رفض الحظُّ أن يبتسم للهلال في جدة ووقف إلى جانب الظروف والإصابات ليحرمه من التتويج بلقب الدوري للموسم الثاني على التوالي، ومع أنَّه المثخن بالجراح استطاع بكبريائه أن يتفوق على ظروفه وغياباته وإعيائه، والظهور بمظهر البطل المتماسك القادر على فرض أسلوبه وشخصيته، إلا أنه لم يستطع أن يهزم السيد "حظ"، الذي منح الأهلاويين أيامًا من الأمل بجولةٍ أخيرة قابلة لكل الاحتمالات!. الهلالي لم يكن ليستاء كثيرًا بنتيجة التعادل وتأجل الحسم إلى الجولة الأخيرة أمام الفتح في ملعب جامعة الملك سعود عطفًا على الوضع الفني السيئ للفريق في الآونة الأخيرة، وعطفًا على ما فعلته به الأيام والإصابات المؤثرة والغريبة، لكن ما حدث في جدة من عاصفة فنية ونفسية زرقاء كادت أن تقتلع الأهلي وجعلت أنصاره يتحسرون وهم يخرجون من الملعب بتعادل أشبه بالخسارة!. تأجل حسم الدوري، وبقي للهلال فتح الجبال الذي يرغب في تجديد مواقفه التاريخية مع "الزعيم"، وبقي للأهلي أحد ماهر الكنزاري الذي تمنى علنًا فوز الأهلي بلقب الدوري، وكلاهما الفتح وأحد ليس لديهما الخميس المقبل ما يكسبانه ويخسرانه في حسابات الدوري سوى اللعب للتاريخ والسمعة والشرف ومحاولة لعب دور تاريخي مؤثر في حسم اللقب. الهلال تجاوز المهمة الصعبة أمام الأهلي بأقل الخسائر والمكاسب، وتبقت له المهمة الأصعب أمام الفتح المتطور كثيرًا مع مدربه الجديد القديم فتحي الجبال الذي يبدع في تحصين الدفاعات واللعب على المرتدات وبالذات أمام الهلال؛ وإن كان التعادل مع الأهلي في جدة مرضيًا لبعض الهلاليين، فإن التعادل مع الفتح في الرياض ربما يكون الشعرة التي تقصم ظهر "الزعيم" في أحد أكثر المواسم غرابة وصداعًا بالنسبة لعشاقه!. قصف * كما أنه لا وقت اليوم للانتقادات وفتح الملفات، فإنه لا وقت للمجاملات وانتظار المعجزات، لذلك فإن استمرار منح الفرصة لغليمن ريفاس وأشرف بن شرقي في الجولة الحاسمة على حساب لاعبين أكثر قدرة في القتال ربما يدفع ثمنه الهلال غاليًا!. * مساء الخميس المقبل ستمتلئ مدرجات محيط الرعب عن بكرة أبيها بعشاق الزعيم لزف فريقهم إلى الدوري رقم 15، لكن ذلك لن يحدث مالم تمتلئ قلوب لاعبيه بالروح والرغبة والإصرار على القتال إلى آخر لحظة!. * الأرجنتيني إزيكويل سيروتي والعماني علي الحبسي والأنيق عبدالله عطيف قبل خروجه صنعوا الفارق، لكن الحظ ورعونة الهجوم حرموا "الأزرق" من حسم الأمور باكرًا!. * محمد كنو لاعب كبير، شارك في وقت صعب بديلًا للمصاب عبدالله عطيف، واستطاع أن يبقي كعب فريقه عاليًا في الملعب، وأن يصنع الفارق في الدقائق التي شارك بها. Your browser does not support the video tag.