أنقذ الهلال موسمه عمليا الخميس الماضي بالفوز بلقب الدوري ال15 في تاريخه ليتزعم المسابقة بفارق الضعف عن أقرب منافسيه وهو الدوري الثاني على التوالي بعد موسم صعب جدًا أرهق الهلاليين بظروفه وإصاباته وحظه العاثر، لكن جميع هذه الظروف انهزمت أمام شخصية الهلال وكبريائه وعزيمة رجاله التي جلبت لقبا ثمينا جدًا وتاريخيا بالنظر لتفاصيله. فرحة الهلاليين بهذا اللقب لم تدم أكثر من 24 ساعة قبل أن يُصدموا بجملة استقالات بدأت من الرئيس نواف بن سعد وأعضاء مجلس إدارته تباعا نزولا لمدير الكرة فهد المفرج، وسبقهم بالرحيل قائد الفريق المدافع أسامة هوساوي الذي أعلن رغبته بخوض تجربة جديدة بعد نهاية عقده وانتهى الأمر باعتزال المهاجم ياسر القحطاني، والتكليف البارز لسامي الجابر برئاسة النادي لموسم واحد لتشكل جملة التغييرات هذه هاجساً لدى المشجع الهلالي عن شكل فريقه وحظوظه في الموسم المقبل. لا شك أن فقدان الهلال لاستقراره الإداري والفني سيقلص المسافة مع منافسيه الذين يعدون العدة لموسم مقبل واعد جدًا وفيه تحديات كثيرة، لكن يبقى الهلال برأيي متقدما على خصومه بخطوات متى ما أحسن استثمارها سيكون رقما صعبا وسيكرر تفوقه على الجميع الموسم المقبل. سامي بتجاربه المتراكمة لاعبا وإداريا ومدربا هو الأكثر خبرة وممارسة بين رؤساء الأندية الكبار وبفارق واضح وهذا يمنح الهلال نقطة تفوق على خصومه ويجعلنا ننتظر من إدارته ما يترجم ذلك بعمل احترافي واختيارات نوعية مدروسة سواء للأجهزة الإدارية أو الفنية أو حتى الاستقطابات محلية أو أجنبية. وحتى على الصعيد العناصري الهلال بطل دوريين متتاليين هو الأكثر جودة مقارنة بمنافسيه وفريقه الحالي لا يحتاج سوى إضافات نوعية محددة تأخذ الفريق لمستوى آخر كمهاجم بديل لغليمن ريفاس وعلى الأرجح مدافع يعوض رحيل أسامة ويكون بمثابة القائد للخط الخلفي، وحينها ستتوفر للمدرب القادم أدوات ممتازة ومؤثرة في كل الخطوط. ولأن المدرب في كرة القدم الحديثة هو أساس كل شيء من أفكار واحتياجات وأهداف موسم بالتأكيد مهم جدًا لإدارة الجابر اختيار جهاز فني في المستوى الذي يوازي طموحات الهلال وأهدافه وأسلوب لعبه والوقت هنا والمساحة لحسم هذا الملف الجوهري متوافرة فالفاصل الزمني الذي يسبق المعسكر الإعدادي للموسم القادم يزيد على الشهرين. السطر الأخير بالتأكيد مهمة سامي الجابر صعبة وشاقة، لكن الرهان كبير جدًا على خبرات الجابر وشخصيته القيادية وحنكته في إدارة أصعب الظروف والأهم معرفته التامة بكل تفاصيل الهلال، وعلى الرغم من توفر أدوات كثيرة لنجاح مهمة سامي المقبلة، لكن هذا النجاح برأيي مرهون بدعم عشاق "الزعيم" معنويا وماديا وعلى رأسهم أعضاء شرفه المؤثرين تاريخيا في مسيرته وبالطبع مدرجه الكبير. Your browser does not support the video tag.