عندما نتحدث عن اختلافنا في الموسيقى فالجميع قد يصنع الموسيقى الخاصة به، وقد يكون لديه مهمة بطولية يتمنى إنجازها ولكن فقط عندما يعلم جيداً أن ليس هناك صدفة في هذا الكون، وكلنا ظهرنا لغرض قد كتبه الله حتى تعددت أوجه الذكاءات بيننا، وأصبحت تمثل جزءاً وارتباطاً روحياً في داخل كل شخص فينا، ولكن الكثير منا وأنا أحدهم نخشى أن نستمع إلى تلك الموسيقى حتى نتعايش معها "خوفنا الذي سيطر على عقولنا وألبسنا ثياب الكسل والتردد لم يجعلنا نبحث عن طريقة لفك هذه العقدة في الحياة؛ حتى ننسجم ونعطي أرواحنا فرصة التعرف على الموسيقى الخاصة بنا، وقد نكون دفنا إبداعاتنا في عزلة بعيدة جداً خوفاً من انتقادات البشر، وكأن البشر لن تتحدث إذا لم نكن معهم! أخبرني متى آخر مرة كسرت زجاج وهم الخوف وأظهرت لنفسك الثقة وصنعت من مجد تصفيق الذين حولك الموسيقى التي أخرجتها، متى جربت شعور أن تقرأ لك العالم وهي لا تعرفك؟ وأن ترى رسوماتك وهي لا تعرف الرسم؟ ومتى اخترعت عجلة تفيد تنمية مدينتك؟ ومتى تملكت الشغف في موهبة تتمنى أن تتقنها وتتعلم حتى تشارك بها من حولك وتفهم معنى لذة العطاء بلا مقابل! الموسيقى التي أتحدث عنها في مقالي هي مواهبك المدفونة مهما استصغرت سهولتها لأني أعلم جيداً أن الله وضعها بداخلك لأنك تستطيع أن تغير بها نفسك، ثم أشخاصاً لم تلتق بهم يوماً، مهما كان هذا الفن سواء كتابة أو رسماً أو تصويراً أو طبخاً أو اختراعاً أو تطويراً وابتكاراً وتقنية.. الخ. أنت وحدك تعلم ما هو الشيء الذي يثير شغفك في الحياة ويجعلك تبتسم حينما تمر الساعات الطويلة ولا تمل من تكرار عمله حتى تلحن الجنون الخاص بك يوماً ما وتسمع العالم الأغنية الخاصة بك، وأحدهم يصفق لك والآخر ينتقدك وتتعلم من إنصاتك لهم. أعلم أنك تريد أن تفتح مشروعك الخاص أو ترى تصويرك أو رسوماتك في أحد المعارض أو أن ترى كتابك في إحدى قوائم الكتب الأكثر مبيعاً، أو ترى مقالاتك في إحدى الصحف أو حتى أن تسافر حول العالم، أو ربما تبحث فقط عن استقرارك في الحياة. واعلم جيداً أنك تعيش صراعاً بين قلبك وعقلك؛ لأن قلبك يخبرك أن ما تشعر به هو الطريق الصحيح، ولكن عقلك احتجز الخوف مبرراً به حتى لا تنهض من مكانك. أخيراً أريد أن أبوح لك بسر قد جربت شعوره في أحد الأيام بعد أن استمتعت من إلهام واين دير، وهنري ديفيد ومارك توين " افعل أكثر شيء تخشاه وتخافه وسيموت الخوف داخلك" واسأل نفسك هذا السؤال دائماً ماذا لو رأيت المستقبل وكانت موهبتك سبباً في رزقك، وسبباً في سعادتك، وسبباً في قتل فراغك، وسبباً في معرفة الناس عنك، وسبباً في مساعدتك للبشر، وربما سبباً في دخولك للجنة ماذا ستفعل الآن لهذه الموهبة؟. Your browser does not support the video tag.