بعد موسم من الاضطرابات والنجاحات، استعاد نادي الهلال بطل الدوري السعودي لكرة القدم، "ابنه" ونجمه التاريخي سامي الجابر الملقب ب"الذئب"، ليوكل إليه مهمة "صعبة" في رئاسة أحد أكثر الأندية السعودية شعبية وتتويجا بالألقاب. وشهدت ليلة عودته خروج نجم كبير آخر من صفوف الهلال هو قائده ياسر القحطاني (35 عاما) الذي أعلن اعتزاله اللعب بعدما ساهم في قيادة النادي هذا الموسم إلى لقبه الثاني تواليا في الدوري السعودي. وبموجب قرار لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة السعودية تركي آل الشيخ أعلن ليل الجمعة السبت، يخلف الجابر (45 عاما) الأمير نواف بن سعد، ليعود إلى نادٍ يعرفه عن ظهر قلب، ففيه نشأ ونما وأصبح من أبرز اللاعبين السعوديين محليا وقاريا ودوليا، قبل أن يتولى مهام جهازه الفني، وصولا إلى تربعه حاليا على قمة رأس الهرم في النادي الأزرق. ونشر آل الشيخ مقطعا مصورا قصيرا له برفقة الجابر، قال له خلاله "كنت نجما في الملعب وأتوقع أن تصير نجما في نادي الهلال ورئاسة نادي الهلال. نبي (نريد) العالمية يا سامي"، ليرد الأخير "باذن الله إن شاء الله". ويعد الجابر من أبرز النجوم التاريخيين للكرة السعودية والهلال إذ نشأ وأمضى كامل مسيرته منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي وحتى 2007، باستثناء تجربة إعارة قصيرة مع وولفرهامبتون الإنجليزي وينعته الكثير ب"الذئب" الذي لا يهرول عبثا. وبحسب الموقع الإلكتروني الخاص به، أحرز مع الهلال سلسلة ألقاب محلية وقارية، أبرزها الدوري المحلي خمس مرات، وكأس الاتحاد السعودي ثلاث مرات، وكأس ولي العهد خمس مرات، وكأس الأندية العربية الأبطال مرتان، وكأس الأندية الآسيوية أبطال الكؤوس مرتان. وعلى صعيد المنتخب، خاض ما يقارب 160 مباراة سجل خلالها 46 هدفا، وكان ضمن تشكيلته في مشاركاته الأربع في كأس العالم (1994، 1998، 2002، و2006). واعتزل اللعب العام 2007، وعمل مساعدا لمدرب الهلال في 2011، وفي العام التالي كان ضمن الجهاز الفني لنادي أوكسير الفرنسي، عاد للنادي الأزرق مديرا فنيا في 2013، وانتقل في 2015 إلى الوحدة الإماراتي، ومنه إلى الشباب السعودي في 2016 - 2017. أقيل من تدريب الشباب في صيف 2017، وعين في نهاية أكتوبر عضوا في مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، قبل أن يتم إبعاده في يناير بقرار من رئيس الاتحاد عادل عزت. وكان الهلال قد توج الخميس بلقب الدوري للموسم الثاني تواليا، والمرة ال15 في تاريخه (رقم قياسي)، بفوزه في المرحلة الأخيرة على الفتح 4 - 1، منهيا الموسم بفارق نقطة عن الأهلي. ويعد النادي العاصمي من أنجح الأندية السعودية. فإضافة إلى رقمه القياسي في ألقاب الدوري، توج بسلسلة ألقاب محلية أبرزها لقب كأس الملك ثماني مرات. وعلى المستوى القاري، أحرز مرتين لقب دوري أبطال آسيا بصيغتها القديمة (1991 و2000)، وحل وصيفا في الموسم الماضي. إلا أنه عانى من مستوى الأداء هذا الموسم، فخرج خالي الوفاض من دور المجموعات للمسابقة القارية ومن كأس الملك في السعودية، وأقال مدربه الأرجنتيني رامون دياز وكلف مواطنه خوان براون بالمهمة. واعتبر المعلق الرياضي السعودي محمد البكر أن اختيار الجابر يعود إلى أسباب عدة، أبرزها "الشعبية الجارفة التي يتمتع بها سامي الجابر لدى الهلاليين سواء عندما كان لاعبا، أو إداريا أو حتى مدربا، ستسهل عليه مهمته في رئاسة النادي إذ حقق إنجازات كبيرة للهلال لاعبا وإداريا ومدربا وستساهم في خلق شخصية رئيس متنوع الأفكار، بالإضافة إلى الكاريزما التي يمتلكها". وشهدت ليلة "عودة" الجابر خروج نجم كبير آخر هو القائد القحطاني (35 عاما) الذي نشأ في صفوف نادي القادسية، ودافع عن ألوان النادي الأزرق منذ 2005، باستثناء فترة إعارة مع العين الإماراتي لموسم 2005 - 2006. وأثار القحطاني بداية جدلا عبر مواقع التواصل بعدما نشر عبر حسابه على "تويتر" شريطا مصورا يقوم فيه بخلع قميص النادي ويعلقه في غرفة تبديل الملابس مع شارة القائد، إلا أن اللاعب نفسه حسم الجدل لاحقا بتغريدة كتب فيها "وداعاً يا جمهور الزعيم العظيم.. وداعاً يا عشقي الأبدي.. وداعاً أيها المستطيل الأخضر"، مؤكدا أنه سيصبح "عاشقاً ومسانداً ومشجعاً لزعيم البطولات". ووجه القحطاني رسالة دعم للجابر جاء فيها "أخي وصديقي أسأل الله أن يعينك ويوفقك في هذا التكليف والتشريف وأنت بإذن الله كفؤ لهذه المهمة.. وكعادة الهلاليين وديدنهم، كلنا معك". Your browser does not support the video tag.