أم أن إرهاب إيران الذي أشعلت به المنطقة يحتاج لمزيد من الدم حتى ينتبه له سيد البيت الأبيض.. المتفاؤلون العرب بالاتفاق النووي لا يخرج تفاؤلهم عن دائرة أن برنامج إيران النووي أصبح مراقباً وباتفاق ملزم بعد أن كان غائباً عن عيون المراقبين الدوليين وكأن مشكلة العرب الأولى مع إيران انه لا يوجد رقابة دولية على برنامجها النووي!! وليس الدماء التي تسيل في سورية والعراق واليمن ولبنان. الأمير بندر بن سلطان انضم لفريق المتشائمين من الاتفاق وعبر عن المرارة بسبب سياسة واشنطن تجاه العالم العربي وخاصة أصدقاءها واستشهد بمقولة هنري كسنجر: "إن كان أعداء أميركا يخشون منها فعلى أصدقائها أن يخشوها أكثر" قلق أصدقاء أميركا لم يكن نتيجة الاتفاق النووي ولكنه يسبق ذلك، فالرئيس الأميركي الحالي برهن عملياً ان الرهان على الصداقة الأميركية أمر لا يمكن التنبؤ بعواقبه، بل هو الخطورة ذاتها، 12 عاماً من التفاوض والتلويح باستخدام السلاح ضد إيران بسبب برنامجها النووي تولدت قناعة لدى الطرفين الأميركي والإيراني بان وجود البرنامج النووي يخدم مصلحتهما معاً، يستخدم للضغط على إسرائيل وكذلك تسويق وبيع السلاح الأميركي على دول المنطقة، ولم تتحقق لواشنطن تلك المصالح بدون برنامج إيران النووي، ولكن كل شيء لدى الإيرانيين بثمن، وكان الثمن يعادل أو يتجاوز ما قدم، فكان العراق تعويضاً مجزياً عن خسارة إيران الاقتصادية بسبب الحصار، فبترول العراق تتحكم به طهران عن طريق ممثليها في العراق، فاللغة العنيفة المتبادلة بينهما يسير من تحتها ليس اتفاق واحد بل اتفاقات، وإلا ما منع أن يكون للعراق سيادة بعد إسقاط النظام الذي اختار الشعب العراقي إسقاطه، فالعراق يقدم صورة واضحة عن نتائج الاتفاق الأميركي الإيراني في الحاضر والمستقبل، فبغداد هي النسخة العربية المقترحة لتعميمها على باقي العواصم العربية المهمة، وبدأ السيناريو الأميركي الإيراني الجديد عندما أعلن الرئيس الأميركي قبل توقيع الاتفاق بأن الحرب على داعش سوف تأخذ من عشرين إلى ثلاثين سنة، وداعش الذي يريد الرئيس الأميركي هنا العواصم العربية وليس داعش العصابة الإرهابية التي لا تحتمل شهراً واحداً للقضاء عليها من سرية عسكرية مدربة، نحن نطرح سيناريو محتمل الحدوث نتيجة معطيات موجودة على أرض الواقع، فالسياسة الأميركية تريد أن تحول أغلب الشباب العربي إلى مقاتلين في صفوف داعش لتنهي وجود الدول العربية ذاتياً ومن داخلها، فلو نظرنا لجميع المعالجات السياسية الأميركية لقضايا المنطقة نجدها بالأساس معالجات تخدم الصراع الطائفي وتؤججه، ليس لتقسيم المنطقة طائفياً بل لإنهائها وسيطرة عليها من خلال الطائفية، ويبدو أن أصدقاء طهران في الإدارة الأميركية كثر فقد ضمنوا لها مصالحها وإنهاء مايسمى بالخطر الإسلامي الإرهابي المحتمل عليها، لذا فالواقع يتطلب رؤية مختلفة يبدأ بمصادقة أميركا مثل ما تصادقنا، وليس كما نصادقها الآن، أي صديق لنا معه مصالح مضمونة للطرفين ولكننا مختلفون في الرؤية لأمننا ووجودنا السياسي. فالأمر يتطلب إبداع حلول غير مسبوقة لقضايا المنطقة، ففي اليمن يجب الإسراع في إدماج اليمن بمجلس التعاون الخليجي، وفي سورية لا بد من تقديم مشروع تغيير للنظام محكوم بمدة زمنية محددة ومعلنة مع ترشيح شكل النظام السياسي في سورية، وهذا لا يتحقق إلا بتشكيل قوة تدخل عسكري عربي تفرض ذلك التغيير، قوة تنهي النظام وتقضي على داعش، فالتردد في تقديم التضحيات سيجعل الشعب العربي ضحية لسيناريوهات تكتب على ظهورهم، الشعب العربي ينادي بذلك ويريده، ومن يحقق تطلعاته المخنوقة بطائفية طهران وغدر واشنطن سوف يخلده التاريخ مثل ماخلد صلاح الدين الايوبي، لا يريد الشعب العربي أن يضحى به في العيد مثل ماضحى بصدام حسين، نتيجة اتفاق طهرانوواشنطن. لمراسلة الكاتب: [email protected]