يعيش السينمائي السعودي أيمن طارق جمال لحظات نجاح فيلمه «بلال» في شباك التذاكر الأميركي، بعد حصده لأكثر من نصف مليون دولار من أكثر من 300 صالة عرض داخل أميركا. ورغم هذا النجاح إلا أنه يقر بصعوبات كثيرة تواجه صناعة السينما السعودية، أهمها معضلة التوزيع، معتبراً وجود «المجلس السعودي للأفلام» خطوة مهمة في سبيل توطين هذه الصناعة. عن فيلمه «بلال» وهمومه السينمائية كان لنا معه هذا الحوار: * بداية كيف ترى آداء فيلم «بلال» في صالات السينما الأميركية حتى الآن؟. وكيف ترى أداءه بشكل عام منذ بداية عروضه في الإمارات؟. * الحمد لله يعتبر الأداء جيداً جداً وليس ممتازاً، والسبب يرجع طبعاً لضعف الميزانية الدعائية للفيلم مقارنة مع الميزانيات الضخمة لأفلام الأنميشن في هوليوود، وأيضاً لأنها أول تجربة لنا في التعاون مع موزع أميركي، وللأسف لم يلتزم بما اتفقنا عليه في العقد، أما لباقي دول العالم فالحمد لله تم بيع الحقوق حتى الآن ل27 دولة وتم دبلجة الفيلم ل9 لغات حتى الآن، وكما تعلم فإن بيع الحقوق ودخل الفيلم ليس فقط من العرض السينمائي، بل يشمل كافة قنوات عرض الأفلام، واليوم بعض الأفلام دخلها من الديجيتال أعلى من صالات السينما. * هل هذا النجاح كافٍ ومغرٍ لك لتكرار التجربة في فيلم آخر؟، وهل هناك مشروع جديد؟ وهل سيكون أنمي أيضاً؟. * الحمدلله حالياً لدينا عروض مشاركة من شركات أميركية معروفة وجاري التحالف لإنتاج فيلمين؛ أحدهما أنيميشن والثاني دراما. * فيلم «بلال» استغرق منك إنتاجه سنوات.. هل ستحتاج لنفس المدة مع فيلمك الجديد؟. * الفيلم استغرق ثلاث سنوات كإنتاج، وهو يعتبر وقتاً ممتازاً لأفلام الأنميشن مقارنة بما يستغرقه في شركات الإنتاج الكبيرة، متوسط فترة إنتاج أفلام الأنميشن من 3 - 5 سنوات ونحن بفضل الله أنجزنا فيلم بلال في ثلاث سنوات. * ما الصعوبات التي واجهتها في «بلال»؟. وهل تعتقد أن الظروف الجديدة للسينما في السعودية ستزيل هذه الصعوبات؟. * الصعوبات كثيرة ولا توجد مساحة كافية لسردها، لكن أملنا كبير في الجهات الداعمة لصناعة الأفلام في المملكة في المرحلة المقبلة، أهم الصعوبات عدم وجول الجهات الممولة والهياكل التمويلية لصناعة الأفلام، ولأننا صناعة مبتدئة فنحتاج لمعاهد وكليات متخصصة لصقل المهارات الوطنية في هذا القطاع. * كيف أوصلت فيلمك إلى أميركا والعالم؟، ولماذا هذا الفارق الزمني الكبير نسبياً بين عروض الفيلم في الإمارات وعروضه في أميركا؟. * الحمدلله وصل الفيلم ولقي إقبالاً من الموزعين بعد عرضه في عدد من المهرجانات وحصوله ولله الحمد على عدة جوائز وترشيحات فقد رشح كأفضل فيلم أنميشن في مهرجان APSA عن قارة آسيا وأستراليا وأيضاً فاز في يوم الأنميشن على هامش مهرجان كان السينمائي العام 2016 بجائزة أفضل قصة ملهمة، ولأنها أول تجربة لنا من العالم العربي فاحتجنا وقتاً طويلاً نسبياً لنصل للموزعين ونقنعهم بالعمل. * العاملون في صناعة السينما يعلمون بأن عملية توزيع الفيلم تكاد تكون أكبر من عملية الإنتاج نفسها.. هل هذا صحيح؟. * 100 % طبعاً أكيد.. أكبر تحدي لصناع الأفلام هو التوزيع ولو كان لي قرار في مصفوفة صناعة الأفلام السعودية سيكون التحالف مع شركات توزيع سواءً عربياً أو عالمياً لتوزيع الأعمال السعودية وانتشارها في المهرجانات وشباك التذاكر. * إذن ترى أننا نحتاج إلى شركة توزيع وطنية؟. * نعم.. شركة توزيع وتتحالف مع شركات توزيع خارجية لضمان الانتشار. * ما رأيك بالتجارب المحلية في صناعة الرسوم المتحركة؟، وهل هناك من لفت انتباهك؟. وهل لهذه الصناعة مستقبل جيد في سوق السينما السعودية؟. * أعتقد تجربة «مسامير» مميزة جداً وأنا شخصياً من معجبيهم، وسيكون هناك مجال خصب في صناعة الأنميشن في السوق السعودي والعالمي أيضاً لأن ميزة الأنميشن أنها يمكن أن تدبلج لعدة لغات وتباع لكثير من دول العالم كما حصل معنا في فيلم «بلال». * وكيف تقرأ مستقبل صناعة السينما في السعودية بعد عودة صالات السينما؟، وهل تمتلك المملكة المؤهلات الكافية لصناعة احترافية؟. * المستقبل واعد جداً بإذن الله وأرى أنها ستفتح عدة مجالات جديدة فهناك أكثر من 60 وظيفة ومهنة مرتبطة بعمل فيلم واحد، وأعتقد سنجد شركات متخصصة قريباً ستفتح لم يكن لها وجود سابقاً. حالياً وبصراحة لا نمتلك المؤهلات الكافية لكن مع بداية الدورات التدريبية والمعاهد المتخصصة وأيضاً استقطاب مهارات عالمية للعمل ونقل التجربة يعتبر مهم جداً لتطوير صناعة الأفلام. * بماذا تنصح السينمائيين السعوديين بعد هذه التجربة التي خضتها مع فيلم «بلال» منذ أن كان فكرة وحتى وصوله لسينمات أميركا؟. * لست ناصحاً ولكن صاحب تجربة ومن تجربتي أجد أن الغرب متعطش لقصص مختلفة ولدينا كثير من القصص التي تستحق أن تروى للعالم وعلينا المغامرة والدخول لهذه الصناعة بكل قوة، فآثارها ليس فقط اقتصادياً بل فكرياً وثقافياً. * ما الذي تنتظره من المجلس السعودي للأفلام الذي أطلقته الهيئة العامة للثقافة مؤخراً؟. * أعتقد أن إنشاء المجلس السعودي للأفلام مؤخراً أكبر دليل أننا في الاتجاه الصحيح لصناعة الأفلام، وننتظر منهم الكثير وأعتقد من معرفتي بالقائمين عليه وإمكاناتهم أنهم سيحققون نتائج مميزة في وقت قصير -بإذن الله- وعلينا كصناع أفلام أن نتعاون معهم ونساندهم حتى نصل جميعاً لتحقيق رؤية 2030، وتوطين هذه الصناعة. أيمن طارق جمال Your browser does not support the video tag.