تزامناً مع بدء تهيئة البنية التحتية والأعمال الميدانية للطرق وتسوية الأراضي ل"مشروع القدية" الترفيهي غرب مدينة الرياض، والذي أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة عنه في أبريل 2017، أكد عدد من العاملين في القطاع الخاص أن القطاعات الأساسية في السوق السعودي كالمقاولات والإسمنت والمعدات والسياحة والعقار وغيرها متعطشة لمثل هذا المشروع النوعي الضخم، والذي يأتي بعد فترة توقف للمشروعات الحكومية الضخمة، مشيرين إلى أنه سيشكل بداية انتعاش قوي لتلك القطاعات التي عانى بعضها من الانكماش الجزئي مؤخراً، كما أنه وبفضل ضخامته سيسهم في خلق المزيد من الفرص على السواء للشركات القادمة من خارج المملكة ومن داخلها في مختلف الأعمال الإنشائية مبدئياً وفي أعمال التشغيل والصيانة لاحقاً. وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمقاولات المهندس أسامة العفالق ل"الرياض"، شركات المقاولات مستعدة لمباشرة دورها الأساسي في تنفيذ رؤية المملكة 2030، وهي تعد نفسها ضمن الأدوات المساهمة في تنفيذ تلك الرؤية الطموحة، وهيئة المقاولين السعوديين تعمل بجهد للوصول للتنظيمات والتشريعات المناسبة والملائمة لإفراز وإيجاد المقاولين القادرين على تنفيذ مثل هذه المشروعات النوعية الضخمة. وأشار العفالق إلى أن مكاسب قطاع المقاولات المنتظرة من هذا المشروع العملاق لن تكون مقتصرة على العمل في البنية التحتية والتشييد بل ستكون مباشرة بحكم أن كل ريال يصرف في قطاع المقاولات يكون مردوده 4 ريالات أي أربعة أضعاف على عموم الاقتصاد، فالفائدة ستشمل التشغيل والصيانة وخلافه من الأعمال الأخرى. وبين رئيس هيئة المقاولين، أن ضخامة المشروع الذي يقع على مساحة 334 كيلومترا، تتيح مردوداً ضخماً للشركات الأجنبية العالمية المشاركة فيه وأيضاً للشركات المحلية في ظل حاجة المشروع للكثير من المعدات التي سيتم توريدها أو الاستعانة بها من السوق المحلي للعمل وذلك للعمل في تهيئة البنية التحتية والتشييد والطرق والمباني. وقال إن هيئة المقاولين تراهن بشكل كبير على نيل حصة لا بأس بها في مجال التشغيل والصيانة في المشروع بناء على ما حظي به قطاع المقاولات من دعم حكومي في ذلك الجانب وفي جوانب توطين العمل وخلق مزيد من الفرص للشباب. بدوره أكد الدكتور أحمد بن عبده زقيل نائب رئيس اللجنة الوطنية للإسمنت بمجلس الغرف السعودية، أن ضخامة المشروع بما فيها من بنى تحتية وطرق ومنشأت تتطلب جدولا زمنيا وآليات عمل خاصة تفاصيلها لدى الجهات المنفذة يجعل التوقع صعباً لمقدار الفائدة المؤكدة التي ستعود على قطاع الإسمنت والشركات المنتجة له بالمملكة، مشيراً إلى الفائدة الأكبر ستكون للشركات المنتجة في المنطقة الوسطى كإسمنت اليمامة وإسمنت الرياض والمدينة، ولا يعني ذلك عدم وجود فائدة من المشروع للمنتجين في بقية المناطق. وبين زقيل أن مثل هذا المشروع ومشروعات أخرى ينتظرها المنتجون في بقية مناطق المملكة تم الإعلان عنها كمشروع "البحر الأحمر"و "مشروع نيوم" سيكون لها الكثير من الإيجابية على قطاعات حيوية في المملكة من بينها قطاع الإسمنت الذي مر بمرحلة تباطؤ في الآونة السابقة. كما أكد رئيس اللجنة الوطنية الصناعية بمجلس الغرف السعودية أسامة بن عبدالعزيز الزامل، أن قطاعات الإنتاج بالمملكة تنتظر نيل فرصتها في هذا المشروع العملاق الذي سيسهم بتحسن كبير في حجم مبيعات المعدات ومواد البناء ومستلزماته، وما يتبع ذلك من الأصناف كالسيراميك والمكيفات والأدوات الكهربائية وخلافها، وسيكون للأنظمة التي فرضتها الدولة مؤخراً بشأن تفضيل المنتج المحلي وإعطائه الأولوية في المشروعات الحكومية دور كبير في زيادة معدل الفائدة لدى المصانع والمنتجين بالمملكة. وأشار رئيس اللجنة الوطنية الصناعية إلى أن المنتجات السعودية أسهمت بشكل كبير في بناء مدن عملاقة في الجبيل وفي ينبع وغيرها وهي مؤهلة بشكل كبير للمساهمة الفعالة في هذا المشروع الوطني الضخم. بدوره قال رئيس لجنة الضيافة بغرفة تجارة مكةالمكرمة نايف بن عبدالمحسن بن صالح الراجحي، إن مشروع القدية بضخامته وما سيحتويه من منشآت ترفيهية وسياحية سيكون وجهة سياحية عالمية تحتضنها ضاحية القدية بالرياض وسيكون عامل جذب مهم للسائح من خارج المملكة في ظل التسهيلات الكبيرة التي أعلن عنها والتي منها التأشيرات السياحية والتسهيل لمقدمي الخدمات السياحية. وأشار الراجحي إلى أن المشروع سيحقق فرصة مواتية لظهور الكثير من الشركات المقدمة للخدمات السياحية، كما أنه سيوفر فرصة ذهبية للشركات العاملة في القطاعات السياحية والترفيهية وفي خدمات الضيافة والقطاعات الخدمية الأخرى المرتبطة بهذا المجال. كما أكد المدير الإقليمي لشركة دار التمليك في المنطقتين الوسطى والشرقية فراس العباسي، أن المشروع سيكون له تأثير إيجابي على أوضاع العقارات في ضاحية القدية، والتي ستشهد تصاعداً في مزايا الجذب الخاصة بها مع اكتمال كل مرحلة من مراحل المشروع وذلك في عموم نوعياتها سواء كانت تجارية أو سكنية. وبين العباسي أن السائح السعودي من داخل المملكة والذي يصنف في طليعة السياح الأكثر إنفاقا على مستوى العالم سيكون له وجود كبير في "مشروع القدية" والذي سيعج بالفنادق والمنتجعات التي من المؤكد أنها ستكون بمواصفات عالية الجودة والفخامة. المشروع يشكل بداية انتعاش لقطاعات الأعمال Your browser does not support the video tag.